الأعمى ..

صحيفة همة نيوز : عبدالله المطلق ..
صلوا على محمد وال محمد ..
كان يا ماكان في قديم الزمان ان تعارف رجلان : احدهما غني ، والآخر فقير ، وفي يوم من الأيام اقترح الغني على الفقير أن يخرجا في رحلة خارج البلدة ، فوافقه الفقير ، أخذ كل واحد منهما طعامه معه ،وأثناء سيرهما قال الغني للفقير : سآكل من طعامك إلى أن ينتهي ، وبعدها نأكل من طعامي فوافقه الفقير ، لكن بعد أن نفذ الطعام اراد الفقير أن يأكل من طعام الغني فرفض إطعامه الا بشرط ان يفقأ عينه .
ومع الجوع الشديد وافق الفقير ان تفقأ عينه خشية أن يموت جوعاً ، ثم بعد ذلك أراد الفقير أن يشرب الماء فرفض الغني الا أن يفقأ عينه الثانية ، وتحت وطأة العطش الشديد ، وافق الفقير ، وهنا فرح الغني اللئيم ففقأ عينه الأخرى ، وتركه اعمى وحيداً في الصحراء ، وسار بعيداً عنه .
مشى الفقير يتخبط هائماً على وجهه ، حتى وجد شجرة نام تحتها ، ولم يكد يفعل حتى اشتمت الحيوانات الضارية في الصحراء رائحته ! لكن الله نجاه منها .
وبعدها حطت ثلاث حمامات بالقرب منه .. وطلبن منه أن يأخذ من ورق الشجرة ويضع على عينه ليرجع بصيراً كما كان ، وبعدها يأخذ من ورق الشجرة ، ويذهب إلى ابنة السلطان المريضة لأن في ورق الشجرة سراً شافياً .
نفذ الفقير ما سمعه وشفيت ابنة السلطان فزوجها منه ، وبعدها مات السلطان ، وأصبح الفقيرهو السلطان ، وأخذ يعطف على الفقراء والمساكين .
وفي يوم من الأيام جاء إلى السلطان صديقه الغني دون أن يعرف أنه هو صديقه الفقير الذي فقأ له عينيه ، فاستضافه السلطان في قصره ثلاثة أيام .
وبعدها أخبره السلطان بحقيقة أمره فصعق الصديق الغني من الدهشة ! وخرج هائماً على وجهه ،وذهب إلى الشجرة التي كان يأوي الفقير إلى ظلها لكنه لم يفلح في شيء !!
ووقع من شدة الجوع والعطش ! فجاءت الحيوانات الضارية وأكلته بعد أن قطعته قطعاً صغيرة .. أما السلطان فعاش مع زوجته في أمان وخلصت وملصت السالفة .