
صحيفة همة نيوز : عبدالله المطلق ..
أبراج المراقبة :
يتخلل بناء السور بناء العديد من أبراج المراقبة بحيث تقسم المسافات على طول السور بأكمله، إذ يتم بناء برج واحد بعد مسافة (150) متراً تقريباً وهكذا ، وعادة ما تكون تلك الأبراج دائرية الشكل والقليل منها مربع الشكل، ويعود الأمر في ذلك إلى أنَّ السور إذا كان مبنياً في خط مستقيم فانَّ الأبراج تكون مربعة الشكل، إذ أنَّ هذا الحال يساعد على ذلك، أمَّا إذا كان السور ملتف على نخيل أو بعض الدُور فإنَّ البرج يكون دائري الشكل، ومع أنَّها كانت جميعاً تؤدي الغرض إلاَّ أنَّ بناء الأبراج مربعة الشكل أسهل لعمال البناء ..
ويوجد في سور الطرف القديم أكثر من ثمانية أبراج دائرية ، واربعة ابراج مربعة في مداخل الدراويز الأربع ، وعلى امتداد السور في وسطه توجد مزاغل .
و«المزاغل» نوافذ مفتوحة من الأسفل يستطيع المراقب معها إخراج «بندقيته» ورمي الأعداء ، والمزاغل من الناحية المعمارية عبارة عن فتحة لرمي السهام علي هيئة شق مستطيل رأس أو مربع ، ضيق من الخارج ومتسع من الداخل لتسهيل حركة المدافعين ، وقد استخدمت منذ فترة مبكرة في العمارة الحربية الاسلامية .
أمَّا فيما يخص طريقة بناء الأبراج فإنَّها تتم بطريقتين، الأولى يتم فيها بناء البرج من القاعدة بالطين، أيّ أنَّ مساحة البرج التي بمقاس أربعة أمتار في أربعة أمتار من القاعدة إلى علو معين تكون كلّها من الطين كلبنة طين واحدة، بحيث تكون التي في الأسفل لا تدخل، وإنَّما يتم بناء غرفه بعد أن يرتفع السور بمقدار ثلاثة أمتار فوق هذا الطين وتُسوَّر وتكون مرتفعة عن مستوى السور بارتفاع يسمح لمن بداخلها بمراقبة القادم من بعيد، إلى جانب من يكون أسفل السور وعن يمينه وشماله، وذلك من خلال فتحات صغيرة دائرية الشكل في زواياه الأربع.
وإلى جانب تلك الفتحات الصغيرة كان يتم بناء «مصاليت»، وهي نافذة مفتوحة من الأسفل يستطيع من خلالها المراقب أن يخرج سلاحه «بندقيته» ويُصوِّب على من هو أسفل السور فيصيبه بمقتل، وذلك عند محاصرة السور والهجوم على البلدة من قبل الغزاة، وكانت هذه الأبراج المحيطة بالبلدة تتولى مهمة المراقبة ورصد التحركات التي تحوم حول البلدة وتنوي مهاجمتها نهاراً، فإذا ما رأى أحد المراقبين أي بوادر هجوم على البلدة أعلم السكان ليُغلقوا البوابات ومن ثمَّ التمركز في الأبراج ومناوشة الأعداء، وغالباً ما كانت تكون مهمة مراقبة الأبراج على الأُسر، ولذا كانت تُعرف تلك الأبراج باسم الأسرة المسؤولة عنها، مما يزيد من حماس الدفاع عن الأبراج والإستماتة في صد أي هجوم قد يتم على البلدة.
بوَّابات الأسوار:
كان لكل سور من الأسوار التي تحيط بالبلدة بوَّابات كبيرة ضخمة مصنوعة من خشب الأثل القوي، وكانت تلك الأبواب ذات متانة وقوة لا يستطيع أحد اختراقها بسهولة، وتتميز بارتفاعها وسعتها بحيث يتمكن صاحب الجمل أن يدخل وهو راكبه أو يُدخل جمله وعليه العديد من الأحمال الكثيرة – كالحطب والمُؤن- دون أن يُعيقه سقف الباب، وكان عدد هذه الأبواب يخضع عادةً لكبر مساحة البلدة وصغرها، فكُلَّما كانت البلدة كبيرة كُلَّما زاد عدد أبوابها وهكذا، وكان يتم غلق تلك الأبواب بحلول الليل وفتحها مع شروق الشمس، وكان العديد من الأشخاص يتولّون مُهمة الفتح والإغلاق والحراسة في الليل، ولا تفتح تلك الأبواب ليلاً إلا نادراً وفي الحالات الطارئة فقط؛ مِمَّا يوفر الأمن والطمأنينة في نفوس السكان ليناموا وهو ينعمون بالسكينة والهدوء بعيداً عن الخوف، البناء..
ويوجد في سور الطرف القديم أكثر من ثمانية أبراج دائرية ، وأربعة أبراج مربعة في مداخل الدراويز الأربع تسمى بوابات او دروازة وجمعها دراويز .
المداخل السرِّية :
بما أن بناء الأسوار كان يتم بشكلٍ مُحكم ومتين فإنَّ هناك العديد من المداخل السرِّية للبلدة عبر الأسوار لا يعرفها إلاَّ القليل من ساكني البلدة، وكان وجود تلك المداخل السرية ضرورة تفرضها الحاجة، ومن ذلك مداخل السيول إلى البلدة من الأودية القريبة التي تُغذِّي البلدة من مياه السيول والأمطار، وكان بُناة السور يعمدون إلى جعل فتحات صغيرة في أسفل السور تكون مخفيةً ومبنيَّةً بطريقة مُحكمة بالحصى تُبرز مدى المهارة التي كان الناس يتمتعون بها في مجال البناء في ذلك الحين، وهذه المداخل تسمح بدخول وتدفق المياه بطريقة أشبه ما تكون بالشبكة بحيث لو أدخل شخص ما عصا مع تلك الفتحات لم يستطع إلاَّ أن يُمرِّر طرفها فقط، فهي يعيقها صف الحصى الذي بُني بطريقة هندسية بديعة، كما أنَّها تسمح بدخول الماء فقط ولا تسمح بدخول أيّ جسم مهما كان صغيراً سواءً من البشر أو الحيوانات المفترسة، وزيادة في إخفاء هذه المداخل يتم تغطيتها ببقايا الأشجار والأغصان والحشائش؛ وذلك لزيادة التمويه على المهاجمين للبلدة ، حيث يوجد في سور الطرف القديم فتحات سرية تسمى ( الثليم ) فهناك ثليم في الجهة الشرقية ، وثليم في الجهة الغربية تفتحان عند الحاجة ، ويغلقان عند حدوث أي حالة خطر على البلدة ويستخدمان في أوقات الضرورة .


