الرئيسية > أخبار السعودية > كلمة رثاء عن الأديب والصحفي جاسم بن علي الجاسم ..

كلمة رثاء عن الأديب والصحفي جاسم بن علي الجاسم ..

بقلم الدكتور : محمد بن علي الخلفان

‏حين اتصل بي أبو ضيف عبد الله بن علي الجاسم ابن عم الراحل ناقلاً لي خبر وفاة أبي فيصل.. نزل الخبر علي كالصاعقة.. كان الخبر صدمةً هائلة وقد كنت في زيارة أخويه قبل يومين له من وفاته مع الصديق الصدوق الأستاذ خليل إبراهيم الفزيع وكان َ كعادته يتحدث في مواضيع حياتية شتى بحرقة وألم لما تمر به الأمة من مشكلات تستعصي على الحل ! وكأنما في ذاك اليوم كان الحديث حديث وداع!!

كان هادئ النفس مؤمناً بقضاء الله ومستسلماً للظروف القاهرة التي يمر بها..

ولم يكن يكثر العتاب للمقصرين حياله وكأنما الدنيا لديه لا تستحق الحزن عليها ، وأن العمر أقصر من أن نقضيه في اللومِ والعتابِ. لذلك كان يجد ألف سببٍ وعذرٍ لكل المقصرين في التواصل معه.

‏كان يرحمه الله منذ ُعرفته خلوقاً ومحباً لأصدقائه وذو نظرةٍ إيجابية للحياة في نقاشاته وحواراته..

‏وفي أواخر زياراتي المتكررة له كنت آشاطره بعض الآراء في ما يدور في منطَقتِنا وفي دولنا العربية وكان كعادته حريصاً على الوطن ومهتماً بشؤونه الخاصه ودائم التفكير في كتبه التي ألفها وفي هذه المناسبة حبذا لو تولت إحدى دور النشر الوطنية توزيع ما هو مطبوعّ منها وطبعِ ما هو مخطوط ..

كان أبو فيصل مثالاً للنفس الكريمة السمحة الطيبة و المحبة لكل من عرفه أو عايشه عن قرب. صدقاً و وفاءً و أمانة و طيب معشرٍ و مخبر.

و رغم كل معاناته مع المرض لم يكن إلا مبتسما حامداً راضيا املاً في شفاء عاجل.

وفي جنازة مهيبه ووري جثمانه في مقبرة الطرف الشمالية في مسقط رأسه مدينة الطرف التي لم ينسها طوال حياته ..
التي تربى فيها طفلا وترعرع فيها شابا واشترك وشارك في مناشطها الإجتماعية
وكتب عن رموزها وفاءً ًًًًٌمنه. وكان مثالاً لابن الطرف . هذه الرمزيه التي تجمع اطيافاً مختلفه في نسيح اجتماعي قوي لاتهزه العواصف ولا تؤثر فيه التيارات المتجاذبة..
لأننا أبناء الطرف نتمثل جميعاً بتربية يجسدها هذا البيت
وينشاء ناشئ الفتيانِ منا
على ماكان عوده ابوه

سنبقى إن شاء الله في ظل هذا الحب الجمعي والولاء المتوارث للأرض والإنسان وللوطن وولاة الأمر..

ولصديقنا وحبيبنا وأخينا الراحل اعزُّ مشاعر الوفاء لذكراه العطرة التي لا يمكن أن تمحوها السنوات من قلوبنا، و ندعوا له بالرحمة و المغفرة .

و نتقدم بشكل خاص إلى أهله وذويه بأحرّ مشاعر العزاء و المواساة ، وإلى زوجته الوفية و أبنائه و بناته، و إلى أشقائه . وللقائمين على هذه الليله وفاءً للراحل
رحمك الله ياابافيصل و لن أنسى شخصياً أحاديثك الشيقه والشائقه ومحبتك وابتسامتك و طيبتك و كرمَ نفسِك و تسامحك و محبتك لكل الناس.

اهالي الطرف بكوا هذا الرحيل المرّ لحبيبنا وصديقنا وأخينا الراحل جاسم بن علي الجاسم .. الرجل الطيب وصاحب الروح المرحة التي لم يفقدها رغم هول المحن التي مرّ بها.. بقيت صورته نقية طاهرة في عيون محبيه وخاصة شريكة عمره وأبنائه وإخوته الأحباب.. سلاماً لروحه، سلامٌ على الذي روحه لم تنهزم ولم تنهد

ولم يطلب من أحداً عونا، سلاماً على الذي أخفى ما يعتلج في صدره ويحرقه، على الذي دوماً يريك ابتسامة كي لا ترى تعبه ولاتحس بوجعه..
غفر الله له وأكرم نزله..

يعقوب المانع

عن يعقوب المانع

شاهد أيضاً

مطار الملك فهد الدولي يحقق المركز الأول في نسبة الالتزام بمعايير الأداء التشغيلي

Share this on WhatsApp صحيفة همة نيوز عبدالله سعد بورسيس تواصل مطارات الدمام تميزها في ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com