
صحيفة همة نيوز : بقلم أ / متعب أحمد الكليب
الحمدلله على قضائه وقدره ، الحمدلله على إرادته ، الحمدلله العزيز الكريم الرحيم المنان.
إنتقلت إلى رحمة الله تعالى ألأم الحنونة الكريمة المعطاءة العظيمة ، فلم تكن مجرد إنسانة في هذه الحياة ، بل كانت تحمل قلب أم عظيمة ومربية جليلة، الشاكرة الذاكرة الصابرة الحامدة ، لسانها رطب بذكر الله فالثناء والحمد على كل حال.
ولم ينل منها ما أصابها الا الحمد والشكر لله دون جزع أو تذمر ! فالأمر أوله وآخره بيد الله ، مؤمنة مطمئنة بقضائه وقدره في كل الأحوال ، وأن ما أراد لها ربي خير ورحمة وتكفير بإذن الله.
كانت سمحة عطوفة لينة لطيفة ذات حسن مجالسة ، وطيب مقعد ولكن إرادة الواحد الأحد الفرد الصمد رب العباد مالك الملك خالق الموت والحياة ، فما لنا إلا أن نعزي انفسنا بفقدها ، لله درك يا أم الخير ، فقد كانت مدرسة في الصبر والحلم والعطف والرحمة والتسامح والعفو والصبر على البلاء ، و مهما تعاظمت مصائب الدنيا والشدائد فإنها ستزول وتفرج بحول الله وقوته ، وان الصبر على عظم المصائب وصغرها هو الفرج بعد الله ، فقد كان صبرها لا حد له ورضاها لا نهاية له!
وعطففها على الفقراء والمساكين والمحتاجين وإحسانها على اليتامى لا يتوقف وعطائها بطيب جود وكرم لا ينضب.
فقد كان وجودها حياة في داخل الحياة تملؤه الحب والألفة والمودة ، وحب الخير للغير ، ولم يكن ذلك عابر في موقف بل كان نهج حياة فبصمتها لاتنسى ولا تمحى !! فقد كانت شمعة تحترق لتنير دروب الآخرين عطاءً وبسخاء .
رحلت إلى رحمة الخالق سبحانه ، وبقي ذكرها الطيب والعطر في قلوب الأقارب والأحباب والجيران ، وكل من عرفها من قريب أو بعيد ، وبقيت دارها المضيافة التي تعرف ببيت الجنة ، ومجلسها العامر للجار والزائر ، وعرفها الأطفال فأحبوها فقد كانت جنة في حسن تعاملها وطيب قلبها ، وكانت خير ناصحة وموجهة رحمها الله رحمة واسعة.
فيعلم الله كم يعتصر قلوب محبيها ألماً على فراقها ، ولكن قدر المولى سبحانه ولا إعتراض ولا جزع على قدر الله ، فالحمدلله وإنا لله وإنا إليه راجعون ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..
فقد رحلتِ ضيفًة بين يدي الكريم المنان الذي وسعت رحمته كل شيء.. رحلتِ من الدنيا والدعوات تلهج بأن يغفر الله لها وأن يسكننها الفردوس الأعلى .
و ليت العبارات تجبر خواطرنا على فراقها رحمها الله رحمة واسعة ، ونسأل الله العلي القدير أن يغفر لها وأن يرحمها برحمته وأن يسكنها الفردوس الأعلى في جنات النعيم وجميع موتانا وموتى المسلمين اللهم أمين.