قصة سفوف ..

صحيفة همة نيوز : عبدالله المطلق ..
كان ياماكان في قديم الزمان .. صبي يتيم إسمه سفوف توفيت أمه وهو صغير ، فتزوج والده من امرأة أخرى لترعاه .. و ذات يوم احضر الرجل خروفاً ، وطلب منها أن تعد وليمة لضيوفه .. لم تكن امرأة الأب تحب سفوفاً بل تكرهه ، وتحاول الخلاص منه !!
فلما رأت كمية اللحم المخصص للوليمة ، وانشغال الأب بضيوفه فكرت باستبدال لحم سفوف بلحم الخروف ، فأخفت اللحم ، ونادت على سفوف وقتلته وطبخته !! ثم أتت على خواتمه وملابسه ودفنتها في اسطبل خيول والده .
جاء الرجل يسأل زوجته هل جهز الغداء ؟
فأجابت بنعم إنه جاهز .
دعا الرجل ضيوفه ووضع أمامهم الوليمة المعدة ، فأكلوا وشبعوا .. ولم يسأل الأب عن سفوف ؟ لأنه مشغول بالضيوف ! ولم يدر ماذا حصل لابنه !!
اذ لايبدو على زوجته أي ارتباك أو انفعال !! مر الوقت وبدأ الرجل يسأل أين ولدي سفوف ؟ أين سفوف سأل الخادم فأجاب : أنه لايعرف عنه شيئاً . سأل زوجته : فأجابت بنفس القول .. ثم أضافت إنه ربما خرج يلعب مع أصحابه الصغار من ابناء الحي .
مر وقت طويل ، وحل الظلام ! فقام الأب وطلب من خادمه مبارك أن يبحث عنه !
خرج الخادم يسأل ويبحث ، وينادي منتقلاً من حي إلى حي ياسفوف ياولد عمي : أبوك يسأل عنك ؟ وقد أحضر لك جوخة خضراء ، يريد أن يفصلها لك ثوباً جميلاً .
ظل الخادم سائراً ينادي ويعيد ، ويكرر القول ، ولكنه لا يجيب؟ بحث عنه في اماكن لعبه المعهود مع أصحابه ولم يجده !! ذهب إلى البحر حيث يلعب الصبية لعبة العداويل ولم يجده !! ذهب إلى الا ماكن التي ينصبون فيها الفخاخ لصيد الطيور ولم يجده !!
مر الخادم مبارك بالمقبرة وهو ينادي ياسفوف أبوك يبحث عنك .. لقد احضر لك الجوخة الخضراء ليفصلها لك ثوباً .
وفجأة سمع صوتاً من أحد القبور يقول : بسك علي يامبارك سفوف ذبحته خالته مرت أبوه ، وحطت خناصره وثيابه تحت مربط خيل أبوه .
سمع الخادم الصوت المنبعث من القبر فلم يصدق أذنيه ؟! عاد والنداء مرة أخرى .
فسمع الصوت نفسه يردد : بسك علي يامبارك سفوف ذبحته خالته مرت أبوه وحطت خناصرة وثيابه تحت مربط خيل أبوه!
عاد الخادم مبارك مسرعاً إلى البيت ، وابلغ والد سفوف بما سمع فقال له : اذا كان كلامك صحيحاً فاذهب بي إلى هناك لأسمع بنفسي .
اخذه إلى حيث كان ونادى سفوفاً ، فسمع الأب الكلام وحزن حزناً شديداً ، وعاد إلى البيت ، وذهب إلى المكان وفتشه فوجد خناصر سفوف وثيابه .
فكر الأب في طريقة للانتقام من هذه المرأة الظالمة ولم يكن أخبرها بما سمع !!
وحذر خادمه أن يبلغها بأن زوجها عرف الأمر .. وبعد أيام جاءها وطلب منها أن تهئ نفسها لوليمة في اليوم التالي ، وأن عليها أن تضع القدر الكبيرة على النار وتملأها بالماء ـ وتشعل النار تحتها حتى يشتد غليانها .
فرحت الزوجة ، ودعت أهلها ليشاركوا في الوليمة غاب الرجل ، وعاد فوجد الماء يغلي ، فطلب منها ان تفتح القدر ليرى سعتها فما فتحت القدر، حتى رماها داخلها وطبخها لتقديمها لأهلها .
حين جاء الأهل سألوا : اين زوجتك ؟
فقال لهم : لقد ذهبت إلى العين ترد الماء ، ولما عاودوا السؤال ! رد عليهم بنفس الجواب ولكنهم شعروا بالجوع الشديد فأكلوا ، وبعد أن انتهوا قص عليهم القصة وأخبرهم بما فعلت المرأة الظالمة ، فحزنوا !! وقنعوا بقضاء الله ، وسلموا بالأمر .