صحيفة همة نيوز
امن الأحسائيين مع بالغ الأسف للتَّندُّر على لهجة أهل الأحساء وسلوكهم العام وذلك بتصوير مقاطع مرئيةٍ يظهر فيها أشخاص سُذَّج يمطُّون الكلمات بمخارج صوتيةٍ مقززة وينطقونها بلكنةٍ ساخرة ويبدون بمظهر الاغبياء ليضحَك عليهم الناس ويتوهَّمون بأن هذه لهجة أهل الأحساء وهذا هو سلوكهم العام وهذه هي عقليَّتهم الغبية وتفكيرهم الساذج وثقافتهم الهابطة وبشاعة لهجتهم ولكنتها الصوتية المقرفة فيترسَّخ في أذهان المشاهدين لتلك المقاطع الخزعبلية أن الاحسائيين هكذا فيتندَّرون بهم ويتهكَّمون عليهم ويضربون الأمثلة بسذاجتهم دون أن يعلموا أنهم على النقيض من تلك الصورة البشعة التي صوَّرها أشخاص مستهترون لا يدركون أبعادها على مجتمعهم الذي يزخر بالعلماء الأفذاذ والمفكرين الجهابذة والمثقفين الألمعيين وطلبة العلم الشرعي والأدباء والشعراء الكبار والفنانين المبدعين وغيرهم الذين تملأ المكتبات كتبهم الفكرية وأبحاثهم المعرفية ودراساتهم العلمية في شتى المجالات وأن أهل الأحساء مراجع علمية يُستضاء بعلمهم وفكرهم النيِّر وأن أولئك السُّذَج الذين تم تصويرهم بقصد الاضحاك والسخرية والتندر ماهم الا قلَّة قليلة لا تمثل هذا المجتمع الكبير الذي ينيف على المليون ونصف المليون نسمة جُلُّهم من المثقفين والمبدعين الذين غطَّت انجازاتهم ومشاركاتهم وسمعتهم الآفاق ووصلوا للعالمية وتصدروا المحافل الدولية في شتى المجالات العلمية والطبية والادبية والفنية والابداعية حتى قيل أن عدد شعراء الأحساء بعدد نخيلها والشعراء من زمرة المفكرين والمثقفين ولا يمكن أن يكونوا بالصورة التي صوَّرتها تلك المقاطع المقيتة من السذاجة والغباء والبلاهة والاستغفال.وأود التأكيد هنا بحكم عنايتي باللغة العربية بأن جُل الألفاظ الاحسائية ألفاظ فصيحة وقفت عليها في قواميس اللغة العربية على مدى سنواتٍ من البحث والتقصِّي وقد نشرتُ سلسلةً من المقالات حول هذا الموضوع في المجلة العربية وفي جريدة اليوم السعودية بعنوان (الاشكالية اللفظية بين الفصحى والعامية) وضمَّنتها كتابي (من الحب) أوردت فيها كماً هائلاً من المفردات الفصيحة الشائعة في لهجة أهل الأحساء التي يظنها بعض الناس من الألفاظ العامية وهي ذات جذورٍ فصيحةٍ مبثوثةٍ في قصائد شعراء العربية منذ العصر الجاهلي وفي كتب الأدب العربي ومعاجم اللغة العربية.سفير النوايا الحسنة عضو هيئة الصحفيين السعوديين وهيئة الاعلام المرئي والمسموعشاعر وكاتب ومؤلفعبداللطيف بوحيمد
