صحيفة همة نيوز موقع صحيفة همة نيوز الالكترونية
صحيفة همة نيوز : بقلم أ. ماجد إبراهيم الغنيم ..
في بستان الحياة الواسع، حيث تتنافس النباتات على نور الشمس ورعاية الأيدي، كانت هناك ثمرة صغيرة بدأت رحلتها بتواضع وهدوء.
نمت ببطء شديد، لم تكن تلفت الأنظار بسرعة، لكن سرها كان يكمن في ما هو أبعد من السطح.
كانت جذورها تمتد إلى أعماق لا تُرى، تتغلغل في باطن الأرض، تبحث عن جوهر الحياة ومكمن القوة.
لم تكن هذه الثمرة تعتمد على ما يسقيها الناس به من ماء.
فكلما مدّ أحدهم يده ليسقيها، كانت تزداد عمقًا، لا لتمتص الماء الذي سُكب عليها، بل لتصل إلى ينابيعها الخاصة، لتأخذ كفايتها بنفسها من تلك الأعماق البعيدة.
لم تكن تبحث عن العون الخارجي، بل كانت تزداد قوة واعتمادًا على ذاتها في كل مرة.
ومع مرور الأيام، تحولت تلك الثمرة الصغيرة إلى نبتة عملاقة.
أصبح وجودها واضحًا للعيان، وأثرها أكبر بكثير مما كان متوقعًا. كانت قوية، شامخة، لا تهزها الرياح العاتية ولا تؤثر فيها تقلبات الطقس.
لم تستعن بيد أحد لتنمو وتزدهر، بل استمدت كل قوتها من جذورها العميقة، من أساس حياتها الذي لا يراه أحد سوى خالقها، الله جل وعلا.
إن قصة هذه الثمرة هي تذكير لنا بأن القوة الحقيقية لا تكمن دائمًا في الظاهر أو فيما يُمنح لنا من الخارج.
إنها تكمن في جذورنا الداخلية، في إيماننا، في قيمنا، وفي اعتمادنا على الأساس الحقيقي الذي لا يتزعزع.
فعندما نغوص عميقًا داخل أنفسنا، ونستمد قوتنا من مصدرها الأصيل، سنجد أنفسنا ننمو ونزدهر، ونصبح أكثر تأثيرًا وقوة، دون الحاجة للاستعانة بأي يد بشرية، بل بالاعتماد على الله وحده الذي هو أساس كل شيء.
