أخبار عاجلة
الرئيسية > أخبار السعودية > حكايات واساطير وقصص شعبية من الأحساء 25 ..

حكايات واساطير وقصص شعبية من الأحساء 25 ..

غريب الجزيرة ج1-2 ..

صحيفة همة نيوز : عبدالله المطلق ..

كل نوخذه ، وكل غيص ، وكل بحار له ذكريات سعيدة ، أو ذكريات حزينة !! قصص كثيرة يرويها لنا الآباء والأجداد ، فكل موجة من امواج البحر تنبئك بقصة وكأنها صفحات مقروءة ، وتقول لك مع كل موجه من فضلك اقرأ فمع كل موجه قصة ومع كل قصة حدث غريب وعجيب هذا ماسوف نعرفة عن قصة غريب الجزيرة فيقول الراوي :

كان أحد الرجال ناصر بن محمد بن عبد الله الحويجي من أهالي الجفر وكان إبراهيم بن فرحان العقيل مريض وطلب مني السفر معه إلى مستشفى بديم في البحرين ، ولايوجد مستشفى في هذه المنطقة سوى مستشفى بديم كما قال الشاعر :

ما يداوي علتي برداه ديم
ما يداويها ولو تسعين عام

وكنا نراقب في تلك الأيام مركب لأحد العمانيين جاء ببضاعته ، وبدأ بيعها في مدينة الهفوف ،وتشاورنا معه فقال : تجهزوا بعد صلاة العصر من يوم الجمعه .

فحضر حسب الموعد وركبنا المركب المتوجه إلى البحرين ، ولما وصلنا منتصف الطريق بين البحرين ، هبت عاصفة شديدة ! وكنا في هذا المركب سبع وعشرين عابراً وصاحبها كمال الثمانية والعشرين.. فانقلب بنا المركب ، وكان بداخله اثني عشر صندوقاً مملؤة بالبضائع فوقعت في قاع البحر .. فبدأ الصياح والولوال والذعر ! فما كان من صاحب السفينة الا ان توجه إلى الكلص فلحقه سابحاً ولد المشماش أمر الكلابية وآخر من أبناء الوصيبعى فلحقهم سابحاً ، ولم أوفق فرجعت إلى المركب وقد كانت مقلوبة فتمسكت بالبيص قاعدة المركب أنا مع ابراهيم ابن فرحان العقيل ، وغرق الباقي نظراً لأن الموج كان قوياً فمكثنا إلى يوم السبت بعدما تضايقنا من ثيابنا فنزعناها ، وقال : فلالحظت على خشبة تضرب المركب فناولتها وقلت له : ما رأيك تمسك هذه الخشبة لعلها توصلنا إلى أحد البنادر ، أونرى احداً ينقذنا !!

وقد تعبنا ونحن متشبثين ببيص المركب .

وقال : ثم نزلت من المركب ومسكنا اللوح حتى إذا جاء مساء يوم السبت نظرت إلى صاحبي وقد انثنت رقبته ، وترك اللوح ميتاً رحمة الله عليه .

فجاء يوم الأحد وأنا لا أعلم أين أتوجه ؟ واللوح يسير على طريقة الأمواج مرة شمال ومرة جنوب ، وأنا ماسك فيه وجاء يوم الأثنين وأنا أطلب من الله أن أرى أحد ، أو أحد المراكب يراني ، ويدخل يوم الثلاثاء وقد انتشر خبر على هذه الحادثة في المنطقة .

فدخلت زوجتي الحداد وأيضاً زوجة المرحوم إبراهيم العقيل ويروى قصته قائلاً :

وفي عصر يوم الثلاثاء ، نظرت كأن غبرة فتوجهت إليها فلاحت معالمها في اعيني أنها جزيرة فتوجهت إليها فلم اعرف أقدرعلى المشي !

وتثاقلت قدماي ، وكنت اسجها ، ولكن الطيور لم توافق علي خشية لمجازاة البحر فرأيت صندوقاً صغيراً فوق الشاطئ فعاينته حتى اكسره وإذا ثوب وغترة وصرار به تنباك فقلت هذا أول الخير .

وقد كنت عريان مثل ماولدتني أمي لأن الإزار قد سقط وأنا في تلك الساعة أعلم عنه ولكن نفسي نفسي ، وحياتي متوقفة على اللوح .

قال : ولما لبست الثوب والغترة رفعت رأسي ، وأنا أنظر مرفوع الرأس تقدر مساحتها بمائة متر أو أكثر !! حاولت الاقتراب منها ومنعتني الطيور فقلت : لاحول ولا قوة الا بالله !

فرجعت عائداً أطلب النجاة من الطيور ، فلاح لي جزيرة ثانيه وحاولت ان أفرك عيني لأتاكد فعلاً أنها جزيرة فما علي إلا أن طويت الثوب على راسي وثبته بالغترة ووقت المغرب قريب والشمس حمراء على وشك الأفول ، فتمكنت من الوصول للجزيرة الثانية بالسلامة فقلت في نفسي : الموت واحد والله واحد في سماه ! فإن كان مكتوب علي الوفاة سأموت في هذه الجزيرة !!

فلبست الثوب وتعوذت بالله من الشيطان الرجيم فتوضأت وبدأت أصلي ما فاتني من الفروض ، ولما أنهيت الركعة الخامسة وبدأت بالسجدة السادسة فأخذتني سنة من النوم ، ومالاعب النوم عيني أقل من دقيقتين ، إلا وشعرت بضربة في خاصرتي اليمنى ، ونفذت كأنها سهم ، فرفعت من السجود ، وتعوذت بالله من الشيطان الرجيم !! فقلت : اشهد أن لااله الالله وأن محمد رسول الله ، وأشهد أن الموت حق .

توقعت أنه الموت ، والخوف في هذه الجزيرة ،وما رفعت عيناي إلا وإبل ترعى تضع رأسها ثم ترفعه ، وتأكدت أن هذه الإبل التي ترعى في بر وليس في جزيرة ، ثم شلحت ثوبي ، وتعممت به ثم جعلت الغترة ازاراً فقلت مارعت الإبل الا حول عرب !

فتوجهت سابحاً إلى مراعي الإبل ،وكان لسان من البر امتد في البحر وهو خيط من الرمل وعجلت به وجئته من الشمال فارتديت الثوب ولبست الغترة فلم أر أحداً من الناس!!

فحاولت أن أصيح مستغيثاً !! فلم أقدر فأدركت أن فمي قد أقفل فصرت أصفق بيدي فجفلت الإبل فأتوا البدو إلى فقال أحدهم نعنبوه وش جابه هنا ؟!

فقال الآخر : عين خير ” يا أخ يمكن من الجماعة الذين طبعوا يوم الجمعه الذي وصلنا علمهم فقمت فهززت رأسي .

قال أحدهم : أنت منهم .

قلت له : وانا لا أستطيع الكلام انما هززت رأسي أنا منهم .

عبدالله بورسيس

عن عبدالله بورسيس

شاهد أيضاً

تقرير حصري لصحيفة همة نيوز ….عن الفخار الحساوي: إرثٌ عريق يواجه تحديات الحاضر ..

Share this on WhatsApp صحيفة همة نيوز : بقلم أ. ماجد إبراهيم الغنيم .. تُعدّ ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com