أخبار عاجلة
الرئيسية > أخبار السعودية > وترجل الفارس عن صهوة جواده تاركا خلفه بصمة تخلد ذكراه

وترجل الفارس عن صهوة جواده تاركا خلفه بصمة تخلد ذكراه

صحيفة همة نيوز

بقلمي /عبدالله ناصر العيد

في يومٍ من أيام الوفاء، يُسجَّل التقدير لرجلٍ جمع بين العلم والعمل، وبين الأصالة والتجديد، وبين الريادة التربوية والعطاء المجتمعي. إنه الأستاذ طارق بن عبدالله بن محمد الفياض، أحد أعلام التعليم والثقافة في محافظة الأحساء، الذي ودّع ميدان التعليم رسميًا مع نهاية عام 1446هـ / 2025م، بعد مسيرة امتدت لأكثر من ثلاثة عقود من البذل والعطاء.
وهنا اتطلع بكل فخر واعتزاز معكم عن سيرته العطرة

النشأة والتعليم

وُلد الأستاذ طارق الفياض عام 1388هـ / 1968م في مدينة العيون بمحافظة الأحساء، ونشأ في بيئة عامرة بالقيم الدينية والاجتماعية. بدأ تعليمه الابتدائي عام 1394هـ / 1974م بمدرسة العيون الابتدائية، قبل أن ينتقل إلى مدرسة ابن المُقَرَّب، ثم أكمل المرحلة المتوسطة في متوسطة العيون الأولى، وتخرج في ثانوية العيون عام 1405هـ / 1985م.

سعى منذ صغره إلى تطوير لغته ومعارفه، فالتحق في صيفي 1402هـ و1403هـ ببرامج اللغة الإنجليزية المكثفة التابعة لأرامكو (ITC). ورغم انتقاله بين أكثر من تخصص جامعي، استقر به المقام أخيرًا في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالأحساء، التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتخرج فيها عام 1411هـ / 1991م، ليبدأ رحلته العملية من منابر التعليم إلى فضاءات الثقافة والعمل الخيري.

المسيرة التعليمية والمهنية

بدأ الأستاذ طارق الفياض حياته المهنية عام 1412هـ / 1992م معلمًا بمدرسة الحويلات الابتدائية بمدينة الجبيل الصناعية، ثم في متوسطة الجبيل الصناعية (برنامج ليلي)، ثم انتقل إلى مدرسة سيهات الثانوية، فثانوية العيون التي خدم فيها حتى عام 1417هـ.

وفي عام 1417هـ / 1997م، انتقل للعمل مشرفًا تربويًا ومدربا بإدارة التعليم بالأحساء، واستمر في هذا الدور عشر سنوات، تخللتها مشاركات بارزة في مجال التدريب والتطوير، حيث كان من أوائل أعضاء الفريق المؤسس للتدريب في وزارة المعارف عام 1418هـ.

تنوّعت المهام الإدارية التي تولاها لاحقًا، فعمل مديرًا ووكيلًا ومعلما لعدد من المدارس الابتدائية في العيون والبطالية، من أبرزها:
• مدرسة بدر الابتدائية (مكلّفًا بالإدارة عام 1428هـ)
• مدرسة الخليل بن أحمد الفراهيدي
• مدرسة أبي عمرو البصري
• مدرسة خيبر بالحرس الوطني
• مدرسة الشيخ محمد بن عثيمين – رحمه الله

تميز الفياض بأسلوبه المتزن وتواصله المؤثر، جامعًا بين الحزم التربوي والتوجيه القيمي، ما جعله قدوة حسنة بين زملائه، ومعلّمًا محببًا لدى طلابه.

الأدوار الثقافية والمجتمعية

لم يقتصر أثر الأستاذ طارق الفياض على البيئة المدرسية، بل امتدّ ليشمل ميادين الثقافة والمجتمع. فهو عضو فاعل في منظمة التوستماسترز العالمية، حاز فيها على بطولات في الإلقاء والخطابة، واشتهر بإثرائه للمجالس العلمية والاجتماعية بالمحتوى المؤصَّل والأسلوب المؤثر.

كما تولى رئاسة مجلس إدارة مكتب الدعوة وتوعية الجاليات الخيري بالمبرز من عام 1421هـ إلى 1427هـ، وكان له إسهامات نوعية في تطوير برامج التوعية والدعوة.

وهو أيضًا رئيس مجلس إدارة جمعية “عطاء” للخدمات المجتمعية بمدينة العيون، إحدى الجمعيات النشطة في محافظة الأحساء، والتي تحمل بصمته الفكرية والتنظيمية في مبادراتها الخيرية والتطوعية.

باحث ومؤرخ

عُرف الفياض بميوله التاريخية وحرصه على توثيق التراث الوطني ، والتاريخ الحضاري وماقبل التاريخ لواحة الأحساء وواحة العيون ، لا سيما تاريخ حضاراتها، وأبرز أعلامها، وأسواقها القديمة، ومجالسها الأدبية، مما يجعله من الأسماء المرجعية في هذا الميدان. وقد كان يُستشار في القضايا التربوية والاجتماعية، ويشارك في ندوات ثقافية وإعلامية متنوعة.

ختام المسيرة التعليمية

في نهاية عام 1446هـ / 2025م، صدر قرار تقاعد الأستاذ طارق الفياض من التعليم، ليبدأ مرحلة جديدة من حياته في يوم الجمعة 2 محرم 1447هـ / 27 يونيو 2025م، حاملًا معه إرثًا تربويًا وثقافيًا وإنسانيًا، يستحق أن يُروى للأجيال القادمة.

هذه السيرة ليست مجرد رصد لمسيرة موظف متقاعد، بل هي وثيقة وفاء لرائد تربوي ومثقف أصيل، خدم وطنه ومجتمعه بإخلاص، وكان مثالًا يُحتذى في حُسن القيادة، وسعة الأفق، وسمو الرسالة.

بقلم:✍️
الكاتب والإعلامي/ عبدالله بن ناصر العيد

عرض من صور مشاركات الأستاذ الفاضل الكريم /طارق بن عبدالله الفياض

عبدالله العيد

عن عبدالله العيد

شاهد أيضاً

الشريك الاعلامي قريباً جمعية مكافحة السرطان بالأحساء تطلق هاكثون تفاؤل الابتكاري

Share this on WhatsApp صحيفه همه نيوز عبدالله سعد بورسيس حين يلتقي العطاء بالرؤية والإبداع ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com