صحيفة همة نيوز : بقلم أ. صالح سعد النصر ….
أخذت حرفة الحياكة مكانة مهمة ومرموقة بين الحرف المنتشرة في مدينة المبرز قديما وتعتبر من المهن المعقدة نسبيا حيث يقوم الحايك بنسج ( شبك ) الخيوط الصوفية والقطنية المتنوعة وغيرها وتحويلها إلى قطع قماشية وتلك الخيوط هي متوفرة محليا من غزل نساء الحضر أو نساء البدو المجلوبة إلى السوق المركزي في قلب المدينة أو إلى سوق الأربعاء الأسبوعي وهي على شكل كرات أو لفات مختلفة السماكة والأحجام أو تلك المستوردة من الخارج ولكل منها استعماله الخاص فيبدأ الحايك وفريق عمله بمهمته معها عبر أدواته ومعداته و آلاته المتنوعة من الميان والدولاب إلى البكرة والبزاز والدراميز والدواسة والنيرة والمزراق والنول والوشيعة والمكوك المسمى بالقطوة ، ومن طرائف الأمثال قولهم قطوة الحياك صادت فأر كناية عن المستحيل والأمر النادر لأن المقصود بالقطوة هنا هي مايسمى بالمكوك كما ذكرنا سابقا . والحائك في عمله يحرك كل أجزاء جسمه ابتداءً من العينين والرقبة والكتفين والظهر والساقين و انتهاءً بالقدمين حيث ينسج قطع البشوت وقطع العباءات وكافة الأقمشة الرجالية والنسائية .
وللحياك مجالس خاصة يعملون بها ومنتوجاتهم يتم بيعها للخياطين مثل القطع القماشية ( الخام ) المتنوعة خاصة خياطي العبي والبشوت ، وكذلك ينسج الحايك بيوت الشعر مع الرواقات والبسط خاصة نمط السدو .
ويعمد على تصلب خيوط الصوف بطليها بماء التمر الممروس ويثبت ألوانها بقشور الرمان ( القروف) أو بالحناء . والألوان بالماضي قليلة يشتريها الحايك من العطارين منها الأسود والبني والبدري وشبيه السكري ويزيل عنها الروائح بغسلها في بعض العيون خاصة عين الحارة وعين مرجان وعين الزواوي . والحائك يختلف عن الخياط ( الترزي) .
هذا ومن أشهر الحياك الأسماء الآتية :- طرماح وفرحان وحسين وعباس الربيع – عباس وعبدالله الحاجي – ومحمد الخلف – ومحمد يوسف ومحمد صالح البراهيم – وعلي وجاسم وعبدالله القطيفي -عيسى السند وحسين أبوسميع وخليفة وعلي وعيسى وصالح وحسين وعبدالله الفرحان وعيسى وعباس ومحمد السيافي و مهدي بوخضر وأخوانه وعبدرب النبي وعبدرب الرسول بوعريش وصالح وحسين وعلي ومرعي الزيد الأحمد وعلي بن الشيخ وناصر وعايش وفهد وعلي الدرع وحجي ومحسن وحسين المرعي وحسين ومحمد وعبدالهادي المطوع و حسين الملقب بالفنر وسلمان الفرط وعلي الجريدان .
ولايخفى على أحد أن هذه المهنة عريقة بمدينة المبرز والكل يتذكر أن في عهد الدولة السعودية الأولى تم تكليف حياك المبرز بمهمة صناعة ونسج كسوة الكعبة المشرفة عدة مرات في منزل الشيخ عيسى بن شمس صهر عائلة الموسى العريقة بحي العيوني بالمبرز بتمويل من الشيخ سالم بن حسين الموسى وبعض الأعيان والمنزل الآن ملك ورثة المرحوم يوسف بن أحمد الطاهر كما أخبرني ابنه الأستاذ يعقوب بالإضافة الى ذلك نسجت أيضا مرة واحدة في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراة عام 1343هـ . ولاشك أن دخول الميكنة والمنتوجات الخارجية المستوردة أدت إلى اضمحلال وتلاشي عمليات الحياكة المحلية ومنتوجاتها بشكل ملموس . أيضا لا ننسى دور شركة أرامكو فظهورها أدى إلى التحاق الكثير من الحرفيين بها وتركوا مهنهم الأساسية . رحم الله من رحل منهم وأطال الله عمر من بقي وجزاهم الله خير الجزاء على ماقدموه من خدمات للمجتمع وجعل ذلك في ميزان حسناتهم
المصادر:-
1-كتاب نبع الذاكرة تأليف المهندس مساعد إبراهيم الشعيبي .
2- كتاب ألعاب وحرف في الأحساء تأليف الباحث المهندس/ صالح عبدالوهاب الموسى . 3-أ/ سعد عبدالعزيز أحمد العباد . شكر خاص لكل من :-
1-المشرف التربوي أ/ خالد عبدالله الحليبي .
2- المشرف التربوي أ/ وليد سليم السليم .