صحيفة همة نيوز موقع صحيفة همة نيوز الالكترونية
صحيفة همة نيوز : بقلم أ. عبدالله حمد المطلق ..
نخوة وهوية وحكاية مدينة
- سيّاله: نخوة وذاكرة وهوية مدينة الطرف :
في قلب مدينة الطرف بمحافظة الأحساء، وعلى مفترق الذاكرة الشعبية والتاريخ الوطني، تقع براحة سيّالة، في وسط مدينة الطرف أحد أبرز المعالم المجتمعية التي امتزجت فيها النخوة، والضيافة، والتاريخ، والروح الوطنية، لتصبح رمزًا محفورًا في وجدان الأهالي.
- “صبيان سيّاله حمر العيون”: نخوة تعني الفخر والانتماء:
لا تُذكر مدينة الطرف إلا وتتبادر إلى الأذهان نخوة أهلها الشهيرة: “صبيان سيّالة حمر العيون”، وهي ليست مجرد عبارة، بل نداء للكرامة والشجاعة والانتماء ، هذه النخوة ظلّت تتردد في المناسبات الكبرى، وتُطلق في ميادين الشرف والمواقف المجتمعية، للدلالة على وحدة الصف وعلوّ الهمة ، وقد غدت رمزًا من رموز الاعتزاز المحلي، ينادي به أهل الطرف جيلاً بعد جيل. - براحة سيّاله: مقر الأمير وملتقى المجتمع :
تُعد براحة سيّاله مركزًا مجتمعيًا نابضًا بالحياة، حيث كانت ولا تزال مقرًا رسميًا للأمير المحلي، ومكانًا تقام فيه مناسبات الأعياد، والأعراس، والاستقبالات الشعبية سابقا ، كما أنها الملتقى الذي يجتمع فيه الأهالي والضيوف على حد سواء، في مناسبات وطنية واجتماعية وثقافية.
- الجامع الأول… ومنه انطلقت العبادة والتعليم :
ضمن فضاء سياله، بُني أول جامع في مدينة الطرف، ليكون منارة دينية وروحية للبلدة، ومركزًا للعلم والعبادة، اجتمع فيه الأهالي لتلقي الخطب والتعليم الديني في زمن كانت المساجد تمثّل نبض الحياة المجتمعية.
- زيارة الملك المؤسس… والجلوس في قصر المجصة :
يحتفظ أهالي الطرف في ذاكرتهم بلحظة تاريخية خالدة، حين استقبلوا الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – مؤسس المملكة – في براحة سياله، وكان جلوسه في قصر المجصّة الذي عُرف لاحقًا بـ“مناخ الملك عبدالعزيز”، دلالة على الأهمية الرمزية والسياسية لهذا الموقع. وقد كان الحدث علامة فارقة في توثيق العلاقة بين أهالي الطرف والدولة السعودية الحديثة. - مداخل أربعة… تنفتح على مجتمع واحد :
لبراحة سيّاله أربعة مداخل رئيسية، تعكس انفتاحها على مختلف أحياء الطرف، لتكون بحق ملتقى للجميع ، هذه المداخل ليست مادية فقط، بل رمزية في دلالتها على الترابط الاجتماعي والانفتاح على الزائرين.
- العرضة السعودية… تجتمع فيها الفرق الشعبية في قلب الطرف :
في براحة سيّاله، يُقام الفرح على الطريقة الأحسائية العريقة ، فمع المناسبات الوطنية والأعياد، تجتمع الفرق الشعبية من مختلف أنحاء الطرف لتقديم العرضة السعودية، رقصة الفخر والسيف، بمشاركة امير الطرف وكبار شخصيات المدينة ، وهنا يتحول المكان إلى مسرح حي يعبّر فيه الناس عن حبهم لوطنهم وتاريخهم.
- سيّاله… ذاكرة لا تغيب :
تبقى سيّاله أكثر من مجرد ساحة أو مكان، إنها ذاكرة ووجدان وهوية ، فيها اجتمعت النخوة والقيادة، العبادة والفرح، التاريخ والولاء ، وهي شاهد حي على عمق العلاقة بين أهالي الطرف وتاريخهم وقيادتهم، وحاضنة للفعاليات التي تعزز من التماسك المجتمعي والهوية الوطنية.
سياله العز في شعر الشعيبي وبني حامس عنوان النخوة :
“وللشعر حضورٌ في نخوة أهل الطرف ففي ميادين العز، يسطع اسم بني حامس، ويشمخ ذكر صبيان سيّاله ، قومٌ إذا نادى المنادي للنخوة، لبّوا، وإذا جاشت المواقف، كانوا لها رجالًا.
وافتخر بهم شاعر من شعراء الطرف، وهو الشاعر عبدالوهاب بن إبراهيم الشعيبي رحمه الله الذي ذاع صيته في الآفاق، وشهد له القاصي والداني، فجعل من قصائده منارةً تضيء تاريخ الكرم وسجلا يُروى في المجالس عن أهل الشيمة، وأصحاب العزّة والمروءة ، حيث قال الشاعر :
نبتدي به رافع الهم عنـــــــــــــــا
خير كل الخلايق تســــــــــــــاءله
ينصر اللي بعد فيصــــــــل تولى
هو ملكنا خالد صاحب الجــــلاله
مرحبا به عد ماطــــــــار وحلى
يالنشاما بادع القاف غــــــــــنى
معجبينه لابتي في مقــــــــــــاله
هم ( بني حامس ) على كل فنى
كاسبين المدح صبيان ( سياله )
من تمنى حـــــــــــربهم ماتهنى
طالبينه ويله عــــــــــــزي لحاله
…..
