
صحيفة همة نيوز
الرياض
المهندس /زكي عبدالرحمن الجوهر
شهدت الرياض يوم السبت 6 سبتمبر 2025 انعقاد ملتقى الصناديق العائلية تحت شعار “حوكمة راشدة واستدامة ممتدة” بتنظيم جمعية صِلَة للعمل العائلي، وبرعاية المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، وبمشاركة نخبة من الخبراء والمهتمين بالشأن العائلي والاقتصادي.
أهداف الملتقى
سعى الملتقى إلى تعزيز التوعية المجتمعية بأهمية الصناديق العائلية و إبراز التجارب والنماذج الناجحة منها. كذلك تمكين العاملين والمنتمين لهذه الصناديق عبر نشر الحوكمة، الاستدامة، والشراكات.
مشاركة نوعية وحضور واسع
افتتح الملتقى بجلسات نقاشية ومعرض مصاحب، وشارك فيه متحدثون بارزون من بينهم:
د. عائذ المبارك، الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للمنشآت العائلية.
أ. أيمن الغامدي، مدير عام الحوكمة والرقابة للمؤسسات الأهلية.
د. علي الفوزان، رئيس مجلس إدارة غزارة للاستشارات.
د. صالح المحيميد، رئيس مركز دراسات القيادة.
دور المنشآت العائلية في الاقتصاد الوطني
الأرقام التي عُرضت خلال الملتقى أكدت أن المنشآت العائلية هي العمود الفقري للقطاع الخاص:
يبلغ عدد منشآت القطاع الخاص في المملكة 1,319,303 منشأة، منها 955,572 منشأة عائلية تمثل 95% من المنشآت ذات السجلات الفعّالة.
تتركز 69% من المنشآت العائلية في ثلاث مناطق رئيسية:
الرياض 29.1%
مكة المكرمة 24.3%
المنطقة الشرقية 15.5%
من حيث الحجم، فإن 89% منها متناهية الصغر، و50% صغيرة، فيما تبلغ نسبة المتوسطة والكبيرة 40%.
أبرز القطاعات: تجارة الجملة والتجزئة (33%)، البناء (19%)، التصنيع (8%)، الإقامة والطعام (10%)، الخدمات الإدارية (8%)، خدمات أخرى (8%).
محاور الملتقى
الحوكمة: المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي طرح معيار حوكمة الصناديق العائلية المبني على:
الامتثال والالتزام (70%)
الشفافية والإفصاح (10%)
السلامة المالية (20%)
الاستدامة المالية: قدم د. علي الفوزان ورقة بعنوان “الاستدامة المالية في الصناديق العائلية”، مؤكداً أن الاستدامة لا تعني فقط زيادة الإيرادات، بل حسن إدارتها لتحقيق فائض مالي يضمن استمرار الرسالة حتى في الظروف المتغيرة.
إعداد قادة الصف الثاني: استعرض د. صالح المحيميد نموذجاً متدرجاً لتطوير القيادات العائلية، يمتد على 40 أسبوعاً، يجمع بين الورش العملية، القراءة، المعايشة، وبناء الشراكات، مؤكداً أن الاستثمار في القيادة ضرورة لمواجهة التحديات العالمية.
أهمية الصناديق العائلية
الصناديق العائلية ليست مجرد أداة مالية، بل كيان اجتماعي يحقق أهدافاً متعددة:
تعزيز صلة الرحم.
بث روح التكافل والتعاون على البر والتقوى.
دعم الشباب وتعليم الأجيال.
سد المديونيات وتكريم المتفوقين.
تنظيم اللقاءات الدورية للعائلة.
توصيات الملتقى
تشجيع ملاك المنشآت العائلية على تنظيم أعمالهم وضمان استمراريتها للأجيال القادمة.
تعزيز التكامل بين الصناديق العائلية والمنشآت الاقتصادية لتحقيق أثر إيجابي مزدوج على العائلة والاقتصاد الوطني.
رفع كفاءة مجالس الأمناء عبر معايير دقيقة للاختيار والتأهيل.
الاستثمار في إعداد قيادات الصف الثاني لضمان توريث الاستدامة.
أكد الملتقى أن مستقبل الصناديق العائلية يعتمد على ثلاثية النجاح: الرغبة، القدرة، القيادة. هذه العناصر، إذا ما توازنت مع الحوكمة والشفافية والاستدامة، ستجعل الصناديق والمنشآت العائلية رافعة أساسية للاقتصاد السعودي، ومظلة تحافظ على تماسك العائلة عبر الأجيال
