صحيفة همة نيوز موقع صحيفة همة نيوز الالكترونية
صحيفة همة نيوز : نجاة المحيسن ..
يقع جبل “القارة” وسط الواحات الخضراء الممتلئة بأشجار النخيل الباسقة، ويتكون من صخور يعود عمرها الجيولوجي إلى الحقبة الثالثة، بطبيعته الجيري والرملي، ويرتفع عن سطح البحر 210 أمتار، وطوله 1000 متر من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب 800 متر.
ويعد جبل القارة من أبرز المعالم التاريخية والسياحية بمحافظة الأحساء ، ويعرف هذا الجبل بمسمى اخر وهو جبل الشبعان( لأنه يرتوي بالماء)، وفي شماله يقع جبل “أبو حصيص” الذي شهد موقعة الملك عبدالعزيز – يرحمه الله – مع قبيلة العجمان عند دخوله الأحساء في العام 1333هجرية .
وتحيط بجبل القارة بين اربع بلدات هي القارة والتويثير والدالوة والتهيمية .، ويبعد مسافة ١٥ كيلومتر عن مدينة الهفوف.
وجبل القارة عبارة عن مجموعة من الصخور كونت الجبال المرتفعة والتي شكلتها عوامل التعرية واذابة الماء والتصدعات وعوامل التاكل، هذه العوامل أدت إلى تكوين الكهوف والمغارات بداخل الجبل على اشكال وأحجام مختلفة، فمنها مايكون ممتدا على شكل طريق طويل ، ومنها يكون على شكل غرفة صغيرة ومنها ، مايكون على شكل انحناءات مما ساعد ذلك على استغلال هذه الكهوف والمغارات وتطويرها لتكون مركزا سياحيا في محافظة الأحساء ، ومن أبرز تلك المغارات مغارة( العيد) والتي استغلت لتصبح مكانا لأقامة الأعراس الجماعية بالقارة ، ومكان لكبار السن وأم الجماجم والمهيوب ، اما مغارة النشاب فقد اسثمرتها شركة الأحساء للسياحة والترفية لتكون مشروعا باسم أرض الحضارات..
ويتميز مناخ هذا الجبل والكهوف بأجواء باردة صيفاً ودافئة شتاءً فيتمتع زوار الجبل بطقس معتدل شتاءً وصيفاً نسبة إلى العزل الحراري الذي يضيفه جو الجبل لهذه المغارات التي تكونت من الصخور الرسوبية التي تشعر الزوار بالبرودة صيفاً والدفء شتاءً، وهي لا تتعدى درجة الحرارة 20°.
وحتى عام 2016م، كان الجبل من ضمن مسؤوليات أمانة الأحساء، رغم المحاولات المتكرِّرة من دون جدوى لتسجيله على قائمة منظمة اليونسكو لمواقع التراث الطبيعي العالمي.
لذا تم استثمار الجبل من قبل إحدى الشركات الوطنية الإستثمارية وهي “شركة الأحساء للسياحة والترفيه” (أحسانا) بالاستثمار في الجبل لتطويره كمرفق سياحي حديث ، وبلغت تكلفة المشاريع السياحية التي نفَّذتها الشركة نحو 100 مليون ريال، وذلك مقابل تقديم منتج سياحي طبيعي وتاريخي وثقافي يعبّر عن قيمة الموقع.
وسمي هذا المشروع “أرض الحضارات”، وتضمَّن تهيئة المغارة الرئيسة وإنارتها وتسوية أرضيتها. كما يضم متحفاً عن تاريخ هجر (الأحساء)، ومسارح متدرجة ومقاهي حديثة ومحلات تجارية. وأسهم ذلك في إقامة فعاليات أسبوعية متنوِّعة بين الأمسيات الثقافية والموسيقى والفنون التشكيلية والعروض البصرية، أضفت حياة جديدة على هذه الصخور الصمّاء القديمة المعروف بجبل القارة .. أرض الحضارات ..
