صحيفة همة نيوز :بقلم / أحمد عبدالكريم الشملان
في جمعة مباركة تضوّعت بعبق التراث ، وازدانت بلقاء محبيه مع سادن من سدنته هو الأخ حسن بن إبراهيم الخليفة الذي استضافنا في متحفه العامر بمحبوبتنا الطرف ، حيث أعاد عجلة الزمان إلى الوراء حين طاف بنا أرجاء متحفه الرائع ؛ ليرسم أمام أعيننا وفي مخيلاتنا تاريخ أسلافنا وأسلوب حياتهم ، رجالهم ونسائهم وأطفالهم ، في بيوتهم و أعمالهم ، في مجالسهم و مزارعهم ، في جِدهم ولعبهم . فتعددت مقتنياته الثمينة التي تجاوزت ثلاثة آلاف قطعة جمعها خلال أربعين سنة ، وقد رتبها في نسق جميل مستغلا كل ناحية وزاوية تتاح له . ومما يزيد الإعجاب _ وربما ينفرد به _ ما خصّصه من غرفة مستقلة لعرض مقتنياته من الفناجين قديمها وحديثها ، بأحجامها المختلفة وأشكالها المتعددة ، وما تحمله من دلالات زمنية مرت عليها ، وحكايات طافت بها مجالس الكرماء الطيبين من أهلها حتى استقرت على تلك الرفوف التي رصّها فيها بتنسيق لا تملك إلا أن تعجب به أيّما إعجاب ، حيث حازت على مساحة كبيرة من اهتمامه فغدا يبحث عنها ليظفر بها أينما وجدها .
وعند حديثنا معه أفادنا بأن بدايته كانت مع هواية جمع الطوابع عندما كان طالبا على مقاعد الدراسة ثم العملات ، ثم اتسعت رقعة اهتمامه بالتراث وكل ما يتعلق به ، فكانت نتيجته هذا المتحف الرائع .
ولا بد أن نشير هنا إلى مقولة ( وراء كل رجل عظيم امرأة ) فقد أكد لنا الأخ حسن أن زوجته الراحلة _ رحمها الله _ كانت تقف إلى جانبه في جمع وتنسيق مقتنيات هذا المتحف ، وكانت داعمه الأول في إنشائه وتكوينه .
وكما هو حال من يعيش زمن الطيبين وبين أدواتهم ، فلا بد أن يرث طباعهم وخلالهم ، فتجده مرحّبا بزواره ، كريما في ضيافتهم ، مستأنسا بالحديث معهم ، مجيبا على استفساراتهم . وهذا ما أشعرنا به خلال زيارته وحديثنا معه ، فقد غمرنا بكرمه وطيب معشره . فشكرا له ولكل لحظة ممتعة قضيناها معه بين أرجاء متحفه النفيس .
