
صحيفة همة نيوز : حنان الجويسم ..
ليالي رمضان والروحانية نفحات إيمانية وأجواء نورانية
يأتي شهر رمضان المبارك كل عام محمّلاً بالنفحات الإيمانية والأجواء الروحانية التي تملأ القلوب طمأنينة وسكينة. . وتكتسب ليالي رمضان خصوصية فريدة، حيث تتجلّى فيها معاني العبادة، والتقرب إلى الله، والتأمل في الذات، فتتحوّل إلى محطات روحية تعيد شحن الإيمان في النفوس.
فمع غروب الشمس وانطلاق صوت الأذان، يبدأ الناس إفطارهم بخشوع وشكر لله على نعمة الصيام. . لكن ما إن يحلّ الليل حتى تبدأ الأجواء الروحانية الحقيقية، حيث يحرص المسلمون على أداء صلاة التراويح في المساجد التي تمتلئ بالمصلين، متضرعين إلى الله، ومتذوقين حلاوة القرب منه.
إنّ السكينة التي تعمّ ليالي رمضان ليست مجرّد إحساس فردي، بل هي حالة جماعية يعيشها المجتمع بأسره، حيث يكثر الذكر، ويعلو صوت التلاوات القرآنية، وتتناثر الدعوات الصادقة التي تملأ الأجواء نورًا وبركة.
وقيام الليل وليلة القدر
تصل الروحانية ذروتها في العشر الأواخر من رمضان، حيث يجتهد المسلمون في قيام الليل، طلبًا لليلة القدر، التي وصفها الله بأنها “خير من ألف شهر”. إنها ليلة تتنزّل فيها الملائكة بالرحمات، ويغفر الله فيها لعباده الصادقين، ما يجعلها أعظم فرصة لنيل القرب الإلهي.
- الترابط الاجتماعي والمودة:
لا تقتصر روحانية ليالي رمضان على العبادات فحسب، بل تمتدّ إلى قيم التراحم والتواصل الاجتماعي، حيث تكثر موائد الإفطار الجماعية، ويسعى الجميع إلى مساعدة الفقراء والمحتاجين، فتترسّخ في النفوس معاني العطاء والإحسان.
ليالي رمضان ليست مجرد ليالٍ عابرة، بل هي نفحات ربانية تهذب الروح، وتغمر القلب بالطمأنينة، وتغسل النفس من أدران الحياة ، فمن أدرك قيمتها، واستغلّها في العبادة والتقرب إلى الله، خرج منها بروح أنقى وإيمان أقوى، مستعدًا لمواصلة درب الخير والطاعة.
