أخبار عاجلة
الرئيسية > أخبار السعودية > الزواج ( العرس ) في الماضي بمدينة المبرز ( حسناء الأحساء )الجزء الثاني . …

الزواج ( العرس ) في الماضي بمدينة المبرز ( حسناء الأحساء )الجزء الثاني . …

صحيفة همة نيوز : بقلم أ . صالح سعد النسر ..

تطرقنا بالجزء الأول وعلى وجه العموم لبعض السمات التي يتميز بها الزواج ( العرس ) في الماضي في مدينة المبرز وفي هذا الجزء نتناول جزءًا من أحداث وفعاليات أيام الزواج ( العرس ) بإذن الله تعالى .

فقبل أن تصدح مطربة العرس (الزواج ) وتعرف عند العامة ( بالطقاقة ) مع فرقتها وتشدو بالأهازيج والأغاني الفرايحية الخاصة بهذه المناسبة السعيدة وقبل أن تقرع طبول العرضة إيذانا ببدء مراسم الزواج ( العرس ) يتم الاتفاق مع النداف لتفصيل فراش – دوشق ( مرتبة ) العروسين مع ملحقاته ثم ينقل لمنزل العروسة مع الأطياب ومايتعلق بذلك وتفرش أرض الصكة ( السكة ) بالرمل الحر وتركب بها الزينة خاصة بعد دخول تيار الكهرباء ثم يتفق أهل المعرس ( الزوج ) مع المتعهدين الكثر الذين توكل لهم المهام كل حسب اختصاصه وعمله لإنجاح وتسيير مراسم العرس ( الزواج ) طيلة أيامه ولياليه وبحسب ماتقتضيه الحاجة إذا لزم الأمر ، ومن هؤلاء المتعهدين الطباخ مع فرقته لذا يحرص والد المعرس في هذا الجانب على اختيار من لديه الأمانة والسمعة الحسنة وعمله يتميز بالجودة العالية في الطبخ وفنونه ويجيد كافة الأطباق المتنوعة ومايطلب منه . .

هذا وقد برز في مدينة المبرز الكثير من الطباخين والطهاة المهرة والمشهود لهم بالكفاءة والأمانة في إعداد ولائم العرس ( الزواج ) المتنوعة طيلة أيامه
ولياليه المتعددة وتشمل الوجبات الفطور للأهل والعروسين والغداء والعشاء للجميع ، ومن الأطباق المقدمة الكبدة والكلاوي والحليب بنكهة الهيل أو الزعفران والبلاليط ( الشعيرية ) المعمول بدهن البقر الطبيعي كنا نبتاعة من سوق الدهن في سكة السكار بالقرب من سوق الاربعاء الاسبوعي في موقعة الحالي والحلوى والرهش ( الطحينية ) وجبن الكرافت مع جام الجح والمشكل والبخصم (الشابورة ) والبيض من الدجاج البلدي كان يباع درزن الخباز ( 13 خبزه ) بريال واحد والخبز الحساوي الأحمر والرهاف وغيرها للفطور ، والرز واللحم والهريس لوجبتي الغداء والعشاء بحسب الجدول المتفق عليه بين والد المعرس ورئيس فرقة الطباخين طيلة أيام وليالي العرس ( الزواج) ثلاثة أو سبعة أيام . وكان اللحم المفضل في تلك الأيام هو لحم البقر ( البقرة العوان ) المتوسطة بالعمر والمطعومة كما يقال بالبلدي وكنا ونحن صغار (9-10سنوات ) نقوم بنقل صواني الرز وفوقه الحشو الخنين المكون من البصل والبهارات المتنوعة مع الزعفران وحب الهيل والرمان المجفف واللحم المصلي ( الذهبي ) الذائب ذو الطعم اللذيذ ننقلها للجميع خاصة للنساء وأتذكر أنني نقلت عشاء لإحدى العروسات في صكتنا ومنحتني ريال واحد واشتريت به ريال فلسطين من مدرستنا الشامخة مدرسة عبدالرحمن الغافقي الابتدائية وكنت به في غاية الفرح والسرور ، وكان في تلك الأيام الكل بالفريج يشارك ويساهم بما يملكه من ممتلكاتهم من زل (سجاد ) وبسط وأباريق للتقديم وإدلال ( ترامس – زمزميات ) و الشكيات ( حاملة الكؤوس ) والفناجيل والبيالات ( الاستكانات ) وأتاريك لهذه المناسبة السعيدة ويفرح الجميع عندما يطلب منهم تقديم أية خدمة أو استعارة عارية أتذكر أن عمال شركة أرامكو يطلب منهم إحضار أكياس مكعبات الثلج من مصنعه بالشركة للماء في الجيكات والسطول ( البوالدي ) وللمرطبات . وفي يوم الغسول يفضلون لحم الغنم الهرفي ويذبحون من 3/1 رؤوس ومن ضمن المتعهدين أيضا الطقاقة وفرقتها وفي تلك الأيام تحرص أم المعرس على التعاقد مع السيدة عائشه النخيلان أو مريم الدوسري أودحيحية أو منيرة الأحمد أودريبية وكلهن من المحافظة بعقد يترواح مابين 100- 200 ريال بدون النقوط وبعضهن مع النقوط لإحياء مراسم العرس للشق النسائي أما الشق الرجالي فيتم الاتفاق مع فرقة العرضة .
أما مراسم الزواج ( العرس ) فتبدأ بالآتي :-

