صحيفة همة نيوز موقع صحيفة همة نيوز الالكترونية
صحيفة همة نيوز : بقلم المحامية دانه صالح النعيم ..
هناك عدالة أقوى وهي العدالة الإلاهية ومنها يندرج عدالة القانون ، كما أن هناك رابط بين العدالة الإلاهية والعدالة في(القانون)العدالة الإلاهية فهي مكتوبة من قبل نشوء هذا العالم أي قبل ولادة أي فرد أما العدالة في القانون بالطبع بأمر من رب السماء ومن ثم بإجتهاد صاحب الآمانة إن كان قاضيًا في حكمه وإن كان محاميًا في السعي لنصر ورد حق المظلوم الذي سلب منه ، كما أن العدالة الإلاهية تصنع ما كان مستحيًلا عدالة الله قد تفرج عن شخص لف حبل المشنقة على رقبته وهكذا هي العدالة في السماء بأمر إلاهي وفي الأرض بأمر من الله في خلقه لتيسير الأمور على كل من إبتلي بذنب لم يذنبه ولكن في واقع الأمر العدالة من الناحية الشرعية والقانونية لم يحصرها معنى واحد فعلى سبيل المثال هي إيتاء كل ذي حق حقه ورد الحق لصاحبة وانصاف الحق ومنها الكثير من المعاني ،قد تكثر التعريفات ولكن كلها تحمل نفس السياق والهدف.
العدالة لها أنواع كثيرة منها ”العدل القضائي وهو ماعرف عنه أنه ”وهو تطبيق القانون بشكل عادل على جميع الأفراد، بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي، هنا سنركز على نقطة مهمة وهي القضاة وهم أشد الناس والأهم أن يتسموا بالعدالة لأن حقوق الناس وردها ستكون بقرار خارج من قبلهم لذلك لابد التحلي بها وأسند بقولي هذا قوله تعالى (قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا ۖ فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ ۖ إِنَّمَا تَقْضِي هَـٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴿٧٢ طه﴾)
ولذلك قيل أن القاض هو ظل الله في الأرض ..فيما يعد كنايه عن أهمية الدور الذي يقوم به القاضي وهو تطبيق العدالة ..والقاضي حين يقضي عليه أن يتجرد من كل خوف وملام حتى يكون حكمه نبراسًا للعدل والحق .
أما العدل الإجتماعي هو تحقيق المساواة بين الناس في الحقوق والواجبات، بغض النظر عن عرقهم أو دينهم أو جنسهم أو وضعهم الاجتماعي أو الاقتصادي، العدالة تحمل مفهوم واسع وعميق جدًا لايمكن حصره تحت قالب معين ، وكما يمكن القول بأن العدالة ركيزة مهمة وأساسية تستقيم بها الحياة ،
كما قال الشيخ الطريفي: ”إذا غاب العدل في الأرض كما يريد الله انتصر المظلوم لنفسه كما يريد هو” وهنا قد تسود شريعة الغاب
العدالة أيضاً لاتنحصر فقط على مهنة المحاماة بل في كل جانب من جوانب حياتنا العلمية والعمليه أساس وعامود ثابت لامجال في انكاره أو التخلي عنه لأنه حكم واجب لولا العدل لساد الظلم في المجتمع وتلاش مبدأ رد الحقوق لأصحابها .
ختاماً العدالة هي سر الحياة على الأرض فبدونها حتمًاتتلاشى كل معاني استمرار الحياة.
