صحيفة همة نيوز موقع صحيفة همة نيوز الالكترونية
مرابع الذيب..
صحيفة همة نيوز : عبدالله المطلق ..
روى أحد الرجال قصة عجيبة وغريبة مع أحد الحيوانات المفترسة تغنى به الشعراء في قصائدهم مثل قول الشاعر :
البارحة ونيت وجاوبت أنا الذيب
ونه ظاهره من حشــــــــــــــــــالي
يقول الراوية :
أن أحد الرجال واسمه عبد الله بوظريس ذهب إلى البر يحتطب ، وفي ذات ليلة شعربأن شعر جسمه وقف واستوحش المحل !! ولكنه واصل تنقلاته في البر يقطع الحطب بالفأس ، في هذه اللحظة نهق الحمار الذي معه ، فأدرك أن شيئاً يحوم حول المكان !!
الرجال عبد الله بوظريس جمع الحطب وربطه ووضعه على ظهر الحمار وركب عليه ليعود إلى البيت وبين كل فترة وأخرى الحمار ينهق بشكل متواصل ، فالتفت ورائه فإذا بذئب كبير الحجم فأسلم أمره لله ، وقال إن كان لي حياه بوصل لأهلي ، وإن كان مالي عمر فلاحول ولاقوة إلا بالله !!
سار معه الذيب مسافة بعيدة فتذكر أن معه في ” الخرج” تمر فأخرج شيئاً منه ولقمه الذئب وهو من فوق الحمار فتجاوب معه الذئب كل مامشى مسافة رمى له بطعم جديد حتى وصل إلى مكان العدوة موقع هجرة في جنوب الطرف ، ثم عاد الذئب دون أن يصدر أي صوت .
وفي الليلة الثانية كعادته خرج ليحتطب فإذا بالذئب الذي بالأمس ينتظره في نفس المكان الذي يحتطب فرافقه في دربه حتى عاد إلى بيته .. ويقول الراوي بأن هذا الذئب رافق جده اثني عشر عاماً حتى ضرب به المثل ” جدكم رابع ذيب” .
والغريب في الأمر أن الرجل عبد الله بوظريس يتحاور مع الذئب فإذا قال حق الذئب موعدنا غداً أو بكرة وفي نفس المكان ، فإذا حضر عبد الله بوظريس في نفس المكان وجد الذئب على الموعد وفي نفس المكان حتى اصبح الذئب رفيق عبد الله بوظريس وصديق الذئب الحميم ..
واذا كنا نستغرب أيضاً العشاء للذئب كما مر معنا من حكايات ، فإن هناك ما هو أكثر من ذلك وهو صداقته ، وبما أن الشيء يذكر وهو أن يكون الذئب صديقاً يرافق صاحبه ، ويقضي لزومه ، ويفزع له أيضاً ، وقد حصلت مثل تلك الصداقة فتكونت لدى الأثنين – الذئب والإنسان صداقة والفة ووفاء وتطورت ، وارتفعت إلى أن يأخذ للذئب الحق ممن اعتدى عليه ، وجاء ملخص الصداقة في أبيات سامرية مطلعها : ( )
تخاويت أنا والذيب سرحان
دعيته بأمان الله وجاني
لقيته خوي يقضى الشان
ندبته على المرقب شفاني
عشيت رقينا رجم سمحان
رفيع الدرج عالي المباني
