مقالة بقلم رئيس صحيفة همة نيوز الأستاذ /عبدالله حمد المطلق ..
عين الحارة هي أحد عيون محافظة الأحساء تقع في المبرز وسبب تسميتها بذلك لسخونة الماء الذي يخرج منها وهي قريبة من مقبرة المبرز. ، وتسقي مياهها قسماً من بساتين تلك الناحية ، وهي نبع متوسط الحجم، وقد أقامت عليها المؤسسة العامة الري والصرف مضخات لضخ المياه، بعد أن قل ماؤها، وهي من الأماكن التي يرتادها أهالي الأحساء والمقيمين ..
وكما يعلم الجميع بأن الأحساء أرض مياه اكتسبت اسمها من مضمون طبيعتها الجغرافية التي عرفت بوفرة المياه وعذوبتها, حيث توجد بها أكثر من 32 عيناً طبيعية كانت تمد الواحة الزراعية بالمياه عبر مجموعة من الأنهار تشكل في مجموعها شبكة الري التقليدي في الأحساء ، ويرتبط الكثير من أهالي الأحساء بذكريات مع عين الحارة ، حيث أنها عين تاريخية أثرية ..
و كانت من عادات أهالي محافظة الأحساء التى توارثوها عن آبائهم و أجدادهم وهي التمتع بمياه العيون المنتشرة .. ومع دخول فصل الصيف تدفع درجة الحرارة أعدادا كبيرة من الشباب إلى ارتياد عيون الماء المنتشرة في المحافظة ومنها عين الحارة والتي تشهد إقبالا كبيرا من الشباب فتجد الصغار والكبار يتوافدون عليها في ساعة الليل والنهار من أجل المتعة ، وكذلك المنافسة في إقامة بعض الألعاب بين فترة أخرى, كمسابقة الغطس و السباحه ، والاستحمام والراحة، والبعض يتخدها مسبحا ومُنتجعا من أجل السباحة وفي مناسبة الزواج، حيثُ يحضر العريس ومعه مجموعة من أهله وذويه وأصدقائه ويقومون بتسبيح واستحمام العريس وترتيبه في منظر رائع، وتأتي الناس فرادى وجماعات لعين الحارَّة من أجل المُتعة والاستحمام والسياحة.
و أنَّ عين الحارَّة هي واحدة من العيون المشهورة والمعروفة بالأحساء خاصةً في الزمن الماضي قبل أن يقل ماؤها، حيثُ كان البعض يتخذها مشفى وعلاجا له، خاصة كبار السِن الذين يُعانون ويشتكون من آلام في المفاصل والروماتيزم، كون مياه العين من المياه المعدنية الكبريتية التي تساعد على تقوية العضلات والمفاصل، وتساعد على النشاط والحيوية نظرا لعذوبة المياه ودفئها وصفائها، كما تعتبر معلما ورمزا سياحيا وقيمة تاريخية في الواحة الأحسائية .
ويتوافدون عليها للسباحة أيام الأعياد وغسل ملابسهم والسجاد
، و تعد «عين الحارة» بمدينة المبرز من أشهر العيون في محافظة الاحساء حيث تمثل عين الحارة قيمة تاريخية .
ولها من العمر أكثر من نصف قرن تقريباً وكان ماؤها دفاقاً ويذكر ان عين الحارة ماءها يقدر بعشرين الف جالون في الدقيقة، ويصل ماؤها إلى سطح الأرض عبر 3 فوهات مكونا بحيرة كبيرة ، إلا أنها فجأة غارت ، وقد كان الأهالي يعتمدون على الله ثم عليها في معيشتهم ، حيث كانوا يسقون منها مزارعهم التي كانت المصدر الوحيد من أجل كسب المال ، فقد كانوا يصرفون أموال سلفة من التجار ويردونها عليهم عندما يأتي موسم الحصاد ، ومع استمرار الأهالي على هذا الأمر !!
ويذكر ان عين الحارة ماءها يقدر بعشرين الف جالون في الدقيقة، ويصل ماؤها إلى سطح الأرض عبر 3 فوهات مكونا بحيرة كبيرة ،
فغفلوا قليلاً وانشغلوا بأمور الدنيا ، وقد حصل في ذلك الوقت مرض قاتل ، وهو مرض الطاعون ، وتبع هذه الحادثة حادثة العين ، وقد حاول الأهالي إيجاد حل لهذه المصيبة ، فأخذوا يسألون العلماء وذوي الخبرة ، ولكن من دون جدوى !!
فجاء شاعر من الأهالي يدعى محمد بن مسلم ، والذي كان له سهم في تلك العين ، وكتب قصيدة وعظ وتذكير للأهالي يقول فيها :
خطب دهانا وأرجفت منه الأذهان
جتنا فجأة مالقينا لها عيون
خطب جليلي لو يصيب الصخر لان
لو هو حديد الصلف سالت له عيون
ماعاد يذكر له مع الإنس والجان
ولاتنفع الغاصة ولا اللي يسيبون
يا هل الحسا عندي عن الجور ميزان
أو أية من موعظة لو تسمون
أمروا بالمعروف على كل من كان
ونهوا عن المنكر مثل ماتعرفون
وش حدكم باسم الله على كل شيطان
والعفو يوم أكره أنا غير ممنون
هرج القفا ما بيننا صار ديوان
والرزق هموا فيه لولاه مضمون
حتى صلاة الجمعة اللي لها شان
تفوت وانتوا في المواسم تبيعون
الأولة ضر بداخل في الابدان
لاهو بطاعون وهو شبه طاعون
والثانية الحارة بعد عين الأعيان
غارت نهار والخلايق يشوفون
العصر هي تجري كما شط عمان
والصبح في ثبرك بالاقدام يمشون
يبست أفواههم وأصبح العيش عطشان
وأمار جعلك الله منين يافون
بكي العيش يزهي خوخ ورمان
وغرايس ترث بالتمر وغصون
الحارة تبكيك من البدو غزلان
ومن الخطر تلاعي الجيد مصيون
بها يم تورد بجالك وفرسان
وطروش بدو توردك حين يضمون
ياخزنة الرحمن من غير حفران
أمشي بإذن الله للناس يمشون
بالمصطفى المختار من نسل عدنان
ونوح ويونس راكب الفلك مشحون
وأبو بكر وعمر وعلي وعثمان
وباقي الصحابة والذي له يتبعون
وزابور بن داود وختم سليمان
والعرش الأعظم والذي له يحملون
ابعايشه مرسية قرة فرعون
تردكوا كبنا على حسن ما كان
صلاة ربي عد ما كوكب بان
على الرسول وكل من له يوالون
وعين الحارة من عيون الأحساء المشهورة مازالت موجودة حتى وقتنا الحاضر في مدينة المبرز مازال الماء فيها يتدفق بغزارة تغنى بها الشعراء وهاموافى وصفها شعراً ونثراً راوي هذه القصة المثيرة الشاعر / علي عبد الله مهنا الجمالين العساف من مدينة العيون بالأحساء .
صور لعين الحاره بالمبرز قديماً



صور حديثه لعين الحاره بالمبرز.




