صحيفة همة نيوز موقع صحيفة همة نيوز الالكترونية
صحيفة همة نيوز : بقلم : أ: صالح سعد النصر ..
ذكرنا في المقال السابق دور بوطبيلة ومشاركته الفاعلة في المناسبات الأربع والتي يقوم بها في مجال عمله خاصة بالمناسبة الأولى والمتمثلة في إيقاظ الأهالي من النوم وحثهم على تناول وجبة السحور المباركة ، هنا وفي هذا الصدد والشي بالشي يذكر أيضا استخدم بعض الأهالي الضوء والصوت لإبلاغ الأهالي بموعد السحور في صورة تراثية جميلة والتي تتمثل في الآتي :- استخدام السراج ( الفنر ) بمصاحبة النجر( الهاون ) في تلك المهمة ، والسراج عبارة عن مصباح له خزان بالأسفل يملأ بالكيروسين وله فتيلة من القطن تتصل بالخزان وتحمي الفتيلة عن الهواء زجاجة تسمى شيشة حتى لا تنطفئ ويستخدم في إنارة البيوت والمساجد والأسواق قبل دخول الكهرباء في مدينة المبرز عام 1376 هـ الموافق 1956 م حيث الظلام الدامس يلف أرجاء المدينة . وتم الاستفادة أيضا من السراج ( الفنر )في إبلاغ الأهالي بموعد السحور والإمساك في شهر رمضان المبارك فكان صاحب السراج يرفعه مضاء كأنه نجمة في الليل الأظلم ومعلقا فوق رأس عامود المثبت على أعلى سطح من سطوح المنزل يشبه سارية العلم (البيرق – الراية ) بواسطة البكرة ( المحالة ) المثبتة بالعامود والحبل المتدلي منها ، و مع ذلك يقوم صاحب السراج بضرب النجر النحاسي (الهاون ) بضربات مختلفة لها مدلولاتها المعروفه لدى الأهالي على النحو التالي :-
2- ثلاث ضربات متباعدة للنجر وتعني إعلان بدء موعد وقت السحور .
ضربات سريعة للنجر النحاسي الكبير بيد النجر لكي يستيقظ الأهالي من النوم ولطبخ السحور علما أن الأغلبية تأكل في السحور مايتبقى من وجبة الفطور .
3- تسع ضربات متباعدة وتعني إشعار الأهالي بموعد الإمساك . بعدها يتم إنزال السراج ( الفنر ) من السارية بواسطة الحبل المعلق على البكرة وهكذا دواليك في بقية الأيام حتى نهاية أيام شهر رمضان المبارك . هذاومن أشهر أصحاب السرج بالمبرز الأسماء التالية :-
محمد حسين النمر. 2-عبدالله عبدالرحمن الماص . 3-ملا ناصر النمر . 4-عبدالله بوبندر . 5- سيد هاشم .
وبجانب أصحاب السرج هناك أسماء تستخدم النجر( الهاون ) فقط في إيقاظ الأهالي لوجبة السحور ومنهم الآتي:-
1- صالح عبدالرحمن الماص . 2 -حمد البناي . 3حمود علي الجري . 5-عيسى عبدالله الجاسم . أما سعد أحمد العواد . ( العكيشي ) مؤذن مسجد زيد الصويغ شرق قصر صاهود فإنه يستخدم العجراء في إيقاظ الأهالي وهي عصا غليظة يطرق بها أبواب البيوت مرددا سحور ياعباد الله سحور ياعباد الله سحور ياعباد الله .
رحم الله من مات منهم وأطال الله عمر من بقي وجزاهم الله خير الجزاء على ماقدموه من خدمات لسكان المجتمع وجعل ذلك في ميزان حسناتهم .
ويتضح لنا عزيزي القارئ ومن تلك المظاهر الجميلة في هذا الشهر الفضيل اهتمام كافة شرائح المجتمع وتعظيمهم شعائر الله عز و جل وحرصهم على أداء هذا الركن العظيم ( صوم رمضان) كما أمر الله سبحانه وتعالى وبينه رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم والملاحظ أيضا التكاتف واللحمة الخيرة بين أفراد المجتمع من خلال الجهود الطيبة من أولئك الرجال المحتسبين و اهتمامهم بإبلاغ الأهالي بوقت السحور وبركته ووقت الإمساك وعدم تجاوزه ومن ثم أداء صلاة الفجر ومافيها من الأجر والثواب العظيم .
المصادر:-
1-كتاب ألعاب وحرف في الأحساء تأليف الباحث م/ صالح عبدالوهاب الموسى .
2- رسومات الاستاذ / عمر سعد النصر . شكر خاص لكل من :-
1-المشرف التربوي أ/ خالد عبدالله الحليبي .
2- المشرف التربوي أ/ وليد سليم السليم .
