
صحيفة همة نيوز : أحمد العطافي..
في مجالس العزاء كثيرًا ما نُلاحظ تصرّفًا شائعًا ينطلق من حسن نية لكنه يفتقر للدقة في الفهم حين يُبادر البعض بتعزية من حضر للمواساة لا من فقد عزيزًا فعليًا !!
وهنا يتبادر السؤال المنطقي: هل يُعقل أن تُعزّي من جاء يُعزّي؟
العزاء موجّه أساسًا إلى أهل المصاب أولئك الذين خسروا أبًا أو أمًا أو قريبًا لا إلى بقية الحضور الذين جاؤوا للتضامن والدعاء ، فإن تبادل التعازي بين الحضور يبدّد خصوصية اللحظة ويُضعف من أثر المواساة الحقيقيّة.
كما أنه من الأدب في مثل هذه المجالس أن نُراعي السكينة والخشوع في المجلس ..
لنجعل حضورنا في العزاء فعلاً نبيلاً لا شكلاً اجتماعيًا ، ولنوجّه تعازينا لمن فقد ونلتزم بالصمت حين يجب لأن في السكون أحيانًا تعزية أبلغ من ألف كلمة.
فلنُحسن فهم الموقف ولنجعل عزاءنا خالصًا لأهله احترامًا للفقد وتقديرًا لمن يعيشونه في تفاصيلهم كل لحظة.