أخبار عاجلة
الرئيسية > أخبار السعودية > من مذكراتي.. من كتاب رحلة في ربوع واحة الأحساء (24) ..

من مذكراتي.. من كتاب رحلة في ربوع واحة الأحساء (24) ..

قصة ميلاد كتاب الأحساء .. ضمن سلسلة هذه بلادنا برقم 69 (1- 2 )..
والشباط محفز للشباب ..

صحيفة همة نيوز : أ. عبدالله المطلق ..

في عام 1412هـ تقدمت بخطاب إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب برغبتي بالكتابة عن الأحساء ضمن سلسلة هذه بلادنا التي تصدرها الرئاسة .. وتمضي سنة كاملة ويأتيني الرد بأن الرئاسة العامة لرعاية الشباب كلفت أحد الباحثين بالكتابة عن الأحساء ..
وتمضي أكثر من ست سنوات دون صدور أي كتاب عن الأحساء ضمن هذه السلسلة !! حينها قرات مقالا للأستاذ عبدالله بن أحمد الشباط رحمه الله فماهي الكلمة التي قالها الشباط ؟

كلمة قالها الأستاذ عبدالله بن أحمد الشباط في إحدى مقالاته التي يكتبها في جريدة اليوم .. أتمنى من أحد أبناء الأحساء ان يكتب عن الأحساء .. ضمن سلسلة هذه بلادنا التي تصدرها الرئاسة العامة لرعاية الشباب ( وزارة الرياضة ) حاليا .
هذه الكلمة توقفت عندها كثيرا ، وبدأت أفكر بين نفسي !! لماذا لم أقدم على هذه المبادرة وأكتب عن الأحساء !!خاصة أن لدي الكثير من المعلومات التي جمعتها أثناء جمعي لكتاب ( البوابة الجنوبية للأحساء .. الطرف في ماضيها وحاضرها ).
فلما نضجت الفكرة لدي تقدمت بخطاب ثاني إلى مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بمحافظة الأحساء عن رغبتي بالكتابة عن (الأحساء .. ضمن سلسلة هذه بلادنا) – في تاريخ 11 /2/ 1418هـ – وجاء الرد بعد سنتين من مدير عام النشاطات الثقافية بالرئاسة العامة لرعاية الشباب بتاريخ 5 جمادى الثانية 1420هـ .

تواصل معي مدير مكتب وزارة الرياضة بالأحساء وأشعرني بموافقة الرئاسة بتكليفي بالكتابة عن الأحساء بموجب خطاب رسمي .. ضمن سلسلة هذه بلادنا مع التقيد بالشروط والضوابط لتأليف سلسلة كتب هذه بلادنا ..

بعدها تقدمت بخطاب إلى صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن عبدالله بن جلوي آل سعود محافظ محافظة الأحساء سابقا برغبتي بالكتابة عن محافظة الأحساء بتكليف من الرئاسة العامة لرعاية الشباب ومرفق معه خطاب التكليف ..بعدها تفضل وكيل محافظة الأحساء بتعميم خطاب على جميع الدوائر الحكومية بالتعاون مع المكلف بالكتابة عن الأحساء الأستاذ عبدالله بن حمد المطلق وتزويده بكل مايطلب من معلومات عن محافظة الأحساء .. واستلمت نسخة من هذا التعميم لتقديمه لجميع الدوائر الحكومية بالأحساء التي سوف أقوم بزيارتها ..
وبدأت بالفعل بجمع المادة التاريخية والتراثية والجغرافية والثقافة والإجتماعية في الفترة المسائية ..وفي الفترة الصباحية أقوم بجولات على مختلف الدوائر الحكومية .. فجميع الدوائر الحكومية تجاوبت معي خاصة أن بعض رؤساء ومدراء الدوائر الحكومية يأخذون وقتا طويلا في جمع المعلومة عن الدائرة المزارة ..لأنهم يستغربون من هذا الطلب !!

