صحيفة همة نيوز ..في زيارة لمتحف عاشق التراث الأحسائي ..الأستاذ سعد يوسف المطر.. في مدينة الطرف..

صحيفة همة نيوز : أ . عبد الله حمد المطلق..

اهتم عشاق التراث في مختلف مناطق المملكة الاهتمام بالتراث المحلي والإسلامي، واصبحت هواية لهم، يبذلون الغالي والنفيس في سبيل الحصول على قطعة تراثية أياً كان نوعها، وينفقون الوقت في الترحال والسفر إما داخل المملكة أو خارجها .. واقتصر البعض على جمع ما بحوزته أو ما تجمع أو تبعثر لدى أهله ومعارفه، يجمعون ما تصل إليه أيديهم، يضنون به، ويضعونه في مكان مستقل أو في غرفة الاستقبال، يذكرهم بالماضي التليد، والأيام الخوالي، يجدون في ذلك متعة كبيرة، ويأنسون إلى كل قطعة، ويأخذون من يزورهم في جولة سياحية، لا يملون ولا يكلون .
وصحيفة همة نيوز قامت بزيارة لمتحف الأستاذ سعد يوسف المطر والذي يمتلك متحفا خاصا في منزله في مدينة الطرف بمحافظة الأحساء ، والذي منح ترخيصا من جمعية الآثار والتراث بالمنطقة الشرقية .

وفي حديث مع صاحب المتحف وجهنا له العديد من الأسئلة ومنها لماذا الاهتمام بحفظ التراث ؟
فقال أنه يهدف من وراء هذا المتحف إلى ربط جيل أبنائه وأحفاده بجيل الآباء والأجداد، وان يعرفوا الواقع البائد ويقارنوا به الحاضر السائد.

وقال : إن التراث هو نافذة الماضي على الحاضر ونرى فيه الإرث الجميل الذي خلفوه لنا الآباء والأجداد ..
ونما معه حب التراث منذ الطفولة وقال : كنت في سن الطفولة أرى المجلس عندنا في البلد تزخر بالأشياء الجميلة مثل الدلال – والأباريق وفرش الزل – والمبنى القديم الذي يتكون منه المنزل هو من الجص وسقوف الحطب – هذا أثر فيني ، وكبرت معي وكبر معي الاهتمام وحب هذا الشيء كبرت معي بذرة حب التراث عندي .. فبدأت بجمع مارايته في طفولتي خاصة المجالس القديمة .

–بداياتي :

أول مابدأت بالمجلس وما يختص به المجلس من الدلال – والمنافيخ – والمحاميس – وكل مكونات المجلس – وكان تركيزي على الدلة لأنها تمثل رمز للكرم وشيء يمثل حاجة كبيرة للعرب خصوصا عندنا في الجزيرة العربية – فكانت الدلة من أولى إهتماماتي وخصوصا الدلة الحساوية – التي أخذت مكانة جميلة وراقية بين باقي المجتمعات على مستوى الجزيرة العربية وخارجها .

فالدلة الأحسائية بتنوعها بجماليتها فكانت لها مكانة ، فلذلك آثرت على نفسي أني أجمع قدر الإمكان عدد من هذه الأنواع من الدلال الأحسائية لإطلاع الآخرين عن نوعيات الدلال الحساوية من خلال المشاهدة عن قرب – كما تتميز الدلة الحساوية بنقوشها الجميلة وهذا يعتمد على فنيات الصانع ..والصناع كثر في الأحساء ، فهناك أكثر من 30 عائلة مهتمين بصناعة الدلال فمنهم من صنع الدلة سادة لكن فيها جمالية ، ومنهم من صنع الدلة ونقش عليها ..وهناك من يعجب بالدلة ويقوم بالنقش عليها .

-المشهورين بالنقش في الأحساء :
من الرجال المشهورين بالنقش على الدلال قاسم المتمتمي وأبنائه من أهل الهفوف تفوق في نقش الدلة وجماليتها ، فكان يصنع الدلة وينقشها ، وأبنائه مشوا على نهجه – حيث صنع الدلة – وصنع الشت وهو عبارة عن علبة نحاسية لوضع الفناجين فيها – صنع الملاعق الصغيرة حق خلط الشاي الإستكانة – صنع المقبض للإستكانة – كان يتم صنعها بدون مقبض فصنه لها المقبض من النحاس .. فالإرث الأحسائي إرث جميل وكأنك تتمشى في حديقة من التراث .