كانوا يفضلون يومي الاثنين أو الخميس للزواجات فيأخذون المعرس لإحدى عيون المياه ويفضلون عين أم سبعة ، وبعد أن يتناول الرجال الغداء الذي أعده الطباخ يشربون الشاي والقهوة في سرادق مخيم عين أم سبعة ثم ينزلون في حوض العين لتدليك وتنظيف المعرس بالليفة والصابون والشامبو الأحمر الإنجليزي بوبنت وصابون قطع ( الحجر ) شبيه للدوف واللوكس . أما النساء فيفضلن مسبح الحريم التابع لعين الحارة لاستحمام العروس وتنظيفها وتدليكها وفرك جسمها بالعصفر وبالزمن الماضي يستخدمون مواد تنظيف أخرى مثل مسحوق السدر للرأس والجسم (أوراق شجرة النبق – الكنار ) فهو يعطي رغوة مثل رغوة الصابون وله رائحة زكية ، أما الملابس فيتم تنظيفها بواسطة الأشنان ( نبات بري من فصيلة الحمض ) تؤخذ أوراقه بعضها أبيض وبعضها أصفر تجفف ثم تطحن ثم جاء صابون التايد والتشير .ثم تؤدى صلاة العصر جماعة بعدها يلبس المعرس الملابس المخصصة للعرس والتي تتكون من الثوب والغترة والعقال والبشت (المشلح) والحذاء ( الجوتي ) أو النعال الزبيرية أو النجدية وتسمى حذيان وفي البقشة يوضع الوزار والزنجفرة ( الفانيلة ) والسروال القصير والطويل ويعطى السبحة ( المسباح ) ثم يعطر ويبخر بالعود الصنفي ثم يؤدون صلاة المغرب جماعة ثم يتناولون القهوة والشاي ( الشاهي ) بالنعناع أو الفوطن أو ماء اللقاح المقطر من تلتال النخيل ثم يتوجه الموكب لمدينة المبرز لتناول وجبة العشاء بعد الصلاة في منزل والد المعرس .إنتهى الجزء الثاني

يتبعة الجزء الثالث .

رحم الله من رحل ممن حضر تلك الأيام الجميلة وأطال الله عمر من بقي وجزاهم الله خير الجزاء على ماقدموه من خدمات للمجتمع وجعل ذلك في ميزان حسناتهم .

المصادر:-

1- كتاب أحاديث بلدتي القديمة تأليف أ/ عبدالله أحمد الشباط .
2- الموسوعة الكويتية تأليف / أ- حمد محمد السعيدان . 3- كتاب نبع الذاكرة تأليف م / مساعد إبراهيم الشعيبي . 4-كتاب عيشة لول تأليف د/ جاسم محمد الأنصاري . 5- مبارك عبدالله الثويني (بوفهد). شكر خاص لكل من :-
1- أ/ خالد عبدالله إبراهيم الحليبي ( بوعبدالله ).
2- أ/ وليد سليم محمد السليم ( بوعبدالمجيد ) .

عبدالله بورسيس

عن عبدالله بورسيس

شاهد أيضاً

لقاء مثمر بين جمعية تحفيظ القرآن بالأحساء وجمعية العناية بالسجناء لبحث سبل التعاون

Share this on WhatsApp صحيفه همه نيوز عبدالله سعد بورسيس في يوم الأحد 12/01/1447هـ، سعدنا ...

تعليق واحد

  1. صالح ..أبوعبدالله

    أ.صالح ماشاء الله عليك أوفيت.. معلومات قيمه باعراس المحافظه
    جزاك الله خير ..لحمافظتك على تراث الآباء والاجداد وفقك الله .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com