ليلةٌ مباركةٌ في مدينةِ العيونِ،بمحافظة الأحساء ليلةٌ عن القرآنِ الكريم وحافظاتِ القرآنِ

بقلم /الشيخ صالح خليفه الكليب

بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ، والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِنا الأمينِ محمدٍ بن عبدِ اللهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ.
بسمِ اللهِ ما شاءَ اللهُ، ولاحولَ ولا قوةَ إلا باللهِ .
ليلةٌ مباركةٌ في مدينةِ العيونِ، ليلةٌ عن القرآنِ وحافظاتِ القرآنِ.
ليلةٌ ذاعَ صيتُها، وشعَ بريقُها، وتلألأت أنوارُها، وسمت صفحاتُ المجدِ ببناتِها .
يقولُ اللهُ تعالى في كتابِهِ ” إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا “
أي أنَّ هذا القرآنَ يهدي للطريقِ التي هي أقومُ وأفضلُ وأحسنُ، وفي هذا ضمانٌ لأمةِ القرآنِ من أن تحيدَ وتبتعدَ عن الطريقِ الأقومِ.
في هذهِ الليلةِ المباركةِ ليلةِ الخميسِ ١٧ شعبان عام 1444هــ .
كان لنا موعدٌ مع حافظاتِ القرآنِ الكريمِ بمدرسةِ أمِّ المؤمنينَ خديجةَ بنتِ خويلدٍ لتعليمِ القرآنِ الكريمِ في مدينةِ العيونِ، ومن قاعةِ جمعيةِ العيونِ الخيريةِ صدحتْ حناجرُ بناتِنا بالقرآنِ والترتيلِ والآياتِ ليعلنوا ويبشروا قائدَ وطنِنا الغالي خادمَ الحرمينِ الشريفينِ الملكَ سلمانَ بنَ عبدِ العزيزِ ووليَّ عهدِهِ الأمينَ محمدَ بنِ سلمانَ بتخرجِ دفعةٍ جديدةٍ من حافظاتِ القرآنِ الكريمِ لينتظموا معَ قوافلِ الحافظاتِ بمملكتِنا الحبيبةِ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ دولةِ التوحيدِ والسنةِ …
عقدٌ يتلألأُ في سماءِ مدينةِ العيونِ من دارِ أمِّ بسامٍ -رحمَها اللهُ- زوجةِ الرجلِ الشهمِ الشيخِ سعد الوحيمد، تلك الدارُ التي احتضنت أغلى ما نملكُ، احتضنت فتياتِنا الجواهرِ المصونةِ اللاتي يرجون ما عندَ اللهِ سبحانَهُ من الأجرِ في هذهِ الدنيا وفي منازلِ القراءِ في جناتِ النعيمِ. ” يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ : اقْرَأْ وَارْتَقِ، وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا ؛ فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا “..
يقولُ النبيُّ-صلى اللهُ عليه وسلمَ-: ” اقْرَءُوا الْقُرْآنَ ؛ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ”.
وعن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ “.

أسألُكِ يا دارُ كم خرجتِ لنا من حافظةٍ لكتابِ اللهِ العزيزِ؟!!
أسألكِ يا دارُ كم علمتِ من أمٍ وفتاةٍ وطفلةٍ صغيرةٍ ؟!!
كم اجتمعَ والتفَ في كنفكِ الواسعِ سيلٌ من فلذاتِ أكبادِنا ؟!!
كم حفظَ وراجعَ وقرأَ وادكرَ القرآنَ بينَ جدرانِكِ من بناتِنا وأمهاتِنا ؟!!
هنيئاً ثم هنيئاً لك يا حاملةَ القرآنِ، يا من ستلبسينَ تاجَ الوقارِ.
نعم أنتِ من يسعدُ بك أبواكِ ويفخرانِ.
أنتِ من يرفعُ والداكِ أيديهما لربهما بالدعاءِ والشكرِ أن رزقهما اللهُ بنتًا تحملُ في قلبِها القرآنَ وتسيرُ به على خطى الأولينَ.
أنتِ ستكونينَ سببًا في أن يلبس والداكِ حلتينِ عظيمتينِ يومَ القيامةِ، فيقولانِ: بمَ كُسينا هذهِ؟ فيقالُ: “بأخذِ ولدِكما القرآنَ”.
ثم نؤكدُ على ضرورةِ التمسكِ بما في كتابِ اللهِ، وسنةِ رسولِهِ الكريمِ وبمنهجِ السلفِ الصالحِ علمًا وعملًا وتطبيقًا وسلوكًا وأخلاقًا ومنهجَ حياةٍ، معَ أهميةِ التحلي بالأخلاقِ الحميدةِ الفاضلةِ يا حافظاتِ القرآنِ، فرسولُنا كان َخلقُهُ القرآنَ صلى اللهُ عليه وسلمَ.
وكذلك نؤكدُ على حبِّ وطنِنا الغالي، والحفاظِ على أمنِهِ واستقرارِهِ، والدعاءِ لولي أمرِنا بالتوفيقِ والسدادِ، وأن ينفعَ اللهُ بهِ البلادَ والعبادَ.
والآن لنطلقَ رسائلَ مطرزةً بالوردِ لكل أمٍ وأبٍ، هنيئاً لكما تلكَ الذريةِ الطيبةِ.
أبعثُ رسالةَ ودٍ مطرزةً بالزهورِ لطاقمِ هذهِ المدرسةِ من مديرةٍ ووكيلةٍ ومعلمةٍ يحملن كتابَ اللهِ على أعناقِهن ويعلمنهُ وصدورُهنَّ منشرحةً، فلهنَّ منا الدعاءُ وأطيبُ الكلامِ.
وأبعثُ أيضًا بطاقةَ شكرٍ وإعجابٍ وتقديرٍ لكلِّ داعمٍ بمالهِ وكلِّ داعمٍ بدعائهِ وكلِّ داعمٍ بأقوالهِ.
هذه مدينتي العيونُ بريقُها وصداها بتمسكِها بكتابِ اللهِ وسنةِ نبيِّنا عليه أفضلُ الصلاةِ وأتمُ التسليمِ …
فهنيئًا لكم جميعًا يا أهلي وعزوتي، أبناءَ العيونِ الأوفياءَ.
فلا تحرمونا من دعائِكم وملاحظاتِكم ودعمِكم المتواصلِ لتحقيقِ كلِّ الأماني
الكلامُ كثيرٌ والعباراتُ تتسابقُ فخرًا واعتزازًا بكم …..

أخوكم
صالح بن خليفة الكليب
المشرف العام على مدرسة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد
ومدير جمعيات تحفيظ القرآن الكريم بالمنطقة الشرقية

عبدالله العيد