الرئيسية > أخبار السعودية > كلمة رثاء في أبي أحمد ..عبدالله بن أحمد السالم .. رحمه الله ..

كلمة رثاء في أبي أحمد ..عبدالله بن أحمد السالم .. رحمه الله ..

صحيفة همة نيوز : بقلم أ .عبدالله حمد المطلق ..

جرح لا يندمل! الفراق صعب جداً وذلك لأنه من الصعب أن تفارق روحاً كانت جزءاً منك، دون أن تحزن ودون أن تتألم !! لذلك لا يوجد أصعب من فراق الأحبة..

يرحلوا ويتركوا في القلب ندبات لا يزول أثرها حتى وإن توالت الأيام ومرت السنون !!

بدونهم يبكي القلب ويجف بُكاء العين ! فما أصعب ذلك حين تبحث عن مدامعك فلا تجدها !

ففراق الأحبة في ظاهره دموع وأحزان ، وفي باطنه كأن عضوا من جسدك قد أقتلع منك ! لا شيء أوجع من بكاء الروح على فراق الأحبة وشوقها إلى من رحلوا .. يبقى هناك شخص رغم البعد والمسافة الأكثر حباً وبقاءً في قلوبنا .

وفي يوم الجمعة الموفق 14 رمضان من عام 1446هـ .. فجعنا بخبر وفاة الأخ والصديق عبدالله بن أحمد السالم رحمه الله .. هذه الشخصية المحبوبة من الجميع عرف بحسن المعاملة وطيب المعشر ..

عرفته محبا للخير .. وكثرة صلة الرحم مع أخوانه وأخواته وأحبابه وأصدقائه ..

ومن محبة الناس له فإن جنازته حضرها خلق كثير وصلى عليها خلق كثير من كل مكان لمكانة هذا الرجل الذي أحب الناس فأحبوه .

وفي يوم الجمعة الموافق 7 رمضان من عام 1446هـ ، كنت في زيارة له في منزله في حي العدوة بمدينة الطرف لأهنئه بشهر رمضان المبارك .. جلست معه ساعة كاملة يسألني عن صحتي وعن صحة أبنائي ؟

فكانت إجابتي نحن بخير والحمد لله .. فقال لي : عسى ماشر لي فترة لم أراك !

فكانت إجابتي أتحين الفرصة لزيارتك في المنزل لأطمئن على صحتك .. ويطول الحديث عن الحياة وعن مشاغل الدنيا ، فكانت جلستنا بصحبة مجموعة من الأحباب الذين تعودوا أن يكون منزل بوأحمد ملتقى للشباب، تبدأ من بعد صلاة العشاء الى الساعة 11 مساء وعلى حسب الظروف .

وعندما اتحدث عن بو أحمد وذكرياتي معه من أيام الدراسة حيث كان من الطلاب الذين يمتلكون من الطرفة ما يجعل الحصة أحيانا فيها من المرح رغم صعوبة بعض المعلمين وشدتهم .. فابتسامته لاتفارق محياه .

وعندما انتقل من الدراسة إلى الوظيفة كان محبا لعمله ومحب لخدمة الناس يحترمه زملائه في عمله لأنه من الموظفين المثاليين يعشق العمل ..واتذكر اني عندما زرته في عمله رآني من بعيد وقام من مقامه ورحب بي فطلب مني الجلوس .. فقال آمر : أبا حمد ..

فقلت عندي مراجعات وهذه أوراقي فقال لي تقهوى واسترح وإن شاء الله انهي طلبك ..

وقال لي إتكل على الله واعتبر موضوعك موضوعي .. فعلا غادرت المكان ومنذ ذلك التاريخ وحتى هذا اليوم وأموري الحمد لله طيبة .. هذا بفضل من الله ثم بفضل أبا أحمد .. هكذا معي ومع آخرين مثلي .. اخلاقه وحسن تعامله معي ومع الآخرين إكتسب إحترام الآخرين فيبادلونه الإحترام..

هكذا تعامله في موقع عمله .. وتعامله مع كل من يقابله او يلتقي معه في خارج العمل ..

فزرع هذا الخلق في نفوس من حوله .. فتحية منا لكل من يساهم فى غرس الأخلاق الكريمة بالقدوة الحسنة والمثال المحترم الذى يهدى الناشئة ..

وعندما نتحدث عن ضيافته للناس في مجلسه المتواضع في حي البساتين في مسكنه الأول منزل والده ومسكنه الثاني في نفس حي البساتين ، وفي منزله الجديد في حي العدوة بمدينة الطرف .. فمنزله مفتوح للأصدقاء من بعد صلاة العشاء يستقبل الناس بقلب محب .. فقلب المحب يسع الدنيا وهي مشاعر حبّ ذات قيمة كبيرة، لأنّها تدفعنا إلى ممارسة سلوكيّات تُفيدنا اجتماعيًّا وتزيد فرص بقائنا، مثل التّواصل اللطيف مع الأشخاص، العلاقات العائليّة الوطيدة، وتزيد من توطيد العلاقة مع الأصدقاء .. هكذا كان قلب أبا أحمد قلب يسع الجميع .

وفي عصريوم الجمعة الموافق 14 رمضان من عام 1446هـ .. وصلنا خبر وفاة أبا أحمد فكان مفاجأ لنا ..وموت الفجأة رفقٌ ورحمةٌ بالمؤمنين من الله -سبحانه .. إجتمعنا معه في أول جمعة من رمضان من هذا العام 1446هـ قبل أسبوع إجتمعنا معه في مجلسه ، وفي الجمعة الثانية 14من رمضان 1446هـ إجتمعنا لنودعه إلى قبره .. فاللهم أجعل قبره روضة من رياض الجنة ..اللهم ارحمه واغفر له، وآنس وحدته، ووسع قبره، واجعل قبره روضة من رياض الجنة”.

إن الدعاء يمثل وسيلة للتواصل مع الأرواح الراحلة وإظهار الحب والاحترام لها ، دعاء للميت يعتبر من الأعمال الصالحة التي لا تنقطع بركتها حتى بعد فراق الحياة .

شكرا للأستاذ صالح بن أحمد الخضري على مونتاج الفيديو ..

عبدالله بورسيس

عن عبدالله بورسيس

شاهد أيضاً

من فعاليات قرقيعان الطرف بالأحساء ..

Share this on WhatsApp صحيفة همة نيوز: بقلم أ . عبدالله بن حمد المطلق .. ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com