
صحيفة همة نيوز :
✍️ بقلم رئيس التحرير
أ. عبدالله حمد المطلق
الغبقة الرمضانية و تعني الغبوق، وفي اللغة العربية، هو ما يُشرب بالعشيّ.. وتعني “الغبقة” عند أهل الاحساء العشاء الرمضاني المتأخر، الذي يسبق وجبة السحور.
والغبقة هي كلمة عربية أصيلة أتت إلينا بالسماع من حياة البادية ويرجع أصلها إلى “الغبوق”، وهو حليب الناقة الذي يشرب ليلًاً، وعكسه “الصبوح” وهو الذي يشرب من لبن الناقة في الصباح، بينما يقول البعض أن الغبوق : هو عبارة عن وجبة خفيفة تؤكل في المساء. ويشار الى أن الغبقة قد تملك أسماء مختلفة كالعشوة والعتمة وغيرها ولكن ورغم إختلاف التسمية المبدأ والألية والمواعيد هي نفسها.
و الغبقة الرمضانية مصطلح دارج في التراث الشعبي المحلي منذ عقود، وتكون في ليالي شهر رمضان المبارك ، لأن الناس يشعرون في الليل بنوع من الجوع، خصوصًا في الشتاء لأن ليله طويل، فكانت توضع مائدة بسيطة يُطلق عليها الغبقة..
وعند قدوم الجيران أو الضيوف للزيارة بعد العشاء، تقدم لهم هذه الأطباق.
والغبقة” موروث شعبي اجتماعي تعرفه الناس في ليالي شهر رمضان المبارك في الأحساء خاصة وفي دول الخليج العربي عامة .. وقد توارثه أهل الأحساء في بلداتها وقراها ومدنها ، أبًا عن جد، وما زالوا يحافظون عليه، وإن اختلفت طرقه وأشكاله .
وكانت الغبقة الرمضانية عبارة : عن موائد بسيطة في معظم بيوت الأحساء ، إن لم تكن في جميعها. فهي من العادات العريقة التي تُميز الأمسيات الرمضانية لدى أهل الأحساء . وهي وليمة تقام بعد صلاة التراويح أو قبل منتصف الليل للأهـل والجيران الذين يأتون للتهنئة بمناسبة حلول الشهر الفضيل.
وتتضمن الغبقة الرمضانية أنواعًا متعددة من المأكولات المحلية البسيطة والخـفيفة، مثل : الهريس ، الثريد ، والأرز الحساوي أو البسمتي الهندي بالإضافة إلى بعض الحلويات الشعبية، مثل الفتيت وهو عبارة التمر الممروس والمغلي – والمهلبية واللقيمات والتمور. بينما تتنوع مشروباتها بين القهوة العربية والشاي والعصائر ( الليمون – الفيمتو – النعناع ) وغيرها ، وكل بيت يقدم الأطعمة حسب مقدرة أصحابه.
ومع مرور الزمن وتطور الحياة، أصبحت الغبقة الرمضانية عادات وتقاليد متنوعة، فبات بعض الأحسائيين يبالغون قيها،
- بساطة البدايات :
إن بدايات الظاهرة تعود إلى مطلع الستينيات من القرن العشرين نقريبا ، بعد ان حصل البعض على الوظائف في الشركات والدوائر الحكومية ، وقد حافظ عليها الأحسائيون حتى يومنا هذا ،
وكانت بداياتها بسيطة، مقتصرة على المأكولات والحلويات الخفيفة التي تعدها ربات البيوت، قبل أن تتطور العملية وتدخل عليها بعض المأكولات الجديدة، مثل الكيك – والشعرية – والشوربة – والمكرونة – والبسكتي وورق العنب وغيرها، وهي أصناف لم تكن سائدة من قبل.
“والغبقة”:
هي إحدى العادات الرمضانية القديمة التي ما زالت تعيش في المجتمع الخليجي عامة والأحساء خاصة تعزيزاً للتعارف والترابط الاجتماعي،
كما تطورت لأشكال متعددة مع الحداثة.. وقد اعتاد الناس على ان يقتصر الافطار عند صلاة المغرب ، ولا يتناولون شيئا الا بعد صلاة التراويح وهي الغبقة الرمضانية.
إذن فكلمة (الغبقة) هي كلمة مشهورة في لهجة أهل الخليج العربي والتي تعني العشاء الرمضاني المتأخر الذي يسبق وجبة السحور، أي يمكن تعريفها بأنها وليمة تؤكل قبل بلوغ منتصف الليل بقليل ..
ولا خلاف على أن كلمة «الغبقة» هي وجبة رمضانية خاصة بشهر رمضان فقط ، ولقد كانت في السابق (أيام الأجداد) تختلف قليلًا عن شكلها الآن في أشياء عديدة، حيث كان لها طابع مختلف، وكانت تقدم فيها وجبات تقليدية مختلفة عما تُقدم الآن، كما أن عدد الحضور يكون مختلف أيضًا، إلا أنه من الطبيعي أن يتغير كل هذا مع تغير الأجيال واختلاف عاداتهم وأنماط حياتهم، لكن تظل التسمية ومعنى اللقاء كما هي عادة رمضانية اجتماعية في دول الخليج العربي.
- أطباق الغبقة:
وتختلف أطباق الغبقة من منطقة إلى أخرى ، لكنها بشكل أساسي تشمل العديد من الأطباق الشعبية الشهيرة مثل :
الثريد – والهريس، وهي اكلات رمضانية شهيرة، ومن ضمن الأطباق القديمة التي كانت تشتهر بها الغبقة في السابق (المحمّر) وهو عبارة عن أرز مطبوخ بالسكر أو بدبس الرمان، وتختلف من مكان لآخر فالبعض يفضل تقديم «طبق المكبوس» والبعض الآخر يفضل « طبق المشخول» وفي الغالب تكون هذا الأكلات مخصصة للغبقة حتى وإن تم تقديمها على وجبة الفطور، ويقوم الناس أيضًا بتقديم أطباق الحلويات مثل حلوى الساقو وحلوى اللقيمات أو حلوى النشاء أو العصيدة، كل هذا بالإضافة أيضًا إلى تقديم التمر والشاي والقهوة.
ونختم حديثنا بأن الغبقة هي لقاء اجتماعي بين الأهل والمعارف، ولربما يمكن القول إن هناك غبقات للرجال ، وأخرى للنساء وثالثة للشباب، يجتمعون فيها لتناول الوليمة ولتبادل الأحاديث والسؤال عن أحوال بعضهم البعض والترفيه عن النفس
انتظرونا في الحلقه السابعه ان شاء الله…
تقبل الله صومكم وطاعتكم وصالح أعمالكم….