صحيفة همة نيوز موقع صحيفة همة نيوز الالكترونية
صحيفة همة نيوز : بقلم عبدالله سعد بورسيس ..
من باب التقدير وتكريم للحب والعطاء
في عالمنا المزدحم، حيث تتسارع وتيرة الحياة وتتوالى الأحداث، يخصص يوم واحد في العام لنتوقف عنده ونتأمل في دورٍ محوري في حياتنا:
دور الأب في يوم الأب العالمي هو مناسبة فريدة للاحتفال وتقدير الرجال الذين يقفون كأعمدة ثابتة في أسرهم، يقدمون الدعم والتوجيه والحب غير المشروط. إنه ليس مجرد يوم للاحتفال، بل هو فرصة للتعبير عن الامتنان للجهود والتضحيات التي يقدمها الآباء بصمتٍ غالبًا.
وتختلف تواريخ الاحتفال بيوم الأب حول العالم، لكن الروح التي تجمع هذه المناسبة واحدة:
تكريم الأبوة. ففي العديد من البلدان، مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا، يُحتفل به في الأحد الثالث من شهر يونيو، بينما تحتفل به دول أخرى في أوقات مختلفة من العام.
بغض النظر عن التاريخ، تظل الرسالة الأساسية هي نفسها: الاعتراف بالدور الحيوي للأب في تربية الأبناء، وتشكيل شخصياتهم، وتوفير بيئة آمنة ومحبة للنمو.
الأب ليس فقط المعيل الاقتصادي للأسرة، بل هو أيضًا المرشد، والمستشار، والصديق. إنه الذي يعلم أبناءه قيمة العمل الجاد، ويعزز فيهم روح المسؤولية، ويزرع في نفوسهم القيم الأخلاقية النبيلة.
هو الذي يمد يد العون عند الحاجة، ويقدم المشورة الحكيمة في أوقات الشك، ويحتضن أبناءه في لحظات الفرح والحزن على حد سواء.
ودور الأب يتجاوز مجرد توفير الاحتياجات المادية؛ فهو يساهم بشكل كبير في بناء الثقة بالنفس لدى الأبناء، وتعزيز شعورهم بالأمان، وإعدادهم لمواجهة تحديات الحياة.
إن الاحتفال بيوم الأب العالمي هو أكثر من مجرد تقديم الهدايا. إنه فرصة لإظهار التقدير الحقيقي للأب من خلال قضاء الوقت معه، والاستماع إليه، والتعبير عن مشاعر الحب والامتنان بالكلمات والأفعال.
ويمكن أن يكون الاحتفال بسيطًا كوجبة عائلية مشتركة، أو نزهة في الطبيعة، أو حتى مكالمة هاتفية طويلة تعبر عن مدى أهميته في حياتنا.
الأهم هو أن يشعر الأب بأنه محط تقدير واهتمام، وأن جهوده لا تمر مرور الكرام.
في هذا اليوم الخاص، يجب أن نتذكر أيضًا الآباء الذين لم يعدوا معنا، ونستلهم من ذكراهم العبر والدروس.
وفي الختام، يوم الأب العالمي هو دعوة لتأمل قيمة الأبوة في حياتنا. إنه تذكير بأن الحب والعطاء الذي يقدمه الآباء يستحقون كل التقدير والتكريم. فلنجعل هذا اليوم فرصة لنجدد ارتباطنا بآبائنا، ولنحتفل بهم ليس فقط في هذا اليوم، بل في كل يوم، تكريمًا لدورهم العظيم في بناء الأسر والمجتمعات.
