
صحيفة همة نيوز : بقلم عبدالله سعد بورسيس ..
يُحيي العالم في الرابع عشر من نوفمبر من كل عام، اليوم العالمي للسكري، وهي مناسبة دولية محورية تهدف إلى تسليط الضوء على مرض السكري، أحد أكثر التحديات الصحية المزمنة انتشارًا على مستوى العالم. هذا اليوم ليس مجرد احتفال، بل هو صرخة توعية عالمية لرفع مستوى المعرفة بمخاطر المرض وطرق الوقاية منه، وضرورة تحسين جودة حياة ملايين المصابين به.
-لماذا 14 نوفمبر؟
ذكرى اكتشاف منقذ الحياة
تم اختيار هذا التاريخ تحديدًا تخليدًا لذكرى ميلاد العالم فريدريك بانتنغ، الذي شارك في اكتشاف الإنسولين عام 1922. هذا الاكتشاف العظيم غيّر مسار حياة البشرية، وظل حتى اليوم العلاج الأساسي للحالات التي تعتمد على الإنسولين للبقاء على قيد الحياة.
السكري:
وباء العصر الحديث وحقائق مقلقة
تُشير التقارير العالمية، سواء من منظمة الصحة العالمية أو الاتحاد الدولي للسكري، إلى تزايد متسارع في أعداد المصابين. يُقدر عدد مرضى السكري عالميًا بأكثر من 540 مليون شخص، مع توقعات بوصول هذا العدد إلى أكثر من 780 مليونًا بحلول عام 2045. هذا الانتشار المتفاقم يرتبط بشكل وثيق بالتغير في نمط الحياة الحديث، الذي يتسم بقلة النشاط البدني والاعتماد المتزايد على الوجبات السريعة.
- الأهداف الرئيسية لليوم العالمي للسكري:
يركز اليوم العالمي للسكري على تحقيق عدة أهداف حيوية:
رفع مستوى الوعي: حول تأثير داء السكري في المجتمع، وتشجيع التشخيص المبكر.
التوعية بالوقاية: تسليط الضوء على طرق الوقاية من السكري من النوع الثاني، أو تأخير ظهوره، من خلال اتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني المنتظم.
تعزيز الرعاية الشاملة: التأكيد على ضرورة توفير الأدوية، والتقنيات، والدعم، والرعاية لجميع مرضى السكري.
مواجهة الجانب النفسي: الدعوة إلى دمج الرعاية النفسية ضمن خطة العلاج، حيث تُشير الإحصائيات إلى أن نسبة كبيرة من المصابين (حوالي 77%) يعانون من مشكلات نفسية مثل القلق أو الاكتئاب بسبب تحديات المرض.
– أنواع السكري الرئيسية:
في إطار التوعية، يتم تسليط الضوء على الأنواع الأساسية للمرض:
السكري من النوع الأول: ناتج عن خلل مناعي يؤدي إلى تدمير خلايا البنكرياس المنتجة للإنسولين، وهو يتطلب حقن الإنسولين للبقاء على قيد الحياة.
السكري من النوع الثاني: وهو الأكثر شيوعًا، ويحدث عندما يفقد الجسم القدرة على استخدام الإنسولين بشكل فعال (مقاومة الإنسولين). وغالبًا ما يرتبط بفرط الوزن وقلة النشاط البدني.
سكري الحمل: فرط سكر الدم الذي يُكتشف لأول مرة أثناء فترة الحمل.
-مخاطر المضاعفات وأهمية المتابعة:
السكري مرض مزمن لا يُشفى، وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة في حال غياب العلاج والمتابعة المناسبة. تشمل المضاعفات المحتملة: أمراض القلب، تلف الأعصاب (الاعتلال العصبي)، الفشل الكلوي، وضعف البصر، وبطء التئام الجروح.
ولهذا، فإن اليوم العالمي للسكري يدعو إلى المواظبة على الفحوصات الدورية واعتماد سلوكيات صحية تساعد على خفض معدلات الإصابة وتحسين جودة الحياة.
– صحة أفضل تبدأ بالوعي:
إن اليوم العالمي للسكري لعام 2025 هو دعوة للتغيير والعمل الجماعي. من خلال التعاون بين الأفراد، والمجتمع، والمؤسسات الصحية، يمكننا تحقيق تقدم حقيقي في مكافحة هذا المرض. لا يقتصر الأمر على العلاج الجسدي، بل يتجاوزه ليشمل الرفاهية الشاملة لمرضى السكري، بما في ذلك دعمهم النفسي والعاطفي.
اجعل من هذا اليوم نقطة انطلاق:
افحص: تأكد من مستوى سكر الدم لديك، خاصة إذا كانت لديك عوامل خطر.
اعرف: تعرّف على أعراض ارتفاع السكر والعلامات التي تستدعي الفحص المبكر.
غيّر: تبنى نظامًا غذائيًا متوازنًا، وزد من نشاطك البدني.
ادعم: كن سندًا للأشخاص المصابين بالسكري في محيطك.
إن الوقاية من السكري تحمي المستقبل الصحي للمجتمع بأكمله.
صحيفة همة نيوز موقع صحيفة همة نيوز الالكترونية