زيارة بلدة التهيمية ..
صحيفة همة نيوز : أ . عبدالله المطلق ..
جبل القارة يتربع في وسط واحة الأحساء ، وعلى جنباته تقع أربع بلدات ، ففي الجهة الجنوبية الغربية تقع بلدة الدالوة – وفي الجهة الجنوبية الشرقية تقع بلدة التهيمية – وفي الجهة الشمالية الشرقية تقع بلدة التويثير – وفي الجهة الغربية تقع بلدة القارة .
وحديثنا اليوم عن التهيمية القرية الهادئة التي ذكرت في كتب التاريخ والوثائق القديمة .
الموقع :
التهيمية من قرى الأحساء الشرقية ، وتقع في جنوب شرق جبل القارة ، ويمكن الوصول إليها من طريق الهفوف – المنصورة – الدالوة – التهيمية .
وكذلك ممكن الوصول إليها من طريق العمران- بالمرور على بعض القرى مثل السبايخ – غمسي – الشويكية – التهيمية – وكذلك ممكن الوصول إليها من طريق القارة – والتويثير .
تقع قرية التهيمية في شرق مدينة الهفوف بالتحديد في الزاوية الجنوبية الشرقية لسفح جبل القارة ، وتبعد عن مدينة الهفوف بإحدى عشر كم تقريباً ، وترتبط بجميع مدن وقرى الأحساء بطريق معبد .
فعندما ترغب بالوصول إلى التهيمية لابد من المرور بجبل القارة – وتأخذ لفة كاملة حول الجبل فتجد التهيمية في الركن الجنوبي الشرقي من الجبل.
وتحيط بالتهيمية النخيل من جهات الجنوب والشرق وتطوقها بالكامل ، ومن الشمال والغرب يطوقها جبل القارة .
ماضي التهيمية :
كانت التهيمية في القرن الثامن والتاسع الهجري بلداً عظيماً مهماً ، وكانت موطناً لعدد من كبار العلماء أمثال العالم الشهير محمد بن أبي جمهور الأحسائي بل قال : أنه اجتمع فيها في عصر ابن أبي جمهور في وقت واحد أربعون عالماً مجتهداً يقيمون صلاة الجماعة في أربعين مسجداً ، مما يدل على أن البلدة كانت كبيرة جداً ، وكانت عاصمة دينية للمنطقة وعن هذه القرية جاء في ” الأزهار الأرجية” للشيخ فرج العمران ما ملخصه : “
وتعتبر قرية التهيمية أقدم وأعرق قرى الأحساء، وتقع تحت سفح جبل «الشبعان» الشهير في محافظة الأحساء، وتجاور جبل القارة من الجهة الجنوبية الشرقية، وتعد القرية موطنا للعديد من مشاهير العلماء .
و يعود تاريخ القرية إلى العهد العثماني ما قبل 800 عام، أخذت طابعاً اجتماعياً مختلفاً ومميزاً، من حيث سكانها وموقع القرية المميز، وشهرتها بكثرة المساجد الأثرية فيها، وتعد القرية موطناً لعدد من كبار العلماء أمثال العالم الشهير الشيخ محمد بن أبي جمهور الأحسائي بل يقال إنه اجتمع فيها في عصر ابن أبي جمهور وفي وقت واحد أربعون عالماً بارزاً يقيمون الجماعة في أربعين مسجداً مما يدل على أن البلدة كانت كبيرة جداً، وسميت القرية في القرن الثامن والتاسع الهجري بقرية الأربعين مسجداً لكثرة مساجدها التي يصل عمر بعضها إلى أكثر من 700سنة وأبرزها:
- مسجد التهيمية الشرقي،.
- مسجد التهيمية الغربي ،
أرض التهيمية” :
وأرض التهيمية هي عبارة عن هضبة صخرية في جانب، وفي جانب آخر أرض ذات طبيعة مستوية، لكنها ممتلئة بالنخيل، ولعل هذا الوضع الطبيعي كان السبب في نزوح الأهالي وترك القرية إلى مناطق أخرى بسبب تدني الزراعة، التي كانت تعتمد عليها القرية، ولالتحاق كثير منهم بوظائف حكومية وأهلية أو في شركة “أرامكو” في أماكن أخرى.
كانت تضم في القديم طائفة من الفقهاء والمجتهدين ، وثلة من الحكماء الراسخين مما يبلغ عددهم أربعين عالماً ، كما قيل منهم الفيلسوف الشهير محمد بن أبي جمهور والشيخ محمد البويهي رحمهم الله .
وأنشأ الشيخ فرج عمران القطيفي أبياتا جميلة في مدح هذه البلدة الطيبة في موسوعته الازهار الأرجية في الآثار الفرجية للشيخ فرج العمران القطيفي ج14 ص211 فقال في مدح هذه البلدة :
قدسوها مدينة التيمية
فهي من خيرة القرى الهجرية
قدسوا تلكم الربوع اللواتي
هي بالأمس مشرقات مضية
هي بالأمس مشرقات زواهٍ
بالتقى والمعارف الدينية
مشرقات بالحكمتين تسمى
تلك علمية وذي عملية
جمعت أربعين من علماء الدين
ممن نالوا المراقي العلية
منهم الفيلسوف بن أبي جمهور
رب اللطيفة القدسية
هو ذا كانت ” العوالي” اللآلى”
والمجلي في الحكمة النظرية
منهم العالم ” البويهي ” من
أدرك أسمى المراتب العلمية
هؤلاء الأعلام كانوا مصابيح
بهم قد أضاءت ” التيمية “
فعليهم من ربنا رحمات
أبد الدهر بكرة وعشية
والتهيمية قرية قديمة حيث ترى آثار بيوت قديمة مبنية تحت سفح جبل القارة ، وأثار سور عظيم ارتفاعه خمسة أمتار من جهتي الجنوب والغرب ، أما من الشمال يحيط بها الجبل ، ويحيط بالقرية سور له دروازتين الأولى من جهة الغرب والأخرى من جهة الجنوب .