-أحجام الدلال وأنواعها :
نعم توجد أحجام للدلال فهناك الدلال : المزل – دلال للتفويح – ودلال لتقديم القهوة للضيوف
وهناك دلال توضع في المجلس تعطي لمسة ومنظر جمالي .
وتزخر المتاحف الأحسائية بالدلال الأحسائية والنجدية والشامية والعثمانية والحجازية وكل حسب إهتمامه .

محتويات المتحف :

محتويات التراث متعددة في متحفي ومن أبرزها الفخاريات الأحسائية وهي من أولى إهتماماتي ومنها :
الفخاريات الأحسائية :

منها النادرة جدا وخصوصا الجرة – كذلك المرازيم بعضهم يصنع المرازيم من الفخار – المبخر الأحسائي – الكأس الأحسائي وأمره عجيب تصب فيه الماء فتطلع فقاعات ويخزن الماء أسفل الكأس حتى يبرد – المسخنة النادرة وهي صناعة أحسائية وتوجد بها زخارف جميلة وفي أسفلها فتحات لدخول الهواء لتبريد الماء .

البدالة واستخدمت في الدوائر الحكومية – وكذلك تلفون العملة وله أنواع متعددة من الجيل القديم والجيل الوسط والجيل الثالث –
منقولة يكنز فيها التمر وهي صناعة نجدية – زير من الفخار تستخدم لحفظ الماء والسوائل – ويضم المتحف تحف متعددة من العهد العثماني – ومن بينها تذكرة قطار درجة أولى ودرجة ثانية من درعا بالشام إلى المدينة المنورة سكة خط الحجاز –
الأدوات التي يستخدمها المكفوفين وتضم :

يحتوي المتحف على الأدوات التي يستخدمها المكفوفين ومنها :
آلة طابعة – الكتب الدراسية وأدوات الكتابة – والأقلام – – وأنواع من الساعات التي يستخدمها المكفوفين .

• أدوات من شركة أرامكو:
• حوض من الأدوات الفخارية لسقيا الطيور .
• ومغسلة اليدين مصنوعة من النحاس البرونزي .
• ثلاجة الدكاكين التي يوضع فيها الثلج وتعبأ بقوارير المرطبات مثل الكراش – البيبسي وطماطا جوز .
• باب أحسائي صناعة احسائية مصنوع من الخشب توجد به زخارف تراثية أحسائية ونقوش جميله تزينه .
• مصب مصنوع من الحديد يذوب فيه الحديد .
• وسائل الصيد للكلاب والذئاب مصنوعة من الحديد .
• نافذة نجدية مصنوعة من الخشب ملونة ومزركشة .
• وكذلك الرحى التي تنحت من الصخور والحوض صناعة أحسائية من الجص وذلك لتفتيت القشور من الشعير .
• بدالة قديمة سنة 1959م سنة الإتحاد بين مصر وسوريا حيث يوجد العلم المصري والعلم السور كشعار على البدالة –
• هاتف للمحادثة وللنداء قيت رونوك .
• كذلك يوجد في أحد الدواليب يعض الوصفات الطبية الحكومية وأنواعها التي تصرف للمريض من خلال صيداليات وزارة الصحة .
• المصاخن الأحسائية بأحجام متنوعة .
• كذلك يوجد بالمتحف جزء من قطعة حديد تمثل جزء من سكة القطار الذي يبدأ من استانبول إلى المدينة ومؤرخة من خيرات مولانا أمير المؤمنين السلطان الغازي عبدالحميد عز نصره سنة 1907م .
  الدلال العراقية :

العراق بلد علم وحضارة وصناعة – وتوجد في متحفي دلال عراقية وهي أنواع :

دلة شطراوية منسوبة الى منطقة شطرة في العراق سكنها أحسائيين هاجروا من الأحساء إلى العراق .
دلة أم علم صنعها مسيحيو العراق العرب – دلال بغداديات .

أدوات التحجيم :

يوجد في الأحساء رجل يسمة مبارك بن سبت وهذه شنطته الخاصة في متحفي سنة 1377هـ توجد به جميع الأدوات المستخدمة في التحجيم .

• مقداح النار :
  حيث يوجد هذا المقداح ويستخدم في إشعال النار .
• أدوات الحلاقة لأحد الحلاقين القدامى بالأحساء .

