صحيفة همة:
عبدالله ناصر العيد :
لحلقة الأولى
✍️
بقلم/ الأستاذ عبدالله بن عيسى بن علي الذرمان
يُعدُّ حي السياسب من الأحياء القديمة بالأحساء ، و هو من أحياء مدينة المبرز ، و يقع في الجنوب الغربي من المدينة ، و رأى الشيخ محمد بن عبدالله آل عبدالقادر الشافعي قاضي مدينة المبرز أن الحي سُمي باسم بطن من قبيلة عقيل عامر ، و ذكر فيدال رواية تفيد أن حي السياسب أوجدته عائلة بارزة تحمل الاسم نفسه جاءت أساسًا من مدينة الهفوف.
و ذُكِرَ فريق السياسب في كثير من الوثائق الشرعية ، منها وثيقة محررة في القرن الثاني عشر الهجري حيث جاء فيها 🙁 و ذلك جميع البيت المعلوم بينهما الكائن في فريق السياسب المشتمل على دار و حوش و دهليز ).
و من أقدم سكان الحي (السياسب) و لقد عُرف منهم أعلام كالرجل محمد بن عبدالعزيز السياسب ، و سليمان بن مرزوق السياسب ، و استمر وجود أفرادهم في المبرز إلى القرن الرابع عشر الهجري ، و كانت بعض أملاكهم في طرف السحيمية ، و تُوجد رواية ذكرها لي الأستاذ الفاضل عبدالرحمن بن محمد الجغيمان و خلاصتها أن بعض السياسب كانوا في البحرين بعد انتقالهم من المبرز ، ثم رجعوا إلى الدمام مع انتقال الدواسر من البحرين.
و كان الفريق محلا لسكن بعض بني خالد و من البيوت بيت السرداح و انتقلت ملكيته إلى آخرين و قد وقفت امرأة من أسرة آل عبيد بيت سكناها و هو المقسم الجنوبي من بيت السرداح في بعض المصارف الخيرية. و بعض بيوت بني خالد انتقلت ملكيتها إلى أسر أخرى كآل معيبد.
و الفريق محل استقرار أسر كثيرة بعضها ما زالت موجودة ، و بعضها انقطع ذكرها كآل عتيق و آل حرب و آل ثمامة و آل جروان و آل ابن داري.
و قدَّر لويمر في كتابه دليل الخليج عدد المنازل في الحي (300) بيت.
و في الحي السنة و الشيعة و هم في تعايش و سكن بعضهم جوار بعض ، و يتبادلون بعض المنافع الحياتية ، و أهل السنة يُقلّد بعضهم المذهب الشافعي ، و بعضهم المذهب المالكي، و بعضهم المذهب الحنبلي.
و برز بعض أفراد في مهن عديدة و من شهرتهم فيها اقترن اسم المهنة باسم الأسرة و من الأمثلة آل إبراهيم النجار جاء في وثيقة شرعية 🙁 من الرجل عبدالله آل إبراهيم النجار ). و جاء في وثيقة أخرى 🙁 و هو البيت المعلوم لديهما الواقع بمحلة السياسب المحدود قبلة الطريق و بيت الصفافير ).
و من المعالم التي في السياسب بعض البراحات و منها : براحة الخرايب القريبة من مسجد هرفيل ، و براحة السعدون ، و براحة النجدي ، و براحة السند ، و براحة الرملة.
و من المعالم بعض الساباطات ، و منها : ساباط آل خليفة ، و ساباط الصويغ.
و في الجهة الجنوبية للحي كان السور الجنوبي لمدينة المبرز ، و تُحيط به – في أجزاء منه – بعض المزارع التي زُرِعَ فيها الخضروات و غيرها ، و أصلها أوقاف بني خالد على بعض المساجد مثل وقف الشيخ سليمان الخالدي حاكم دولة بني خالد.