وبالقرية مساجد كثيرة قديمة لم يبق سوى مسجد ين أثنين هما :
- مسجد المقبرة ويقع في الجهة الغربية .
- ومسجد في شرق التهيمية .
- وقد حظيا بالترميم من قبل إدارة الآثار بالهيئة العليا للسياحة ، وأصبح شكلهما جميلاً يقف كل من يزور التهيمية على هذين الآثرين .
وقديما القرية تعتمد اعتماداً على الزراعة ويسقى الأهالي مزارعهم من بعض طوائح الأنهار منها :
- نهر أبو الثيران .
- نهر سليسل من عين الخدود .
- أما في الوقت الحاضر فاعتمد الأهالي في ري مزارعهم على مشروع الري والصرف الذي يغذي منطقة الأحساء.
- عمداء بلدة التهيمية :
توالى على عمودية بلدة التهيمية عدة رجال وهم :
1- محمد بن طاهر الجمعه .
2- إبراهيم بن صالح اليحيا .
3- أحمد بن عبد الله اليحيا .
4- أحمد بن عبد الوهاب البو عامر وهو عمدتها أثناء زيارتي لهذه القرية .
5- وعمدتها حالياً هو يوسف بن حسين بوعامر .
التعليم :
أما تعليم الصبية فيذهبون إلى القرى القريبة منهم مثل الدالوة أو التويثير ..وحرصت الدولة على فتح مدارس للبنين والبنات في التهيمية أو الإلتحاق بالمدارس المجاورة لها .
حاضر البلدة :
عند زيارتي لبلدة التهيمية رأيت أن أغلب المباني فيها قديمة جداً ، وإن حرص المواطن على تجديد البناء فهو يهدم المنزل ثم يعمره مرة أخرى في نفس الموقع، نظراً لأنه لا توجد أراض أو مخططات للبناء فالبلدة محاطة بالجبل من الشمال والغرب ، وبالنخيل من جميع الجهات وبالمقبرة غرباً ومع ذلك فالأهالي تتوفر لهم الخدمات والمرافق المهمة مثل الماء وشوارعها منارة بالكهرباء .. .ولهاتف .. وشبكة الصرف الصحي .
العوائل في التهيمية :
1-بوعامر 2-العباد- الجمعة – الناصر – الحسن – الجلواح – الجبران – المحمد علي – النجار – الجزيري – المدير -الحراشي – السلمان – الخواهر – الحمادة – النزال – البودويحس – – التريكي – بوشفيع – المعيوف .
الآثار المكتشفة في التهيمية :
مسجد التهيمية الشرقي أو مسجد قرية التهيمية الأول أحد مساجد قرية التهيمية التي اشتهرت بكثرة مساجدها في العهدٍ الماضي، يعود تاريخ المسجد إلى العهد العثماني، ويقع المسجد في قرية التهيمية التي تبعد عن مدينة الهفوف قرابة 12 كيلومتر، يحتوي المسجد على ثلاث أروقة وباحة خارجية.
سمي المسجد بالتهيمية نسبة إلى القرية التي يقع بها وهي قرية التهيمية شرق الأحساء، كانت القرية تسمى بالتيمة» التي كانت مقرًا للواء التيمية في عصر الدولة العثمانية. اشتهرت التهيمية باسم «قرية الأربعين مسجد» لم يتبقى منهم سوى 11 مسجدًا من ضمنهم مسجد التهيمية الشرقي .
–البناء :
المسجد مبنى من الطين، وبه ثلاث أروقة وباحة داخلية ومحاط بسور خارجي وله باب من الناحية الجانبية، محاط بالنخيل وبالجبال الرسوبية لجبل القارة ، وآثار بعض الحصون والبيوت القديمة.
–التطوير :
في عام 2015، وضعت هيئة السياحة في الأحساء برامج لتطوير قصور ومساجد الأحساء الأثرية لتأهيلها للاستثمار. في مارس 2017 م ، وضعت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني دراسة لحصر المساجد التاريخية في الأحساء وتحديد مدى احتياجها للتأهيل والترميم – وانتهت الدراسة إلى حصر 8 مساجد هي: مسجد جواثا، وجامع الجبري، وجامع القبة في قصر إبراهيم التاريخي، ومسجد البطالية، ومسجد التهيمية الشرقي، ومسجد التهيمية الغربي، ومسجد ميناء العقير التاريخي، ومسجد الدبس (الفاتح).
وفي أغسطس 2017 أدرجت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني السعودية 11 مسجدًا تاريخيًا في الأحساء وهم الباقون من الأربعين مسجد كان من بينهم مسجد التهيمية الشرقي.