
جبل القارة ، أو جبل الشبعان ، ، هذا الجبل الشامخ في قلب واحة الأحساء تحتضنه بلدة القارة في الحافة الشمالية الغربية وتحتضنه التويثير في الحافة الشمالية الشرقية وتحتضنه الدالوة في الجهة الجنوبية الغربية ، أما بلدة التهيمية فتحتضنه من الجهة الجنوبية الشرقية هذه البلدات الأربع تحتمي به وتحتضنه ، وهذه البلدات الأربع يحتمي بها.
هذا الجبل موطن لكثير من الأقوام يختلف في تحديد هويتها وانما المتفق عليه بأنها سكنت في هذا الجبل على حافاته وفي كهوفه ومغاراته التي لايعرفها الا من كان يسكن حول هذا الجبل جبل القارة ..
إحدى عجائب الأحساء وأحد عجائب الدنيا في الصيف يتميز ببرودته ، وفي الشتاء دافىء يتمتع زواره ببرودته في الصيف ، ويتمتع زواره بدفئه شتاءً ..
تروى عن هذا الجبل الأساطير والحكايات التي سوف نقف على بعض منها وان كان البعض يرفضها جملة وتفصيلاً !!
رواية هذه الأساطير الشعبية حتى لا يفقد جبل القارة أهميته السياحية ولكن تظل الأسطورة أسطورة مهما قيل فما قصة أسطورة جبل القارة ؟؟
يقال إن جبل القارة من العجائب والإنسان بطبعه بحب المغامرة في كل شيء حتى ولو كانت حياته ثمناً للمغامرة !!
فيقال إن مجموعة من الفتية عزموا على القيام برحلة إلى جبل القارة للتعرف على أسراره من كهوف ومغارات فحملوا أمتعتهم وساروا حتى وصلوا إلى جبل القارة واتفق الجميع على أن يكونوا كحزمة واحدة يتماسكون بالأيدي أو الحبال حتى لايتعرضوا إلى التيه في داخل كهوفه .. كان الحماس يدب في نفوسهم تجولوا حول الجبل ووضعوا بعض العلامات وحددوا المسافة بين كل علامة وأخرى بأرقام هم يعرفونها وعلى الكهوف والمغارات بعلامات هم يعرفونها ثم انتقلوا إلى قمة الجبل والقوا نظرة حول الجبل ومايحيط به من أشجار ونخيل وكأن سعفات النخيل مع صوت حفيف الريح تصدر صوتاً يشبه التصفيق ، وتخيل الفتية أن وجودهم فوق قمة الجبل وكأنهم فوق مسرح للتمثيل وكأن سعف النخيل مع حفيف الريح تصدر صوتاً كالتصفيق يحفزهم على مواصلة المغامرة وبينما هم يهمون بالنزول من قمة الجبل زلت قدم أحد الفتية فهوى من قمة الجبل !! حاول بقية الفتية إنقاذه بذلوا كل محاولة للوصول إليه لم يسمعوا إلا صوته في جنبات الجيل !!
لم يهنأ لهم بال ولم تقر لهم عيناً الا بعودة الفتى لأنهم أخذوا على نفسهم موثقاً وعهداً بأن مصابهم واحد .
قال أحدهم : لقد بدت الشمس على الأفول ونحن نبحث عن صاحبنا رغم أننا انتقلنا من مغارة إلى أخرى ومن كهف إلى كهف دعونا نأخذ قسطاً من الراحة لعل وعسى أن نلهم بموقعه إن كان حياً وبجثته إن كان ميتاً ..
أظلم الليل وخلدوا جميعاُ للراحة فتناولوا شيئاً من الأكل ويدور في خلد كل واحد منهم ماذا نقول لأهله إن عدنا بدون الفتى ؟! ورقابنا معلقة بمصير الفتى ؟
وبينما هم يتجاذبون أطراف الحديث أخذتهم سنة من النوم !! ولم يصحوا من نومهم الا على صوت الطيور والغربان التي تحلق في أجواء الجبل تنبه الجميع ليواصلوا مغامرة البحث عن الفتى الذي سقط من الجبل ولايعرف مصيره !!
مضى اليوم الاول والثاني والثالث وهم مازالوا في الجبل قال الفتى الأول : من الأفضل أن نترك الجبل ونعود لأهلنا .
قال الثاني : يجب أن نواصل البحث عن الفتى أو نهلك دونه !
قال الثالث : لاشك أن وجود الطيور والغربان نذير شئوم فلعل الفتى مات !!
قال الفتى الرابع : أروى لكم ما رأيته في نومي في الليلة الأولى بينما كنت أغط في نوم عميق رأيت في منامي بأني في داخل مغارة رأيت الفتى صديقنا في المغامرة جالساً بالقرب من شجرة تفاح وبالقرب من هذه الشجرة عين ماء يجري ماؤها سلسبيلاً نهر طويل يخترق الجبل إقتربت منه وناولني بيده تفاحه خضراء فأكلتها ، ثم ناولني تفاحة أخرى صفراء فأكلتها ، ثم ناولني تفاحة أخرى بين الخضراء والصفراء ثم ناولني تفاحة حمراء فأكلتها ، وتعجبت كلما ناولني تفاحة أكلتها بنهم شديد ، ثم شربت ماء عذباً بارداً .
فقلت له : كل هذا تملكه وأنت في هذا المكان !!
فأجاب : نعم :
قلت له : إن الفتية يبحثون عنك وفكرهم مشغول بك فهل تشفى غليلهم بشيء من هذه النعمة ترد به روعهم وتنقذ رقابهم !! أم نسيت العهد الذي بيننا !!
قال : أنا صاحب فكرة المغامرة حول هذا الجبل ؟ وهذا المكان هو الذي أبحث عنه فوجدته ؟ فهل أجد أفضل من هذا المكان ؟
قلت له : إذا لافائدة معك مهما طال الحوار! حاولت أن أقول له إن أهلك فإذا بصوت الطيور والغربان توقظني لتقطع حديث الرؤيا ، ثم توجه للفتية الذين معه سؤالاً على أي رأي نتفق !! فاختار الفتيه رأي الفتى الرابع خرجوا من الجبل واخبروا أهل الفتى المفقود ، بأن الفتى فضل البقاء في داخل الجبل فأصبحت قصة الفتى أسطورة تروى على كل لسان !!
فأدركت أني أعيش في حلم طويل لم ينبهني إلا طرقات باب غرفتي !!

