
صحيفة همة نيوز : صالح سعد النصر ..
لعبت العيادات الصحية الخاصة دور المساند الأمثل للمستشفيات والمستوصفات الحكومية العامة في تقديم الخدمات والرعاية الصحية لكافة شرائح المجتمع وبأسعار زهيدة ، بل أصبحت بين الفينة والأخرى هي المفضلة لدى الأغلبية خاصة كبار السن وبالذات النساء لأن معظم أطباء هذه العيادات يمنحون الحقنة للمرضى ( وتسمى الإبرة ) التي تعطى في العضل أو الوريد ، ويشعر المريض بعدها بتحسن ملموس في حالته الصحية مباشرة ، وفي اعتقادهم أن الطبيب الذي لايمنح هذه الإبرة لايفهم في عمله ، ومن واقع تجربة ذهبت مع جارة لنا وهي بمثابة والدتنا لإحدى العيادات في شارع البريد القديم لكن الطبيب لم يكتب لها الإبرة وطول طريق العودة للمنزل وهي تتحسب عليه ، وكانت هذه الإبرة كما يصفها الدكتور جاسم الأنصاري طويلة وسميكة مصنوعة من الزجاج المقاوم للحرارة ذات إطار حديدي وهي قليلة والعيادة لديها حقنتان أوثلاث ( إبر ) فقط يعمل الطبيب باستعمالها لجميع المرضى فبعد الاستعمال يغليها مساعده في إناء به ماء يضعه على الموقد ويشعله لتعقيمها ومن ثم تستعمل لمريض آخر انتهى كلامه ..
وقد تستغرب من ذلك لكن حتى المستوصفات لاتملك إلا عددًا محدودًا منها أيضا ، والشيء الأغرب من ذلك أنه إذا كتب لك طبيب المستوصف دواء شراب يطلب منك الصيدلي إحضار غرشة ( عبوة ) حتى يضع لك هذا الشراب فتخرج خارج المستوصف ( الحزم ) لشراء هذه العبوة من الباعة الموجودين عند السور الخارجي للمستوصف وهكذا ،
ثم اختفت هذه الظاهرة ولله الحمد ومن أشد المرضى خوفا من هذه الإبرة الأطفال فتجد الأم أو الأب يقدمان لابنهما كافة الاغراءات لكي يوافق على أخذها أو الدواء بنوعيه ، وبعد جهد جهيد وشد وجذب يوافق وتعطى له ، وهات يا صياح يزلزل به أرجاء العيادة لأن وخز الإبرة بحد ذاته مؤلم ويبقى تأثير الألم لأيام ويزرق موضعها وينتفخ ، وقيل لنا ونحن صغار أن الإبرة التي لاتحدث تلك الأمور هي إبرة فاسدة أي غير مفيدة .
وأذكر ذات مرة أن الوحدة الصحية جاءت إلى مدرستنا مدرسة عبدالرحمن الغافقي الابتدائية بالمبرز لتطعيم الطلاب ( توتين ) إعطاء لقاح عن أحد الأمراض ، وكان أحد الزملاء أخذ هذا اللقاح وتورم ساعده ووضع ضماد شاش عليه وأخذ يلعب معنا كرة القدم في ملعبنا ملعب السياسب خلف قصر صاهود من الجهة الشمالية ، والتقطت صورة للفريق بعدها كلما سأله أحد عن ذلك قال لهم هذه شارة الكبتنية وسط ضحكات الجميع .
هذا وقد أخبرني أحد أولياء أمور طلابي أن أحد الأطباء اجتهد ولعدم كفاءته كان اجتهاده خاطئًا سامحه الله ، حيث أعطى إبنه وهو في مرحلة الطفولة المبكرة ولم يكمل كافة التطعيمات إبرة وكانت النتيجة إصابته بنوع من الشلل النصفي السفلي .
هذا ومن أشهر الأطباء لتلك العيادات بمدينة المبرز الأطباء الآتية أسماؤهم :-
الدكتور حاكم علي شودري باكستاني / الدكتور لطفي سالم مصري / الدكتور عباس الخليفة عراقي / الدكتور عوني مبسلط مصري / الدكتور مصطفى السيد سوري / الدكتور محمد خليلي سوري من الوحدة الصحية المدرسية.
أطباء الوحدة المدرسية سمحت لهم الوزارة بالعمل خارج الدوام الرسمي للوحدة ثم منعتهم الدكتور وحيد الدين التهامي مصري .
ونظرا لأن عيادات المبرز لاتغطي كافة التخصصات خاصة الأسنان يذهب الأهالي لعيادات مدينة الهفوف ولقرب المسافة بين المدينتين وتضم الأطباء الآتية أسماؤهم :-
محمود ندا – عام / سهيل الزين – أسنان / وليد ناظر -أطفال / فيصل علي خالد – جراح / محمد المقيد – عظام / ناصر الحميدي سعودي طبيب أسنان / تحسين – أطفال / مصطفى طولان – عام / محمد نبيه -أسنان / مرتضى بوسمرة -باطنية / يوسف زهران – عام / سعيد مجرشي – عام / محمود زيد – عام / وغيرهم .
هذا وكان بمدينة المبرز مخزن أدوية من بيت عبداللطيف الجوهر ( صيدلية ) ملك أسرة البراك يدير الصيدلية علي الأندونيسي وهو حضرمي من جمهورية اليمن الجنوبي سابقا خلف مسجد العميرة ( الخراريز – النعاعيل ) والواقع جنوب مسجد دريب وجنوب شرق جامع الإمام فيصل بن تركي طيب الله ثراه ، ثم تم إفتتاح صيدلية أخرى هي صيدلية التيسير ملك أسرة البوعلي ويديرها رضا العطية وموقعها في عمارة العثمان شارع البريد القديم ، وكذلك صيدلية العطية بالقرب من مصلى العيد بالديرة الجدير .. بالذكر أن بعض هؤلاء الأطباء قدم العلاج للجد والاب والابن في الاسرة الواحدة ، وبسبب طول فترة تواجده بالمنطقة إكتسب خبرات تراكمية في معرفة خبايا وخفايا الأمراض المستوطنة بها مم ساعده على النجاح في مهنته وأدى ذلك الى ثقة الاهالي به وحبهم له وهو أيضا يبادلهم بنفس المشاعر .
رحم الله من مات منهم وأطال الله عمر من بقي وجزاهم الله خير الجزاء على ماقدموه من خدمات للمجتمع وجعل ذلك في ميزان حسناتهم .
المصادر:-
1-كتاب نبع الذاكرة تأليف المهندس مساعد إبراهيم الشعيبي .
2-كتاب عيشة لول تأليف د/ جاسم محمد الأنصاري .
3- الأستاذ / عبدالله محمد المسلم .
4- الصيدلي محمد علي المهنا . شكر خاص لكل من :-
1-أ/ خالد عبدالله الحليبي .
2- أ/ وليد سليم السليم .
أحسنت وجزاك الله خيراً ، بهذا التوثيق الجميل عن الأطباء الذين عملوا فترة زمنية سابقة ونحن صغار نسمع عنهم، وفقك الله ورفع قدرك.