أخبار عاجلة
الرئيسية > أخبار السعودية > اكتست بلدة الطرف بالحزن، وهي تودّع واحدًا من أعلامها الكبار ..

اكتست بلدة الطرف بالحزن، وهي تودّع واحدًا من أعلامها الكبار ..

صحيفة همة نيوز : ‎✍️ بقلم: محمد الخلفان (بو بدر)..

‎اكتست بلدة الطرف بالحزن، وهي تودّع واحدًا من أعلامها الكبار، الأديب والشاعر والإذاعي مبارك بن إبراهيم بوبشيت (أبو رياض)، الذي ملأ الساحة الثقافية شعرًا ونثرًا وصوتًا إذاعيًا عذبًا.

كان عَلَمًا في الأدب، ومربّيًا لأجيال من الشعراء والمثقفين، ومعلّمًا غيورًا على اللغة العربية، لا يرضى لها بديلاً.

‎سطع اسمه عبر برنامجه الإذاعي الشهير الليل ذو شجون، الذي تجاوز صداه حدود المملكة إلى إذاعات عربية، كما قدّم برامج رمضانية تركت في النفوس بهجةً لا تُنسى.

‎جمع بين الفصاحة والخلق، وبين الأدب
‎والعمل الخيري، فكان بيته ومكتبته ملتقى للمبدعين، يفتح صدره وقلبه للناس جميعًا.

‎وغشِيَ بلدة الطرف الأسى، حين رحل عنها

‎ أديبها وشاعرها الكبير، الذي لم يكن بعيدًا عن أهله وذويه، بل كان قريبًا واصلًا، حريصًا على زيارة أقربائه والإحسان إليهم، يحمل في قلبه محبة صادقة، ويعاملهم بودّ وتقدير.

‎أما علاقتي به، فقد حملني أبو رياض في قلبه كما حملني في كلماته…

‎؛ذ كتب لي منذ خمسين عامًا قصيدةً ما زالت نغمتها تعيش في وجداني، مطلعها :

‎أبا بدر إليك أخط شعري ***
‎وأكتب شكوةَ الحرِّ الجريحِ
‎وأن الحرُّ لا يبكي لطفلٍ ***
‎ ولا يشكو لغيرِ فتىً صحيحِ

‎ولم تكن مجرد أبيات عابرة، بل كانت رسالة عمرٍ ووفاء، غرس بها في نفسي معنى الصداقة الصادقة، وربطتني به برباطٍ من المحبة لا يزول.

ومنذ ذلك اليوم أدركت أن الشعر عنده أداة وفاء، وأن الأدب عنده جسر محبة.
و
‎لفّ السكون والحزن أرجاء الطرف، إذ فارقها أديبها وشاعرها الكبير، فقد رحل بصمت، لكن جنازته احتشدت بمحبيه وتلاميذه من الأدباء والإعلاميين، يشهدون على وفائه وطيب أثره.

‎انحنت الرؤوس وضج الحزن في أهالي الطرف وجوارحها، مودّعةً أديبها وشاعرها الكبير، حيث و قف عند نعشك يا ابا رياض شاعر الوطن جاسم الصحيح، والشاعر حيدر العبدالله، والشاعر جاسم العساكر، و حسن الربيح ، وصلاح بن هندي، إلى جانب المذيع والإعلامي المخضرم الوفي الأستاذ سعد الجريس، الذي حضر من الرياض ليودّعك، ورفيق دربك في الأدب والثقافة الأستاذ خليل الفزيع.

كما حضر وفد من البحرين ممن يجلوك ويقدّرونك من الدكاترة والأساتذة:
د. خليفة بن عربي، د. عادل علي عبدالله، د. عمر عبدالعزيز العاني، أ. يوسف فولاذ، أ. علي الرويعي، وغيرهم كثير ممن تتلمذوا على يديك أو مرّوا بمحبتك.

وكان من بينهم من كتبت عن بداياتهم مبكرًا مثل الدكتور خالد الحليبي وأخيه محمود، فجرت دموعهم كما جرت دموع رفيقة دربك وأبنائك وبناتك وأحفادك.

‎ذرفت الطرف دموعها، إذ غاب عنها أديبها وشاعرها الكبير، لكن ذكراه ستبقى حيّة، وآثاره ستظل شاهدة على مسيرة رجل أحب الله فأحبه الناس.
‎سلامٌ عليك يا أبا رياض، يوم عشت كبيرًا، ويوم رحلت كريمًا، ويوم تُبعث على ما أحببت من علمٍ وأدبٍ وذكرٍ طيب.

عبدالله بورسيس

عن عبدالله بورسيس

شاهد أيضاً

رجل الأعمال سعد بن حمد الغريب (الشدي ) يهنى القياده بفوز المنتخب السعودي وتاهله لكأس العالم…

Share this on WhatsApp صصحيفة همة نيوز عبدالله ناصر العيد رفع رجل اعمال ورئيس مجلس ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com