الرئيسية > أخبار السعودية > المسحر .. من موروثاتنا الشعبية ..

المسحر .. من موروثاتنا الشعبية ..

صحيفة همة نيوز : بقلم أ .عبدالله المطلق ..

يعيد تقليد “المسحراتي” أو كما يطلق عليه أهالي محافظة الأحساء “بوطبيلة” للأذهان شيئاً من عبق الزمن الماضي الجميل لأهالي المحافظة ، حيث تشكل إطلالته في بداية شهر رمضان المبارك كثيراً من الفرحة لديهم، حينما يجوب أحياء قرى الأحساء وخلفه الأطفال الذين يحتفون به ويشاركونه الأدعية الرمضانية والأهازيج الشعبية التراثية ، خلال قرعه الطبل لإيقاظ الناس لموعد تناول طعام السحور.
والمسحراتي .. مهنة قديمة عرفها أهالي الأحساء ، إذ يقول المسحراتي أحمد بن علي بوعيد ( بوعارف ) الذي ورث هذه المهنة عن عائلته في مدينة الطرف بمحافظة الأحساء “إن أجداده عملوا في هذه المهنة طوال 80 عاماً”، مؤكداً أنه لا يزال يسعى إلى المحافظة عليها حتى الآن من خلال ممارستها في بلدته لكن العمر والنظر لايسعفه بالاستمرار بالتسحير فتوقف ، ولكنه من خلال قيامه بالتسحير هدفه تعريف الأجيال الجديدة على هذه المهنة بوصفها واحدة من المهن التي زاولها الآباء والأجداد، وارتبطت بتاريخهم القديم، وأصبحت موروثا شعبيا تتوارثه الأجيال.

وقال : أن المسحر اعتاد ترديد الأدعية والتهليل والتسبيح والأهازيج أثناء جولته بين أزقة الأحياء بعد منتصف الليل حتى موعد السحور، و أن الأهازيج تختلف في بداية الشهر الفضيل عن آخره، من خلال ارتباطها بالترحيب بمقدم الشهر المبارك أو توديعه .

وأن هذه العادة التراثية لا تدخل ضمن الحرف أو المهن، لأنها لا تأخذ صفة الديمومة، حيث تظل موسمية، و”إن المسحّر شخص يقوم بإيقاظ الناس وقت السحور عن طريق طبلة كان يدق عليها، لذا أطلق عليه أهل الأحساء “أبوطبيلة”. وارتبطت عادة المسحر أو المسحراتي بذكريات جميلة في عقول ووجدان أهالي الأحساء ، رجالاً ونساء كبارا وصغارا خاصة في شهر رمضان الكريم، حيث كان يعتمد الناس قديماً عليه لإيقاظهم لتناول وجبة السحور، و أن المسحرين كانوا يتقاسمون المناطق قديماً، حيث يقوم كل واحد منهم بإيقاظ الناس في حيه أو حارته المخصصة له ، متحملا بذلك حرارة الصيف أو برد الشتاء، ووحشة الأزقة الضيقة المظلمة الخالية من الناس، في سبيل طلب المثوبة من الله .

وأن مهنة المسحراتي تطورت واختلفت مع اتساع القرى في محافظة الأحساء والبعض توقف نهائيا لظروفه الصحية ، ووجود وسائل التواصل الحديثة والبعض يسهر حتى آذان الفجر التي جعلت مهنة المسحر من ذكريات الماضي .

من أهازيج المسحر في بداية شهر رمضان :

المسحر أو ابوطبيلة على حسب ما يسمونه في تقاليدنا الشّعبية الرّمضانيّة، فقبل الإمساك بساعتين ونصف تقريبا يبدأ المرور في الأحياء والحواري والسِّكك الشّعبية موقظًا أهاليها وذلك بالقيام على ضرب الطبلة وبصوت جهوري جميل صادعًا بأجمل الكلمات وتؤدي هذه في أول الشهر ، ومنها :

لا إله إلا الله محمد رسول الله.. اقعد اقعد يا نايم..

واذكر ربك الدايم.. اصحا يا نايم.. اصحا يا نايم..

قوم وحد الدايم..في وقت السحور ،
لااله الا الله لااله الالله . . محمد رسول الله
«لا إله إلا الله.. سحور يا عباد الله».

ومن الأهازيج التي يرددها المسحر :

اقعد …. أقعد يانا يم هداك …… هداك …. الدايم واشرب …. أميهة قراح قبل يطلع عليك الصباح

  • ومن أهازيج وداع شهر رمضان :

وفي ليلة سبع وعشرين من شهر رمضان المبارك ، يبدأ المسحر بتوديع هذا الشهر الفضيل بترديد بعض الأناشيد منها :

لااله الالله ودعناك الله ياشهر رمضان
يابا العطايا يابا السخايا يابا المساكيــن
يابا اليتامى يابا التراويح يابا الصلوات
هذا شهر الدين يابا اليتامى مع السلامـــة
ياشهر المبروك لا اله الالله لااله الاللـــــه

  • يوم القرقيعان :
    ومن عادات المسحر في يوم القرقيعان يوم الرابع عشر من رمضان (14) ،هو المرور على الأحياء التي قام بالتسحير فيها طوال ليالي رمضان المبارك والتجول لجمع ما تجود به أيدي أهل البلدة ، من تمر أو نقود ، وكل مسحر يطوف الأحياء التي مر بها يمشي في الأحياء وبجانبه عربة ( القاري ) ليضع فيها مايقدمه له الناس من طعام وأرز من خلال طرق الطبل حتى يسمع الناس ، بطرقات متواصلة تختلف عن طرق الطبل مثل وقت السحر ، وتهاليل الفرح تبدو على محياه .
  • يوم عيد الفطر :

كذلك يوم عيد الفطر أو عيد الأضحى يخرج المسحر من منزله والمرور على الأحياء التي مر عليها طوال شهر رمضان ، وهو يقرع الطبل من أجل تنبيه الناس بوصوله فتجود ايادي أهل الخير فتعطيه حسب ماتيسر من رز أو عيدية وكل حسب استطاعته .

وختاما المسحر إنسان له كيانه وشخصيته المميزة، التي عرفها واكتسبها من آبائه وأجداده وهذه المهنة لا تكسب ذهبا، بقدر ما هي عادة تعود عليها الآباء والأجداد فألفوها ، فالمسحر بمثابة ساعة الصباح ، التي توقظ الناس على نغمات وطبطبات الطبل ، وهم غارقون في سبات عميق ، يردد الشهادة التي تبعد الشياطين عن طريقه ، فما حال هذا المسحر الذي يطوف أزقة وشوارع البلدة في وحشة الظلام ؟ لاحسس لأي انسان في هذا الوقت الا هذا المسحر ، الذي لايأخذ أي اجر على عمله هذا !! بقدر مايرغب سوى رضا الله ، ثم رضا الناس وهم أهل البلده .

عبدالله بورسيس

عن عبدالله بورسيس

شاهد أيضاً

الصربي دوجاكوفيتش مدربًا لطاولة القادسية ..

Share this on WhatsApp صحيفةهمةنيوز : صالح الدويسان.. تعاقدت إدارة شركة نادي القادسية رسميًا مع ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com