الذئب والتمر..

صحيفة همة نيوز : عبدالله المطلق ..
خلال مقابلتي مع كبار السن اسمع منهم قصص وحكايات ، واتساءل في نفسي ! كيف كان الناس في ذلك الوقت وهم يبحثون عن لقمة العيش معرضين حياتهم للخطر !! ومع ذلك اشعر وهم يذكرون هذه الحكايات كأني أعيش مايعيشونه من أسلوب حديثهم عندما يذكرون لنا هذه الرواية أو القصة او الموقف .. فالبعض يرفض التسجيل !! والبعض يقول اكتب ماأقوله لك ! لأنهم يخشون التسجيل الصوتي .
فمن ضمن القصص التي ذكرتها للأخ جاسم بن محمد الجاسر رحمه الله وهو يكتب سيرة والده هذه القصة التي ذكرها لي والده ! خاصة ان هذا الرجل يذهب إلى ميناء العقير يوميا .. فماذا قالي لي هذا الرجل ؟
حيث قال :
يتجمع الجمالة في العقير ويسيرون إلى الهفوف على شكل قوافل يتراوح إعدادها مابين عشرين إلى خمسين قافلة فيحدثنا محمد الجاسر عن قصة وقعت له في طريق العقير فيقول :
بعد أن تم تجهيز الجمال بالحمولة التي سوف تتوجه من ميناء العقير إلى مدينة الهفوف جلس بجانب حزمة حطب في غفلة عن جماعته التي شدت وكلها متجهة إلى الهفوف فأخذته سنة من النوم !!
وبينما غفير الميناء يتفقد ما تبقى من القوافل فإذا برجل نائم بجانب الحطب خاطبه الغفير او الحارس : أنت أنس ؟ ولا جن ؟
محمد الجاسر : لم يصح إلا على صوت الحارس فانتبه وجلس مفزوعاً عرفه الحارس : بأنه محمد الجاسر وسأله لماذا لم تذهب مع زملائك ؟
فقال محمد الجاسر : جهزنا القافلة وسوف نسير بعد قليل قال الحارس : القافلة غادرت الميناء قبل ساعة وكانت الساعة تشير إلى التاسعة بالفرنجية .
فقال الحارس : تعشيت ، ولا ما تعشيت قال محمد الجاسر : لا والله ما تعشيت فأحضر له قفص مملوء ” سمك مملوح” وطلب منه أن يتريث حتى يرافق قافلة أخرى .
قال محمد الجاسر : يجب أن الحق جماعتي فسلم عليه وغادر بحمولته حتى وصل إلى مكان يسمى ” أم الذر” فوجد عرب من أهل العمران فسألوه : أنت محمد الجاسر فأجابهم : بنعم فقالوا له : جماعتك وصلوا إلى ” المويه” بترافقنا ولا تغادر فقال بل : اريد اللحاق بجماعتي فأعطوه من التمر قليلاً ، ثم واصل سيره حتى وصل إلى مكان يسمى ، العلاة” ..
فاستراح قليلاً فلما شعر بالبرد – انتبه .. والقفص علقه على كتفه ولم يكن معه سواه .. وكان الوقت ليل شعرت الدابة بخطر فبدأ النهيق يعلو شيئاً فشيئاً فأوجس محمد الجاسر بأن شيء ما تلفت يميناً وشمالاً !!
فرأى شيئاً ما خطف أمامه لايستطيع أن يميزه فالوقت ظلام !
خطف عليه ثلاث مرات مثل البرق وفي المرة الرابعة أدرك أنه في خطر وهو في موقع يبعد عن جماعته 2كيلو متر .. ففكر في حيلة يتخلص بها من هذا الذئب الذي مازال يحوم حوله !
تذكر أنه يحمل تمراً في القفص فأخذ منه قليلاً وكوره ورماه على الذئب فالتقفه الذئب في فمه بمهارة .. وبعدها أكل الذئب التمر ، ومازال يلحق بالرجل الذي كلما حاول الذئب ان يهاجم على الدابة كور له لقمة من التمر فرماها على الذئب الذي يلتقمها بمهارة .. وصار محمد الجاسر على هذا الحال حتى وصل إلى جماعته فأناخ بجانبهم ، حيث وجدهم نائمون جميعاً فأيقظهم .. وأخبرهم بما حدث له ، وأن الذئب على مقربة منهم وصوت الحمير ونهيقها ينذر بوجود شيء غريب بالمكان وتربصوا له حتى تمكنوا من قتله .



رحم الله هذا الرجل ومواتنا واموات المسلمين عشرته في مسجدنا مسجد بلال بن ابي رباح رجل متدين وحكيم وصاحب حكمه عظيمه الله يجعل روحه الجنه
شكر و تقدير لمن سعى ووثق هذه القصص عن محبينا أبناء الطرف اخص بالذكر اخي الغالي جاسم بن محمد الجاسر رحمه الله تعالى المبدع اخوانا واستاذنا عبدالله المطلق بوحمد وايضا عبدالله بورسيس رحم الله موتانا وموتاكم وجمعنا بهم في الفردوس الأعلى من الجنة