
صحيفة همة نيوز: عبدالله المطلق .. تصوير عبدالله الشيخ ..
يقع جبل الأربع في جنوب شرقي محافظة الأحساء، وبالتحديد في مدخل مدينة الطرف الجنوبي، وفي شماله يقع نادي الفروسية بالأحساء، وفي شماله الغربي يقع جبل دخنة وهضبة النصلة، وفي جنوبه يقع طريق الهفوف – سلوى -قطر والإمارات وعمان، وفي شرقه حي التعاون التابع لوزارة الإسكان جنوب مدينة الطرف.
والجبل عبارة عن أربع هضاب إثنتان منفردة وإثنتان ملتصقة، تغنى به الكثيرمن الشعراء الذين زاروا هذا الجبل، أو من أهل الأحساء الذين عاشوا فيها، تحف به الرمال الذهبية من الغرب، وعند غروبها يكتسي الجبل حلة ذهبية مع أشعة مغبيها، وكانت المياه الزائدة من مزارع الأحساء تصل إليه ، فكانت الطيور بأنواعها المحلية والمهاجرة تستقر فيه ضمن هجرات الطيور ..ولكن بعد تنفيذ مشروع الري والصرف عام 1387هـ ، بدأت هذه المياه تجف ! ولم يتبقى منها سوى الأخاديد التي ملائتها الرمال.
أيضا شركة ارامكو السعودية نقبت في هذا الموقع عن البترول، فما تزال آثارها موجودة حتى اليوم في جنوب غربي الجبل، الذي لايبعد عنه سوى أقل من مائة متر تقريباً، ورأينا الماء الكبريتي ينبجس من باطن الأرض بحرارة عالية جداً، فأصبح منظر جبل الأربع والمياه تحيط به من جهة الشرق والجنوب منظر جميل ويسر الناظرين ..واليوم جبل الأربع ورغم امتداد البناء والعمران مازال يحتفظ بموقعه المتميز حتى أصبح معلماً يتغنى به الشعراء ، وهم قادمين من الربع الخالي ، أو من دول الخليج العربي مثل قطر والإمارات وعمان ،
وهاهو الشاعر عثمان بن سيار المحارب كان برفقة مجموعة من زملائه الى الأحساء ، وكان ذلك عام 1375هـ /1955م، حيث قاموا بنزهة برية الى صحاري الأحساء، وكان من بين الأماكن التي زاروها جبل الأربع الواقع جنوب شرقي مدينة الهفوف ، وجنوب مدينة الطرف ، فجادت قريحته بقصيدة شعرية وثقها في ديوانه المعروف باسم : ( بين فجـــر وغسق ) فقال :
بين كثيب الرمل والأربع
ألق عصا التسيار، وأستمتع
وامرح كما تهوى، فان الربى
تمرح في ظل الصّبا الممرع
أغصانها ميّاسة تزدهي
وطيرها يشدو، أصخ تسمع
وسرح الطرف فهذي الرؤى
من رائع الحسن الى أروع
أنسامها فاغمة تبعث الـ
روح لقلب بالفلا مولع
شتى ضروب الحسن مجلوة
بين كثيب الرمل والأربع
وقال شاعر آخر إسمه الحبيشي من
شعراء مدينة الطرف:
هذيك الأربع* والجبل بينت لي
تلقى شماليها فريج أريش العين
يابو ركيان لاتقول الدور انعت لي
الغوص ريض باقي فيه شهرين
ومع ذلك مازال جبل الأربع من المعالم السياحية الجديرة بالإهتمام من قبل أمانة الأحساء ووزارة السياحة، حيث مازال الناس يرتادون هذا المعلم وخاصة في فصل الشتاء وأيام الربيع، حيث تكتسي أرضه بالخضرة في منظر يسر الناظرين، وبأجواء نقية وهواء عليل، وخاصة أيام الإجازةالسنويةوالأسبوعية .. لذا نجد بعض المستثمرين في المجال السياحي بدأوا يستفيدون من هذا الموقع بإقامة مخيمات، وإقامة بعض الفعاليات وحفلات السمر مع توفير كل وسائل الراحة لزوار جبل الأربع من المواطنين والمقيمين، وجبل الأربع بإذن الله سيكون موقع سياحي واعد بلفتة من أمانة الأحساء ووزارة السياحة ورجال الأعمال المستثمرين،









