عين الحارة ” الغائرة “!!
صحيفة همة نيوز : عبدالله المطلق ..
منذ نصف قرن تقريباً كانت في مدينة المبرز عين ماء تدعى ” الحارة ” وكان ماؤها دفاقاً إلا أنها فجأة غارت !! وقد كان الأهالي يعتمدون على الله ثم عليها في معيشتهم ، حيث كانوا يسقون منها مزارعهم التي كانت المصدر الوحيد من أجل كسب المال فقد كانوا يصرفون أموال سلفة من التجار ويردونها عليهم عندما يأتي موسم الحصاد ومع استمرار الأهالي على هذا الأمر !!
فغفلوا قليلاً وانشغلوا بأمور الدنيا ، وقد حصل في ذلك الوقت مرض قاتل ، وهو مرض الطاعون ، وتبع هذه الحادثة حادثة العين ، وقد حاول الأهالي إيجاد حل لهذه المصيبة ! فأخذوا يسألون العلماء وذوي الخبرة ، ولكن من دون جدوى !!
فجاء شاعر من الأهالي يدعى محمد بن مسلم ، والذي كان له سهم في تلك العين ، وكتب قصيدة وعظ وتذكير للأهالي يقول فيها :
خطب دهانا وأرجفت منه الأذهان
جتنا فجأة مالقينا لها عيون
خطب جليلي لو يصيب الصخر لان
لو هو حديد الصلف سالت له عيون
ماعاد يذكر له مع الإنس والجان
ولاتنفع الغاصة ولا اللي يسيبون
يا هل الحسا عندي عن الجور ميزان
أو أية من موعظة لو تسمون
امروا بالمعروف على كل من كان
ونهوا عن المنكر مثل ماتعرفون
وش حدكم باسم الله على كل شيطان
والعفو يوم أكره أنا غير ممنون
هرج القفا ما بيننا صار ديوان
والرزق هموا فيه لولاه مضمون
حتى صلاة الجمعة اللي لها شان
تفوت وانتو في المواسم تبيعون
الأولة ضر بداخل في الابدان
لاهو بطاعون وهو شبه طاعون
والثانية الحارة بعد عين الأعيان
غارت نهار والخلايق يشوفون
العصر هي تجري كما شط عمان
والصبح في ثبرك بالاقدام يمشون
يبست أفواههم وأصبح العيش عطشان
وأمار جعلك الله منين يافون
بكي العيش يزهي خوخ ورمان
وغرايس ترث بالتمر وغصون
الحارة تبكيك من البدو غزلان
ومن الخطر تلاعي الجيد مصيون
بها يم تورد بجالك وفرسان
وطروش بدو توردك حين يضمون
ياخزنة الرحمن من غير حفران
أمشي بإذن الله للناس يمشون
بالمصطفى المختار من نسل عدنان
ونوح ويونس راكب الفلك مشحون
وأبو بكر وعمر وعلي وعثمان
وباقي الصحابة والذي له يتبعون
وزابور بن داود وختم سليمان
والعرش الأعظم والذي له يحملون ابعايشه مرسية قرة فرعون
صلاة ربي عد ما كوكب بان
على الرسول وكل من له يوالون
وعين الحارة من عيون الأحساء المشهورة مازالت موجودة حتى وقتنا الحاضر في مدنية المبرز ومازال الماء فيها يتدفق بغزارة تغنى بها الشعراء وها موا في وصفها شعراً ونثراً راوي هذه القصة المثيرة الشاعر / علي عبد الله مهنا الجمالين العساف من مدينة العيون بالأحساء .