أخبار عاجلة
الرئيسية > أخبار السعودية > كلمة رثاء .. وداعا ياأبي إلى جنات النعيم ..

كلمة رثاء .. وداعا ياأبي إلى جنات النعيم ..

بقلم / عائشة عبدالله المطير

اليوم العاشر من شهر شعبان
اليوم الذي لطالما طال أنتظره ، كان اليوم المُحبب لقلبي جدًا ،
تاريخ حصاد اثنى عشرة سنه، اثنى عشرة سنه من الجهد والتعب والمشاريع والبحوث ،واختبار تلو اختبار، درجة تتلوه درجة ، جهد بعد جهد وسهر يتلو سهر ،
لا أنسى سهر تلك الأيام لاأنسى تعبها المُر جدًا!!

في أذاعه الصباح، في النشاطات اليومية ،
لا أنسى ضحكات الصباح مع أصحابي وانتظار جرس آخر حصه لليوم الدراسي، وها قد أتى حصاد كل ذلك في اليوم العاشر من شهر شعبان كان يوم تخرجي من الثانوية
ويوم خسراني لحياتي، نعم! خسارتي لحياتي؛ خسرت أغلى ما أملك في هذا الكون “أبي”.
كان دائمًا ما ينظر إلي بنظرة البنت المثالية، كان يفخر بي جدًا، كان يتألم على ألمي وحزني، ويسعى في سعادتي.
كنت المدللة عنده كثيرا، كنت الأحب إلى قلبه.
لقد كان هذا اليوم يوم فراقنا، كان آخر يوم أشم تلك الرائحه فيه، آخر يوم أنظر الى تلك الابتسامه وتلك العينان الواسعتين، الى ذلك السمار، كان حقًا الرجل الذي يستحق مني كل ذلك الحب، لم أكن أتوقع يومًا اشتم به رائحه غير رائحته، نعم!
ذلك المكان الموحش لقد دخلته وكان باردًا جدًا وكان نائمًا وهو مبتسم بشدة، كانت تلك الإبتسامة الأخيرة له، حاولت إيقاظه لينظر لي النظرة الأخيرة ليوصيني ليوبخني على ماأفعله ، أو ليضحك علي، أو ليناديني مره أخرى
ولكنه لم يسمعني!! لم يكن يسمعني ابدًا!!
يلتف حوله ذلك القماش الأبيض وكانت رائحته تفوح من المسك والكافور غير عن رائحته المعتاده، والإبتسامة لا زالت تعلو وجهه وكأنه يقول لقد حان وقت الوداع.
لا أنسى آخر وصاية لي (يادكتور شوف هاذي حثولتي وأغلى ما عندي، اسمعيني:انتبهي على دراستك وانتبهي على نفسك وجعلني ابلغ فيك) ونزلت دمعته علي.
لم يكن بالحسبان أنها هذه المره الأخيرة لي بسماع ذلك الصوت وتلك النبرة وتلك العينان، فلم أكن أعلم بأنها نظرة الوداع والوصية الاخيره !!
لو كنت أعلم لأحتضنتك بشدة، لتعرف مدى حبي لك ومدى شوقي إليك في فراقك، أعلم بأنك لو تعرف مدى ذلك لما رحلت عني.
ولكن!
الحمد لله فيما أخذ والحمد له فيما أعطى.
لتنام في جنات النعيم يا أبي، ولترقد روحك في سلام دائم
اطمئن فأنا بخير كما تركتني، أجاهد في فعل الخير وسأسعى في تحقق وصيتك، سأفعل ما بوسعي لتكون فخور بي كما كنت في حياتك، ثق بي كما كنت تثق كالمعتاد.
فراقك قد كسرني، وهذا التاريخ انقلب من فرحة إلى أسوأ مراحل حزني، ولكن لا بأس سأتذكر وصيتك دائمًا
سأكون بارة بوالدتي، سأفعل الخير مثل ما كنت تحب أنت ، سأساعد الفقير كما كنت تفعل، سأحافظ على صلاتي، سأقوم بكل واجباتي، سأسابق في فعل الخير، كن مطمئنا سأتبع كل ما كنت تفعل في حياتك، وكن واثقا بأني لن أنساك ابدًا فأنت الرجل الأول بقلبي دائمًا، سأحضتنك دوما في دعائي، وستكون صدقتك قبل صدقتي، ربما قد أكون قصرت في حقك في حياتك
ولكن سأكون البارة لك في مماتك وسأشتاق لك دائمًا وسأبقى أحبك.
رحمك الله يا فلذة قلبي وروحي، أستودعتك الله في ذلك المكان، ليكون الفردوس الأعلى مكانك ومقامك عند رب العالمين، والحمدالله دائمًا وأبدا.

الادارة

عن الادارة

شاهد أيضاً

تقرير حصري لصحيفة همة نيوز ….عن الفخار الحساوي: إرثٌ عريق يواجه تحديات الحاضر ..

Share this on WhatsApp صحيفة همة نيوز : بقلم أ. ماجد إبراهيم الغنيم .. تُعدّ ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com