فبعض الدوائر الحكومية أراجعها أكثر من خمس مرات و، قد يستغرق جميع المعلومات من بعض الدوائر الحكومية مابين شهرين إلى أربعة شهور تقريبا .. والحمد لله فقد جمعت المادة المطلوبة خلال سنتين مابين تمحيص وتدقيق ومراجعة .. وبعد الإنتهاء من جمع المادة كلفت أحد الشباب بالطباعة مع صف الصور حسب الترتيب ..وتم إنجاز المطلوب ، وتم إرسال المادة للنشاط الثقافي بالرئاسة العامة لرعاية الشباب للمراجعة ، فيتم مراجعته ويطلب مني التعديل في بعض الفصول .. وكلفتنى الرئاسة العامة لرعاية الشباب باختيار مراجعين لغويين بالبحث للتدقيق لمراجعة الكتاب فاخترت ثلاثة من الأحساء .. وتم إختيار الدكتور خالد بن سعود الحليبي الذي تفضل مشكورا بمراجعة الكتاب وتدقيقه لغويا ، وتعديل بعض العبارات التي تحتاج إلى صياغة وظل فيه تقريبا أكثر من ثلاثة شهور ، وسلمني الكتاب مشكورا ، وطلبت منه أن يكتب مقدمة الكتاب ، حيث أوضح فيها مدى الجهد المبذول من قبل المؤلف الذي حاول أن يختصر هذا المؤلف في أربعمائة صفحة بمعلومات دقيقة وثرية .. جمع فيه مادة غزيرة بالمعلومات عن تاريخ وتراث والمدن والقرى والهجر مع وصف للحياة التاريخية و الإقتصادية والإجتماعية بما في ذلك المجال الرياضي وعن أندية الأحساء .

وفي عام 1424هـ صدر الكتاب من الرئاسة العامة لرعاية الشباب بعنوان : ( هذه بلادنا – الأحساء- برقم 69) ، وحصلت منه على (300) نسخة أهديت منها نسخا للأصدقاء والدوائر الحكومية التي قمت بزيارتها في الأحساء .
وكتب الدكتور خالد بن سعود الحليبي مقدمة الكتاب ولكنها لم تضاف لأن دوره فقط مراجعة الكتاب .. لذا أحببت ان أذكر هذه المقدمة من خلال هذا المقال عن قصة ميلاد كتاب الاحساء .. هذه بلادنا فماذا قال بعد مراجعته وتدقيقه للكتاب من باب إرجاع الفضل لأهله
:

(الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده أما بعد :

فلا تزال واحة الأحساء من أخصب المناطق للبحوث العلمية والأدبية في جميع النواحي ، ومع كثرة البحوث التي قدمت في العقدين الأخيرين ، التي تخدم جغرافيتها وتاريخها ، وطبيعة مجتمعها ، وآدابها ، وآثارها فإنها تنتظر مزيدا من الإلتفات إلى كنوزها الموغلة في التاريخ الإنساني ، وحاضرها المزهر ، مستشرفة مستقبلها الواعد بإذن الله .

والأستاذ عبدالله بن حمد المطلق أحد أبنائها البررة ، الذين كرسوا جهدهم وطاقاتهم ومواردهم لخدمة تراث الأحساء ، وتسجيل حضارتها ، وشاهد من شهود العصر على ما تنعم به من تطور مطرد في شتى مناحي الحياة ، وكان له سبق في محاولة تاريخ بلدته ومسقط رأسه الطرف في مؤلفه الموسع ( البوابة الجنوبية للأحساء – الطرف في ماضيها وحاضرها ) والذي تبعته مجموعة من البحوث ، حاولت أن تسير على نمطه في بلدات أخرى ، تتشكل من مجموعها واحة الاحساء التي تضم منظومة من المدن ، وعشرات من القرى والهجر – وهي من وجهة نظري – إنطلاقة صحيحة وجريئة نحو تأريخ دقيق ومفصل لتاريخ المملكة العربية السعودية في العصر الحديث ، يتحمل كل مؤلف في بلده مسؤولية لنهوض بتأريخها .
وإن هذا الكتاب الذي بين يديك – أخي القارئ – ليمثل خلاصة وافية لكثير من المؤلفات التي سبقته في مجاله ، وقد إستكمل مؤلفه المعلومات المهمة التي لم تدركها تلك المؤلفات ، فرصدها من مصادرها الأساس ، سواء أكانت مصادر حومية ام أهلية ، أم من الوثائق التي عثر عليها ، فكان هو مرجعها ، وهذا ما اعطى مؤلفه قيمة كبيرة ، أهلته ان يكون احد المصادر التي لا يستغني عنها الباحث في شؤون هذه الواحة الغناء .