ومن الأدوات الموجودة في متحفي :

• دلة احسائية قرينية تسمى دقة نجدية حيث يأتي للصانع ويطلب منه دق نقشة نجدية ويقوم الصانع بالنقش على الدلة بشكل جميل حسب المواصفات المطلوبة .
• دلة احسائية تسمى نجمية وتفوق أهل الأحساء في صناعة الدلال .
• نقيرة من حوطة بني تميم يدق فيها الهيل والقهوة وعليها نقوش جميلة قديمة ولها أكثر من 150 سنة .
  والحديث عن متحف سعد يوسف المطر حديث جميل لايمل ، خاصة انه يمتلك الكثير من الاواني المستخدمة في القديم والتي تمثل البيئة الأحسائية القديمة وبيئة الجزيرة العربية .

فمن المحتويات الموجودة في المتحف :
السيف – الخنجر – الأحسائي – كذلك الصندوق الشيرازي المصنوع من خشب الصندل – نموذج من تليفون الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه – أكياس من الخيش لحفظ النقود من أيام الدولة السعودية الثالثة – وكذلك أكياس من صناعة شركة أرامكو – كما توجد آلة لعد النقود المعدنية وفيها عداد للنقود – تليفون التمساح – الات التصوير صنعت في الأربعينات الميلادية بمحتوياتها بما في ذلك صندوق تحميض الأفلام – تليفزيون للمكفوفين وعليه كتابة برايل ومكن تحويله لراديو ويسمع صوت فقط وهو مكفوف .- راديو قديم من صناعة بوش ويشتغل على البتري 0
صندوق الطواش ويحوي جميع مستلزمات الطواش والغواص بما في ذلك الكتب الخاصة وموازين اللؤلؤ – ومشاخيل خاصة لفرز اللؤلؤ .

ومقلمات خاصة لكتابة العقود مع أنواع المحابر الاصلية وحافظات للحبر – ومصحف قديم تجاوز عمره المائة والثلاثين عام كتب بخط اليد كامل من سورة الفاتحة إلى سورة الناس – كتاب فقهي تجاوز عمره (450) سنة – مصحف مطوي طوله سبعة امتار – تقويم ام القرى صدر عام 1387هـ .

مرآة صنعت على أيام الملك عبدالعزيز حيث يوجد فيها صورة الملك عبدالعزيز والملك سعود نائب ولي العهد والنائب الثاني لولي العهد الملك فيصل بن عبدالعزيز مصنوعة من مصنعها من الزجاج .
المبرد لتبريد القهوة بعد حمسها .
الدلال من صناعة أحسائية وضعت للزينة والنقش الجميل وكلها قريشية – دلة طاهر المتمتمي وكل دلة تختلف في نقشها عن الأخرى – وتعتبر الدلة الاحسائية القريشية تربعت على عرش الدلال في العالم كله – وساعات مرسوم عليها صورة الملك سعود يتم إهدائه لكبار الشخصيات – الشت الاحسائي لوضع الفناجين – المرشات العطرية النادرة وباهضه الثمن .

كذلك توجد الفوانيس النحاسية القديمة جدا – وخناجر مصنوعة وجميلة مكتوب عليها آيات قرآنية ..والميز مصنوع من خشب الإثل وهو صناعة احسائية فن وإبداع ونقش جميل أحسائي وصانعهم على السالم ويسمى عليان متأثر بالدلال البغدادية – والاباريق صناعة أحسائية مكتوب عليها الصانع سامي من الأحساء .

الدلال المصنوعة والمرسوم عليه مشروع الري والصرف – ودلال مرسوم عليها المدينة المنورة – ومكة المكرمة صناعة صينية .
الصلاعة أو زمزمية حيث يتزود به المسافر اللي على الذلول يسوي القهوة ويصبها في الصلاعة وكلما وصل إلى مكان شب النار وسخن القهوة وتقهوى منها – المحاميس للقهوة .

وختاما الحديث يطول عن المتحف ومحتوياته ونشكر الأستاذ سعد بن يوسف المطر على هذا اللقاء الممتع والجميل ، والذي طاف بنا حول تراث الأحساء وتراث الجزيرة العربية وتراث الخليج العربي الذي هو مفخرة لصاحب هذا المتحف التراثي الشعبي .