
صحيفة همة نيوز : بقلم أ. صالح سعد النصر ..
بوطبيلة ( المسحراتي ) هو شخص يطوف السكك والفرجان في ليالي وأيام شهر رمضان المبارك ممسكا بالطبل المربوط بحبل يتدلى من رقبته وهو دف دائري اسطواني الشكل مسدود ( مرقوم ) من الجهتين بالجلد وتصغيره (طبيلة ) ويضرب عادة بالعصا وأحيانا بالكف ويساعد بوطبيلة أحد أبنائه أومساعد آخر ، وهم مفسرو أكمام الثوب إلى نصف الساعد رافعين أطراف ثيابهم ويربطونها بحبل حول البطن مع طوي الغترة حول الرأس على شكل ( شرينبة ) ، والمساعد يحمل أحد أنواع المصابيح إما السراج ( الفنر ) أو الإتريك أو البوجلي ( الكشاف ) لكي ينير معالم الطريق في المناسبات الليلية أما في المناسبات النهارية فيقوم المساعد بقيادة الحمار أعزكم الله الذي فوق ظهره الخرج ( وعاء له كفتين في كل جانب واحدة ) ليضع مايمنحه الأهالي لأبي طبيلة من مواد غذائية كمكافأة عن عمله في المناسبات الأربع وهي كالآتي :- 1- المناسبة الأولى :- هذه المناسبة رأيتها بأم عيني في تركيا عندما كنت موفدا للتدريس في الأكاديمية السعودية بأنقرة فهي عادة عثمانية بالأصل وفيها يقوم بوطبيلة بالسير في سكك ودواعيس فرجان الحي من أجل إيقاظ الأهالي وحثهم على تناول وجبة السحور قبل الإمساك مرددا بعض العبارات الجميلة بصوت مسموع بحسب اجتهاده ومعرفته وقوة حفظه مثل التالي :-
لا إله إلا الله محمد رسول الله اصح يانايم . وحد ربك الدايم. قوم صل قوم صوم . قوم تسحر بالمقسوم. قوم اشرب ماي القراح. قوم قبل يجيك الصباح. لا إله إلا الله محمد رسول الله . وفي الوقت الراهن اضمحل دوره لأن الناس لاتنام إلا بعد صلاة الفجر .
2- المناسبة الثانية :-
المشاركة مع الأطفال في فرحتهم بالقرقيعان وهو عادة يتم تفعيلها في مساء يوم 14 من شهر رمضان حيث يتجول مع الأطفال بنين وبنات من عمر 7 إلى عمر 15 عام يرتدون الملابس الشعبية المميزة والجديدة ويمرون على بيوت الحي مرددين أهزوجة القرقيعان ومنها الآتي :- قرقع قرقع قرقيعان. بين قصير ورمضان عطونا الله يعطيكم. بيت مكة يوديكم. يوديكم لأهاليكم. ويلحفكم بالجاعد
عن المطر والرعد.
سلوا سليلة الذهب . والعيش عيش القارة . طارت به السحارة . الخ طمعا في الحصول على المكسرات المشكلة مثل السبال ( الفول السوداني ) والنخج ( الحمص ) والحب بأنواعه المختلفة والحلويات المتنوعة مثل الملبس والبرميت وبيض الصعو وغيرها الكثير يجمعونها في كيس قماشي على صدورهم متدلي من الرقبة . 3- المناسبة الثالثة :- وهذه يلفها الحزن حتى البعض ينخ بالبكاء وتقام في الأيام الأخيرة من شهر رمضان لتوديع الشهر الفضيل حيث تصرمت أيامه ولياليه و انقضت بسرعة وبوطبيلة مع مساعده الذي يضرب الطار بالكف أو مع مجموعة ، والطار هو ( دف دائري إحدى جهتيه مسدود ( مرقوم ) بالجلد يرددون بعض الأناشيد مثل :- الوداع الوداع يارمضان عليك السلام ياشهر الغفران والصيام يالله تعوده علينا وعليكم أعوام وأعوام وأعوام .
4- المناسبة الرابعة :-
وفيها يطوف بوطبيلة على البيوت لجمع ماتجود به أيادي الأهالي كمكافأة له على عمله حيث يعطى تمرًا أو أرزًا أو طحينًا ( دقيق ) أو خبز مسح وهي من فائض أغراض جازة رمضان . هذا ومن أشهر من عمل في هذه المهنة الأسماء التالية :- في حارة السياسب / كل من سالم بن هندي وسالم المهيني ، في حارة العيوني / صالح العبدالرحيم وخليل الجري وفي حارة المقابل / أحمد وعبدالله الرويمي وفي حارة القديمات /عبدالله وعلي بوخضراء وفي حارة الشعبة / مهدي المرزوق .
ومدينة المبرز ليست بمعزل عن مدن وقرى المحافظة أو المنطقة أومدن وقرى دول مجلس التعاون فهناك تشابه وهناك أيضا تفاوت في هذا الصدد ، علما أنهم استحدثوا أساليب جديدة في هذا المجال لكن مع المحافظة على النمط التراثي الجميل وبالإضافة لتلك الأسماء هناك أسماء قامت بدور شبيه لعمل بوطبيلة مستخدمين الصوت وهو الضرب بالنجر ( الهاون) وبالضوء المتمثل بسراج رمضان وهما مقالنا القادم بإذن الله تعالى . رحم الله من مات منهم وأطال الله عمر من بقي وجزاهم الله خير الجزاء على ماقدموه من خدمات لسكان المجتمع وجعل ذلك في ميزان حسناتهم .
المصادر:-
1-كتاب نبع الذاكرة تأليف المهندس مساعد إبراهيم الشعيبي .
2-كتاب الموسوعة الكويتية تأليف أ/ حمد محمد السعيدان . 3- كتاب لمحات من الماضي تأليف أ/ يوسف عبدالمحسن التركي . 4- كتاب ألعاب وحرف في الأحساء تأليف الباحث المهندس/ صالح عبدالوهاب الموسى . شكر خاص لكل من :-
1-المشرف التربوي أ/ خالد عبدالله الحليبي .
2- المشرف التربوي أ/ وليد سليم السليم .


