صحيفة همة نيوز : عبدالله بن خالد بورسيس
رحل إلى جوار ربه جدي صالح بن مبارك الحويل الذي له من إسمه نصيب ، رجل حنون القلب صدوق اللسان نقي السريره كريم النفس سمح المحيا ، محبوب لدى جميع أفراد أسرته صغاراً و كباراً ، و أقاربه و جيرانه و جميع من يعرفه .
لم يكن رحمه الله متعلماً و لكنه كان مدرسة في الأخلاق و العبادة و التعامل ، فاستحق أن أسميه الصالح المبارك .
من صور كرمه أنه كان حريصاً على جمع أبنائه و بناته و أولادهم كل أسبوع و يقيم لهم وجبة العشاء ، كما أنه يحرص على اجتماع الناس لديه في كل مناسبة و خاصة الأعياد و يقيم لهم الولائم و يستضيفهم في بيته أو في مزرعته ، بل و يعرضها على الجيران للاستفادة منها في مناسباتهم بدون إيجار .
و عندما تثمر مزرعته بالرطب أو تدر أنعامه بالحليب فإنه يجود به على كل من يستطيع أن يصله ، و إذا جاء رمضان فإنه يرسل للمسجد كميات من الرطب لإفطار الصائمين .
ومن صور وفائه لزوجته ( جدتي ) بعد وفاتها رحمها الله تعالى أنه لم يأخذ مما ورثه منها شيئاً بل بنى لها به مسجداً لتستمر حسناتها و حسناته .
كان رحمه الله تعالى حريصاً على الصلاة في وقتها لا يفتر لسانه عن ذكر الله ، و كان صوت إذاعة القرآن الكريم يصدح دائماً في مزرعته ، حتى لما عجز عن الذهاب للمسجد كان محافظاً على الصلوات في أوقاتها و كثير الاستماع لقناة القرآن الكريم .
و من حسن تعامله رحمه الله عندما أزوره مع زوجتي يسألها عن أهلها جميعاً فرداً فرداً ، و يعمل ذلك مع كل من يزوره ليشعره بالمحبة و الإهتمام و يطلب منا إيصال السلام إلى أنسابنا و أقاربنا .
رحل رحمه الله تعالى بعد أن قدم لنفسه العمل الصالح و الذكر الحسن من جيرانه و أقاربه و كل من يعرفه و ( أنتم شهداء الله في أرضه ) .. رحل بعد هذه السيرة العطرة و نحسبه عند الله شهيدًا لقول النبي صلى الله عليه و سلم ( و من مات في الطاعون فهو شهيد )
فنم قرير العين أيها الصالح المبارك فإنا على فراقك و الله لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله و إنا إليه راجعون .
و عزاؤنا أنه خلّف من بعده أبناء بررة و بنات صالحات كانوا يتنافسون على خدمته و بره ، أسأل الله أن يلهمهم الصبر و السلوان ، فللّه ما أخذ و له ما أعطى و كل شيء عنده بأجل مسمى .
كلام من ذهب. جزاك الله خير ابوخالد الله يجمعنا معه في جنات النعيم
رحمه الله رحمة واسعه وكان نعم الجار الصالح المبارك – نعم