
صحيفة همة نيوز : عبدالله حمد المطلق ..
نواصل الحديث عن مذكرات العم عطاء بن علي العطاء رحمه الله ، الذي وثق فيه ذكريات الطفولة وذكريات بلدته الطرف فماذا قال لنا فيها؟
لما كنا صغار نلعب ونحفر في الأرض على عمق عشر بوصات ، فيطلع لنا الماء ..
ونعمل مزارع صغيرة ونزرع فيها اغصان الأشجار ثم نقوم بسقايتها من هذه الحفرة ، ونستمر في اللعب إلى ان يطيب الخاطر بعدها نقوم بتغطيتها ، ونعود لها في اليوم الثاني ..
وهكذا وكأننا نماثل المزارعين في مزارعهم وهم يغرفون الماء بالدلو من فوق عدة الماء من مشروب الماء .
كذلك أتذكر أنه توجد بساتين في الطرف والناس يحفرون حفرا واسعة ينبع فيها الماء لسقي مزارعهم ..
وهناك آبار محفورة يدويا وسط البلد قرب علي بن عيد القديم شرقا وأحيانا يفيض منها الماء لكثرته ويدخل في البيوت المجاورة .
وفي الصباح تسمع المزارعين يغرفون الماء من الجفارة المحفورة في البساتين لسقي المزارع وهم يغنون بالأنغام .. كما يتذكر بحيرة الصرى التي تقع في غربي الطرف وتمتد الى جنوب جبل الأربع وتتجه شرقا لترتبط مع بحيرة الأصفر ، حيث تستقر فيها الطيور بأنواعها الشتوية مثل : الأوز – والبط وأنواع كثيرة من الطيور مختلفة الأجناس .
ويحرص القناصة على بناء عشش ونحن نسميها عشاعيش يختبئون فيها لصيد الطيور سواء بالنهار او في الليل – وقنص الليل يسمونه الشفق لأنه بعد غروب الشمس .. ويقول بوخالد : فإذا اردنا ان نقنص الشفق يجب أن نروح أول أو منتصف الشهر حتى نرمي الطيور على ضوء القمر .. حيث كنا نذهب سيرا على الاقدام قبل قدوم السيارات من البلد الطرف إلى بحرة المقطع عند جبل الأربع ونجلس في العشعوش الفاضي ، وعادة إذا أراد صاحبه الذي بناه أن يقنص الشفق يضع فيه علامة من الطين والحشيش ، فإذا راينا فيه إشارة نذهب لغيره ، ونجلس حتى صلاة العشاء أو بعدها ويسمى قنصنا الشفق .
واثناء جلوسنا نسمع صوت البوم في جبل الأربع ، وهو يدوح بصوت كأنه صوته حادي إبل .
وعندما نجلس في العشعوش ويدخل وقت المغرب نصلي ونجلس .. وعندما تأتي الطيور للرعي وقبل أن تحط تحوم مرة أو مرتين على الحومة لتطلع وبعضها ياتينا يسبح ، واذا مرت فوق رؤوسنا نسمع صوت أجنحتها ، ونحن نلزم الصمت ، ولا نتحرك خوفا من ان تكتشفنا ولا تنزل !
وإذا حطت في الماء تبط بطا لقصر ذنبها فتطلع صوت وإذا حطت قبل واطمأنت نادى غيره للرعي بصوت لغة الطيور .. وإذا حطت قبل طلوع القمر أحيانا نرميها على الصوت بدون مانشوفها ونخطي ونصيب ، ومن الطيور التي نصيدها الحبارى – القطا والدرجان – وأنواع كثيرة منها :
حمام البدي والارانب موجودة بكثرة شتاء وقيظا .. وقنصنا الارانب بالقرب من قصر المجصة الواقع في الطرف واحة الحبيل ..
ويرتاد الصرى صرى الطرف قديما الظباء والغزلان قبل مائة سنة تقريبا لتشرب من ماء الصرى ، وهي أكثر ماتستوطن في بر الخويرة قريب من مورد مطيوي .
ويذكر بوخالد من الروايات التي حكاها له الرجل سالم الحمد الذي توفي قبل خمسين سنة فأكثر حيث ذكر بانه كان يقنص الغزلان في بر الخويرة جنوب مطيوي ، وكان يصيد الكثير ، ويذكر بانه رمى ظبي وهو قريب مني وأخطأته وتعجبت من ذلك الأمر .
ومن القصص التي ذكرها العم عطاء بن علي العطاء رحمه الله :
كنت انا والعم احمد بن محمد الحبيل كنا نقنص الارانب في السيح شرق الطرف وذلك في فبراير عام 1967م ، تعطلت علينا السيارة في الزبائر الشرقية بعدما قنصنا الارانب ، وحسب مااتذكر كان معنا : خليفه السليم – ومحمد النجم – ويوسف بوعبيد رحمهم الله – وانا والعم احمد احمد الحبيل مشينا مايقارب ساعتين من الزبائر الشرقية حتى وصلنا محطة كهرباء الطرف قديما ..
وكان علي بن عبدالله المخدم رحمه الله عامل كمهندس فيها ، وطلبنا منه أن يذهب معنا لتصليح السيارة وتعذر.
واذا الرجل أصفيان الدوسري من بدو العدوة بالطرف مار وقلنا له : يودينا السيح لتصليح السيارة .. وقال أنا لأعرف شيء في الميكانيكا ، وهذا الرجل علي المخدم اخذوه معنا .. ركب معنا علي المخدم وجاء معه الشيخ محمد الجاسر واخيه إبراهيم الجاسر ، ومحمد المنعور رحمهم الله جميعا ..
وصلنا السيح وتم إصلاح السيارة وكانت ماكينة السيارة متصلبة تم هزها للامام وللخلف وفعلا فتحت السيارة واشتغلت السيارة .. بعدها استرحنا وعملنا العشاء على الأرانب الموجودة معنا ووصلنا في تما الساعة الثانية ليلا وتأخرنا عن العمل .
وللحديث بقية….