حاول المؤلف أن يكثف كتابته ، بحيث لا يخرج عن الإطار الذي تصدر فيه سلسلة ( هذه بلادنا ) من حيث الحجم ، ومن حيث الشمول ، حيث إنه ليس كتابا في التاريخ والسياسة ، ولا في الجغرافيا والعمران ، ولا في الادب والحضارة ، ولا في الإجتماع والإقتصاد ، ولا في التعليم والإدارة ، ولكنه مزيج من كل ذلك .

ومثل هذه الكتابة تجعل الكاتب أمام رصيد ضخم من المعلومات ، فتقع عليه مسؤولية الإختبار والتكثيف ، ليعطي القارئ في النهاية الوجه الحقيقي للمنطقة التي يتحدث عنها بكل وجناته وقسماته ، بحيث يكتفي بهذا الكتاب عن كتب كثيرة ، ليأخذ لمحة كافية عنه ، وقد نجح الأستاذ عبدالله المطلق – إلى حد كبير – في هذه المهمة الصعبة في كتابه هذا .
ومسؤولية الكاتب هنا أنه مؤتمن على خصائص بلدة ومقدراتها المعنوية والمادية ، يتحمل عبء تقديمها للتاريخ بكل دقة ، فكما أنه ليس من حقه أن يتزيد ويضيف من عاطفته مالا يستحمله واقعها ، فإن عليه – كذلك – ألا يدع أمرا يمثل خصوصية من خصوصياتها له قيمته في تقدير شأنها ، إلا وجب عليه أ يتتبعه ويذكره بكل موضوعية ، دون أن يكون له حق في التغافل عنه معتذرا بعنصر الزمن أو البعد أو قلة المصادر ، وكذلك فعل هذا المؤلف الصبور ، حتى قدم لنا كتابا يمثل لنا أوجه النشاط البشري في واحة الأحساء ، كأنه يتحرك أمام القارئ على رقعة بسط وصفها حتى كأنه يراها .

إننا لانطلب – في مثل هذه السلسلة – إلا ماهدفت إليه في ضوابط تأليفها من انها ( تبرز الخصائص الفريدة والسمات المميزة التي يتمتع بها المجتمع في ظل الشريعة الإسلامية ، وتسجيل تاريخ الوطن بأسلوب مبسط وعرض شيق ) .
غير أنني أجد فيها – كذلك – دليلا سياحيا نحتاج إليه ونحن ندشن للسياحة مؤسسات جديدة ، ونفتح لها آفاق رحبة ، لنرقى بصناعتها على أسس متينة ، نراعي فيها خصوصية مجتمعنا المحافظ ، والشريعة التي نؤمن بها ،ونعيش في ظلالها .

إن المملكة العربية السعودية ليست كأية دولة في العالم ، لا .. بل هي دولة لها خصوصية منقطعة النظير ، فهي منبع الوحي ، ومأرز الإسلام ، وقبلة المسلمين ، ولذا فإن مايكتب عن أي شبر منها فهو شأن خاص ، يتطلع إليه كل مسلم في الأرض ، بل إن الجزيرة العربية هي مهد الحضارات الإنسانية ،ولذلك فإن التأريخ لها يعني كل باحث في الأرض عن نشأة الحضارات وتاريخها .
وأخيرا .. إنني لست – بهذا التقديم – إلا قارئا مستفيدا ، سبقك أخي الكريم إلى الإطلاع على هذا الكتاب الجيد ، والذي بذل فيه مؤلفه جهدا ضخما ، ويسره ليكون مائدة جميلة العرض ، لذيذة الطعم ، سهلة الهضم ، فوقف على بوابته يستقبلك بكل حب ورحابة صدر .. فمرحبا بك ضيفا عزيزا .. وفق الله الجميع .

عبدالله بورسيس

عن عبدالله بورسيس

شاهد أيضاً

قبول وتهيئة أكثر من 2450 متدربًا مستجدًا بتقنية الأحساء..

Share this on WhatsApp صحيفة همة نيوز : محمد الذكر الله .. أقامت الكلية التقنية ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com