الرئيسية > أخبار السعودية > رمضان زمان في الأحساء ( 3 )
الختمة – تثويبة القرآن ..

رمضان زمان في الأحساء ( 3 )
الختمة – تثويبة القرآن ..

صحيفة همة نيوز : بقلم رئيس التحرير أ . عبدالله بن حمد المطلق ..

إنّ لقراءة القرآن فضلًا عظيمًا؛ فهو نورٌ يضيء دروب المؤمنين بالإيمان، تُرفع به درجاتهم، فإنّ لقارئ القرآن أجرًا عظيمًا، قال النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (من قرأ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقول (ألم) حرفٌ، ولكن ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حَرفٌ، وميمٌ حَرفٌ)،[١] لذا فإنّ المسلمين يتنافسون على ختم القرآن الكريم وخاصةً في رمضان؛ فإنّ تلاوته من أجلّ العبادات.
وعندما نعود بذكرياتنا وذكريات الأباء والاجداد والامهات في ليالي رمضان أيام زمان في الأحساء .. ومن خلال مقابلاتي معهم للحديث عن شهر رمضان الكريم وما يقومون به من أعمال .. فمن ذكرياتهم التي لا تنسى هو التواصل مع بعض المقرئين المتميزين بقراءة القرآن الكريم الحافظين له .. حيث تحدد ليلة من ليالي رمضان فيحضر القارئ ويجلس في المجلس بحضور الاهل من الرجال في مجلس الرجال .. والنساء في المجلس الداخلي أو الحوش ، والهدف من حضورهم الإستماع الى ختمة القرآن الكريم وهي ختمة تقرأ على من مات من اهل البيت سواء كان رجل او امرأة .. وقراءة القرآن للحي شفاء وللميت رحمة
والمقصود بختمة القرآن :
هو ان المقرئ يقرأ القرآن كاملا ( 30 ) جزءا في بيته وينويها لأهل البيت الذين تواصلوا معه ، وفي الليلة المحددة من ليالي شهر رمضان المبارك لختمة القرآن يحضر المقرئ فيقرأ الختمة او مايطلق عليها ( التثويبة ) امام الحاضرين بقصد النية وهو بمثابة دعاء للميت والترحم عليه .. مع تعطير المكان بالعود والبخور وينتقل من يد رجل الى يد رجل آخر .. ولعل حرص الآباء على قراءة القرآن في شهر رمضان هو من باب المداومة على قراءته واستقلال شهر رمضان المبارك على تشجيع الأبناء على قراءة القرآن والمداومة على تلاوته في هذا الشهر الفضيل .. في زمن قبل التعليم من اجل حث الأبناء على قراءة القرآن الكريم والمداومة على قراءته وتسمعه ، فهناك من يحفظ القرآن من السمع ، وهناك من يرسل أبنائه الى المطوع لتعليم القرآن الكريم تلاوة وحفظا .
وبعد نهاية الختمة يترحم الجميع على الميت ، ويشكرون من قرأ الختمة على روح الميت .. وهذه تتكرر ليليا طوال ليالي شهر رمضان المبارك .. والمقرؤون معروفون ومشهورين في المدينة أو القرية ..ويعطى قارئ الختمة إكرامية تقديرا له .. ومن ابرزهم في مدينة ( الطرف ) المقرئ إبراهيم الدحيم – المقرئ محمد بن مبارك الريعان – المقرئ سعيد بن فهد العكروش – وغيرهم كثير لكن هذا ما أتذكرهم .. وكذلك هناك مقرئات من النساء .
وبعد وفاة المقرئين من رجال البلدة من قراء القرآن الكريم .. اصبح الشباب المتعلم يجتمعون كل ليلة في بيت من يطلبهم فيقرأون القرآن كاملا .. قد يجتمع خمسة او عشرة او أكثر فكل شخص يكلف بقراءة جزأين او اكثر بالتساوي .. وبعد الإنتهاء من ختم القرآن الكريم ثلاثين جزءا يتم احضار ختمة دعاء القرآن الكريم فيكلف احد الحاضرين الماهرين بقراءته .. وبعد الإنتهاء يتم تقديم بعضا من وجبة عشاء ، اما ان تكون صحن هريس وهي من الوجبات المعروفة والمشهورة في الأحساء ، او تقديم صحن من الرز الحساوي أو حسب ماهو موجود عند صاحب المنزل .
وفي الوقت الحاضر لاوجود لهذه القراءة الجماعية التي اعتاد عليها الناس أيام زمان في رمضان الا في حلقات الذكر بالمساجد والجوامع من اجل تلاوته وتجويده وحفظه .. والقرآن موجود في كل بيت يقرأ في كل وقت وفي كل حين .
وقراءة القرآن مستمرة في كل بيت يقرأ غيبا أو نظرا . ولا أحد يشك في فضل القرآن في رمضان، وغير رمضان .. فعندما يدخل علينا شهر رمضان الكريم؛ يتسابق الكثير من المسلمين إلى المساجد، وينكبون على المصاحف يتلونها، فمنهم من يختمه مرة، ومنهم من يختمه مرتين أو ثلاث أو أكثر.. فرمضان شهر القرآن، والكل يريد أن يحصل على ثواب القراءة، وهذا أمر طيب.
فاللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا ، اللهم اجعله شفيعاً لنا ، وشاهداً لنا لا شاهداً علينا ، اللهم ألبسنا به الحلل ، وأسكنا به الظلل ، واجعلنا به يوم القيامة من الفائزين ، وعند النعماء من الشاكرين ، وعند البلاء من الصابرين ، اللهم حبِّب أبناءنا في تلاوته وحفظه والتمسك به، واجعله نوراً على درب حياتهم، برحمتك يا أرحم الراحمين ، سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .

عبدالله العيد

عن عبدالله العيد

شاهد أيضاً

شركة لؤي الصالح تستضيف برنامجاً تدريبياً للإسعافات الأولية

Share this on WhatsApp فريق التحرير صحيفه همه نيوز في إطار مسؤوليتها المجتمعية، استضافت شركة ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com