و اشتهر أهل السياسب بنخوتهم (أهل العليا) التي دلت على شجاعتهم و قوتهم و فزعتهم مما جعلهم يرددونها في أحاديثهم و أشعارهم و مجالسهم ، قال أحد الشعراء :
حنا هل العلي فعايلنا بشوف العيون كم هية مرت علينا و ارتكينا لها
و اشتهر بعض أفراد الحي بالمشاركة في العمل الخيري ، و لقد حفلت بعض الوثائق بنماذج جميلة في هذا المجال :
-بناء المساجد : أوصى الوجيه سعدون بن سيف السعدون ببناء مسجد و خصص له بعض العقارات الزراعية في طرف عين الزواوي.
-تفطير الصائمين : حبَّس مبارك الخطيب وقفا و من مصارفة وضع وعاء من التمر أو الرطب في شهر رمضان لتفطير الصائمين ، و ممن شارك أيضًا في هذا المجال مبارك السند.
-وقف الآبار : قام الوجيه سليم بن محمد الحليبي بوقف القليب الموجود في منزله.
-أكفان الموتى : وقف الوجيه صالح بن أحمد المخايطة عقارين زراعيين و جعل من مصارفهما توفير أكفان للموتى.
و أثبتت بعض الوثائق الشرعية وجود مساجد قديمة بالحي ، و من أمثلة أسماء المساجد :
-مسجد الشيخ براك بن غرير.
-مسجد منيرة.
-مسجد الخطيب.
-مسجد المويلح.
-مسجد الشيخ نجم.
-مسجد الشيخ محمد طاهر الجعفري.
-مسجد هرفيل.
و كان لكل مسجد أوقاف تصرف غلاتها على عمارتها و صيانتها و توفير الحصر و السراج و أدوات البئر و مستحقات الوظائف الواردة في وثيقة الوقف فمثلا مسجد الرملة وُقِفَ عليه جزء من عقار (الخايس) الكائن بالبطالية ، و لهذا المسجد بستان معروف ، و بجانبه بعض البيوت التي كانت من أملاك آل مرشد و آل حسن. و كان لكل مسجد إمام و مؤذن ، ومن أسر السياسب التي كان منها مؤذنون قديمًا آل عبدالقادر ، و الصفران ، و الجري ، و البريك، و البكر ، و العبودي.
و كان في الحي قديمًا بعض الدلائل التي تشير إلى دوره الفاعل في الحراك العلمي بالأحساء فقد وقف الوجيه سعدون بن سيف السعدون مدرسة علم و جعل مكانا لتدريس الفقه و قراءة الحديث الشريف ، و ممن تولى تدريس الفقه الشافعي فيها الشيخ محمد بن عبدالله آل عبدالقادر و الشيخ عبدالمحسن بن عبدالله آل عبدالقادر.
و لقد عُرف في الحي علماء و طلاب علم تولى بعض القضاء و التدريس و الوعظ و الإمامة و كان بعضهم شافعية المذهب و بعضهم مالكية المذهب ، و من أهل العلم القدماء الشيخ مبارك بن محمد آل عبدالقادر و الشيخ أحمد بن عبدالله آل عبدالقادر و الشيخ محمد بن عبدالله آل عبدالقادر الملقب بسحبان وائل و الشيخ علي بن محمد آل عبدالقادر ، و الشيخ سعد بن محمد بن كليب الغردقة و الشيخ محمد بن سعد الغردقة
و برز في الشعر النبطي شعراء تداول الناس بعض أشعارهم و حفظوها في ذاكرتهم و أنشدوها في محافل العرضة ، و من الشعراء الذين ذكرهم الأستاذ حسين السلطان في حسابه في منصة (x) حمد المغلوث ، و صالح العبيدان ، و أحمد الخضير ، و زيد الدريع ، و عبدالله الخماس ، و إبراهيم القرين ، و فهد الرزيحان ، و عبدالرحيم العبدالرحيم ، و إبراهيم السعدون ، وعبدالرحمن اليوسف ، و علي الحليبي. و مما وقفت عليه قول الشاعر صالح بن محمد بن أحمد العبيدان في الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود :
و سلام يا سلطان نجد و الحسا و القطيف و المجمعة و أهل الجبل و سدير طاعت معاه
انتهى
(توضيح) :
سيكون موضوع الحلقة القادمة عن أسر حي السياسب فمن لديه الرغبة في تزويدي بعض المعلومات عن الأسرة يتواصل معي.




شكر على الجهود المبذولة شكراً ابا عيسى