صحيفة همة نيوز : بقلم الأستاذ/ أحمد حسن البقشي ..
أنشأت هذه العمارة في طرف عين أمّ الخبيصي ، وهي عين ماء باردة ، و كان موقعها قديماً عبارة عن بستان شأن سائر المنطقة .
و تعود تسميتها لمستثمر الأرض رجل الأعمال عبدالرحمن السبيعي ، و الذي شرع في البناء عام 1371هـ ،
و تولّى بناءها المقاول الشاميّ عبدالكريم برمو ،و جلّ العاملين كانوا بالطبع بنائين وطنيين ، وكان يشرف على أمر البناء ، وكيل للسبيعي اسمه بداح الوشيجر , و كانت وقتها تعد مبنى ضخما جداّ .
و هي عبارة عن عمارتين ، بنيت الأولى ( الشرقيّة المجاورة لسوق اللّحم قبل الأخرى الغربية ) و استغرق البناء بها حدود ثلاث سنوات ، عندما أُنشأها أقبل الكثير من أرباب الأعمال على استئجار محلات فيها ، بما فيهم أنا حيث استأجرت محلاّ لكنّي ما لبثت أن تركته ، لأنّي وجدت أنّ وضعي في محلّي جيّد .
و كان معدّل أسعار الإيجارات فيها ما بين 4000 ريال إلى 5000 ريال في السّنة يستلمها وكيل السبيعي و اسمه عبدالله السماعيل ، وقد شملت تلك العمارة أنشطة عديدة منها الأقمشة حيث افتتح فيها كلّ من عبدالمحسن فضل المحمّد صالح ، و عبدالمحسن بن حسن البقشي ( بو سامي ) ، و عبدالله و يوسف الغزال ، و عبدالعزيز المحمد صالح , و حسين بن عبدالله الخرس , و محمد علي العلوان , و عبدالله الرّشيد و عبدالله الحسين بو خمسين , و غيرهم , كما افتتح علي بن حسين الخرس لبيع الكماليات , محمّد و حسين القاضي للأصواف الراقية و الملابس الجاهزة , و محمد العمير ملابس جاهزة ، و عبدالله الملحم لبيع الملابس و الأدوات الرّياضيّة .
, وكما افتتح الأخ محمد بن حسن البن خليفة (بو فوزي ) و شريكه حسين بن عبد الله البن خليفة محلا للذهب و المجوهرات .
و كذلك عبدالله وعبد رب الرسول البن خليفة و كذلك حسين بن محمد الحسين النمر ، و ضم أيضا محلات لبيع السّاعات مثل محلات السيدّ علي الناصر ، محمد الفهد الملحم ، و حسين النّعيم .
كما هناك العديد من محلات الأحذية ، الكماليات الرّجاليّة .
كما تحتوي أدوارها العليا على مكاتب تجارية ، للبيع بالجملة , و عيادات لأطباء مثل سهيل الزّبن طبيب الأسنان , و د/ مصطفى طولان , و د / وحيد الديّن التهامي ( لفترة من الفترات ) ، و د / يوسف زهران , كما سكن بعض المعلّمين المصرييّن في بعض شققها التي كانت وقتها تعدّ سكنا راقيا ، ومنهم مستر بيكر معلّم اللّغة الإنجليزيّة في المتوسّطة النموذجيّة .
كما ضمّت بعض الصيدليات منها صيدليةالصديق السيّد عبدالله الهاشم( رحمه الله ) .
و قد غدت محلات عمارة السّبيعي ، في نهاية السّتينيّات و بداية السّبعينيّات المحلات الأرقى في الأحساء ، و تجتذب نخب الزّبائن ،لأنّ ما يعرض فيها يضاهي البضائع المعروضة في ، الكويت , جدة و الخبر وقئذ .
فكانت أصحاب محلات الأقمشة فيها يعرضون المطرزات السويسريّة و الكوريّة ، و الجيبير الفرنسي , و الحرائر اليابانيّة و الأصواف الانجليزيّة و الأقطان الراقية و أقمشة الجبردين الانجليزية و المخامل الراقيّة الألمانية و الفرنسيّة ، و قطع الشكّ و التّطريز الهندية التي اشتهر باستيرادها من الهند عبدالله البراهيم الملحم و التي تزيّن بريش الطّواويس , و تطريزات تحاكيها ، و كذلك أقمشة الدوبلين المستوردة عن طريق التّاجر سليم نونو في البحرين .
و بقي الوضع هكذا حتى تنامت محلاتنا الموجودة في السّويق عددا ومعروضات و صارت تنافس محلات السبيعي ، بفارق الأسعار حيث كانت أغلب معروضاتهم غالية الثمن بمقارنة الأسعار ، و صادف في تلك الفترة بداية طفرة العقار ، فتشاغل تجّار عمارة السبيعي بسوق العقار قبلنا و أهملوا محلاتهم ، مما جعل عمارة السبيعي تترنّح بعد ذلك ينخفض مستواها بعد انحسار الزبائن لتحسّن مستوى معروضاتنا ، مما أحال عمارة السبيعي شيئا فشيئا إلى سوق رجالي ، ندر تواجد العنصر النّسائي فيه مما أضعفه على المدى الأبعد .