صحيفة همة نيوز موقع صحيفة همة نيوز الالكترونية
✍️ بقلم رئيس صحيفة همة نيوز
الاستاذ عبدالله بن حمد المطلق ..
نعود ممعكم ومع الحلقة (20) رمضان زمان في الأحساء…
لا شكّ أنّ أداء مناسك العمرة لها فضل عظيم في مختلف أوقات السنة، ولكن العمرة في شهر رمضان المبارك لها فضائل كثيرة وعظيمة .. وكانت العمرة يؤديها الناس لاحجوزات ! وإنما من استطاع الذهاب للعمرة فليبادر بدون حجوزات للعمرة ..
وإنما يتم الحجز مع صاحب الحملة فقط .
فعنِ ابنِ عباسٍ، رضي اللَّه عنهُما، أنَّ النَّبيَّ ﷺ قَالَ: عُمرَةٌ في رمَضَانَ تَعدِلُ حجة أَوْ حَجَّةً مَعِي متفقٌ عليهِ.
عندما نعود بالذاكرة إلى الوراء ، ونتذكر شهر رمضان المبارك .. كانت توجد بعض الحملات التي توصل الناس من الأحساء إلى مكة المكرمة لأداء العمرة في شهر رمضان المبارك ..
كل مدينة وبلدة في الأحساء لها حملات يشرفون على حملات العمرة وكل حملة تحمل اسم صاحبها .. واذا مافيها فقد يكون صاحب الحملة من خارج البلدة وله ناس يتواصل معهم ويقومون بالحجز لمن له رغبة بالعمرة ، واذا قرب وقت العمرة تأتي السيارة إلى موقعه فيركب المعتمر والتجمع يكون في عين النجم بمدينة المبرز .
فمن الحملات التي أتذكرها ومعروفة ومشهورة في مدينة الطرف بمحافظة الأحساء :
- حملة مبارك بن محمد المبارك التركي من الطرف (1350-1380هـ).
- حملة هياء المحسن من الطرف .
- حملة جاسم الضامن من مدينة المبرز .
- حملة صالح بن محمد العلوي من مدينة المبرز .
- حملة عبدالمحسن بن سعود المحسن من الطرف .
- حملة سعود بن عبدالعزيز الخليف من الطرف .
- حملة مبارك بن عبدالعزيز الثويني من الطرف .
أما في الوقت الحاضر فقد كثرت الحملات في الأحساء ، وأصبحت لها مكاتب يتم التواصل معهم للحجز للحج والعمرة وغيرها من الحملات التي كانت معروفة في الأحساء ..
حيث يبدأ الإعداد لهذه الحملات في أواخر شهر شعبان ، إذ يستعد أصحاب الحملات بتأجير السيارات الكبيرة ويتم الحجز لهم مقابل مبلغ مالي ، وكل صاحب حملة له معارف في بعض المدن والبلدات يتم الحجز لهم عن طريقهم ، واذا جاء موعد العمرة .. يتم توجه السيارات الى المدن والقرى ومن ثم يتم الإنتقال بهم من المدن والبلدات والقرى والتوجه إلى عين النجم في مدينة المبرز التي تعتبر محطة التقاء الحجاج ومكان انطلاق الحجاج والمعتمرين ومنها الى مكة المكرمة والمدينة المنورة .
وأثناء وداع المعتمرين تسمع البكاء يتعالى بين الحاضرين ، والدموع لاتفارق محياهم ..
ففي اليوم الخامس والعشرين من شعبان تنطلق قوافل المعتمرين من عين النجم الى مكة المكرمة من أجل أداء العمرة ويمكثون شهرا كاملا واكثر من ذلك ..
وقد عشت هذه التجربة بنفسي حيث كنت مرافقا لوالدتي رحمها الله في عام 1395هـ
مع حملة جاسم الضامن ومعي مجموعة من كبار السن ومكثنا شهرا كاملا في مكة المكرمة ..
حيث كنت اجلس مع كبار السن ، وكنت دليلا لهم نطلع من العمارة الى المسجد الحرام ، ورغم انهم كبار السن الا انهم يطلبون مني أن ارافقهم في كل صلاة ، ويحرصون على الطواف حول الكعبة شرفها الله بعد أداء كل فريضة ، ويحرصون على أن اقرأ لهم دعاء الطواف في كل فريضة ، ونحن نطوف حول الكعبة وهذا حسب معرفتهم أنهم يحرصون على ترديد الدعاء .رحمهم الله جميعا .
والشيخ عبداللطيف بن عبدالوهاب بوبشيت من أهالي مدينة الجفر ذكر في كتابه : (هداية المسالك لمؤدي المناسك ) كتب قصيدة توضح مواضع طريق الحج من منطقة الأحساء إلى الديار المقدسة : ( المدينة المنورة ومكة المكرمة شرفهما الله )ذكرتها في كتاب : ( البوابة الجنوبية للأحساء – الطرف في ماضيها وحاضرها ) للمؤلف عبدالله بن حمد المطلق مطلعها :
ياقاصدا أرض الحجاز مؤديا .. لفريضة ثبتت في القرآن .
وتؤم للبيت العتيق تزوره .. فاعرف طريقك واسمع لبياني .
من هجر للخط الحديد مماشيا ..فتمر بالدهناء والصمان ..
والتوضحية عن يسارك حولها ..ماء لذيذ بالحلاة هان..
والخرج يأتي عن
يسارك بعدها .. مأوى الكرام ومنزل الشجعان ..
أعني الرياض فقد زهت بقصورها ..وحدائق وشوارع ومباني ..
( والقصيدة طويلة بإمكان الرجوع إلى المصدر المذكور ص 468)
