
صحيفة همة نيوز : عبدالله حمد المطلق ..
الهواية تصنع نجما :
وأنا أرا جع اوراقي وجدت مقالة كتبها الأستاذ مبارك بوبشيت ( بورياض ) قال فيها :
الهواية هي عادة محببة ، وما هي الا ان يميل الإنسان الى شيء ما ويرتاح إليه ويمارسه في أغلب أوقات فراغه إلى درجة كبيرة حتى تصبح تلك العادة طبعا فيه او كأنها طبع مركب من طبائعه ، ولمواصلة تلك الممارسة قد يبدع فيها ، ويضيف عليها ، وقد يتعدى ذلك على ان يكون مرجعا لها ، ويستفيد منه الناس ، ويرجعون فيها إليه .. وهذا ما حدث لأخينا الفاضل والباحث الميداني : ( عطا بن علي العطاء ) رحمه الله ، هذا الإنسان الريفي الذي عشق الصحراء بكل مافيها من كنوز اثرية ونباتية .
عطاء رجل أحسائي النشأة ، ولد في مدينة الطرف العريقة ، وتعلم في كتابها القديم ، وعمل في أرامكو 37 عاما وتقاعد .. عشق الصحراء والبراري وكثبانها ونباتاتها ، وأغرم بالبحث والتجول فيها ..
وتصوير ما تقع عليه عينه من آثار ونبات ، فلا تراه غالبا إلا في سيارته ( الجيب ) حاملا معه كاميرته ومذكراته الورقية التي يسجل فيها ملاحظاته ، فهو منذ عام 1987م وهو يمارس هذه الهواية التي أعلنت عن مولودها الأول ( النبات البري – في محافظة الأحساء ) والذي رأى النور في عام 1426هـ / 2005م .
هذا المولود الذي إجتهد الأستاذ عطاء في جمعه مادة وصورا وطباعة وإخراجا ، فجاء حاملا الصورة والموقع والمعلومة المختصرة .
عطاء رجل احسائي عصامي ، سخر هوايته وماله ووقته في سبيل خدمة بلده ، فجاء لنا بالنبات البري الذي أضاف على المكتبة الثقافية الأحسائية إضافة لايستهان بها ..
وقالت عنه الأستاذة عبير البراهيم في جريدة عكاظ عدد ( 13803) :
كل متقاعد يرسم لما بعد الوظيفة حياة خاصة به يرى فيها الملاذ والسلوى لسنوات عمره المتبقية .. عطاء العطاء واحد من هؤلاء المتقاعدين الذين رسموا لحياتهم نمطا خاصا بهم بعد تركه العمل في أرامكو لبلوغه سن التقاعد ، واتجاهه لمزرعته حيث يجئ حبه للزراعة امتدادا طبيعيا لحبه للطبيعة ومنسجما مع البيئة التي تخرج فيها ..
حيث كان أبوه مزارعا وشاعرا ، وربما يعود اهتمامه بالزراعة الى حبه للنخلة ، فهو كما يقول يعشقها في جميع حالاتها مما دفعه للإطلاع على كثير من الكتب في هذا المجال .. حيث تكونت لديه مكتبة ضمت مؤلفات في الشعر والأدب ، ومعاجم في الزراعة ، وفي التصوير الفوتوغرافي وفي الطب والفلسفة والمتاحف والآثار ) العدد 14018) :
وقاده التأمل في مظاهر الطبيعة عبر الفصول الأربعة من إخضرار وازدهار واصفرار وذبول وتساقط إلى الاهتمام بهذه المشاهد الفريدة .. لمرحلة النباتات من البراعم الى السقوط معلنة مغادرتها لمسرح الحياة .. وتنامي هذا الرصد المثابر إلى حالة عشق ظل يعيشها عطاء بن علي العطاء .. هذه الكائنات ترجمها بشرائه مزرعة يقضي فيها جل وقته راصدا جمال الطبيعة .
والعطاء خلال مسيرته التقط الكثير من الصور كباحث في هذا المجال ( 1000) صورة ضوئية تضم جميع أنواع النباتات المنتشرة في البراري والبساتين والحدائق وسفوح الجبال بهدف توثيقها خدمة للباحث الدارس ، و اكتسب خلالها خبرات ومعارف جعلت منه مرجعا للجميع .
ويقول العم عطاء رحمه الله الذي صنف هذه الصور في البومات وكتب تحت كل نبتة اسمها الفصيح والعامي ومواقع نموها .. وحبه للطبيعة في بلدة الطرف والتي تمثل جزءا من واحة الأحساء هذه الواحة الزراعية الكبيرة هي الأحساء ودفعني لممارسة هذه الهواية التي يزداد تعلقي بها يوما بعد يوم .. وكلما وقعت عيني على نوع من النبات العشبي هنا أو هناك .. وقد جمعت هذه الحصيلة من الصور والتي تبلغ الف صورة عبر 22 عاما من العشق .
هذا هو العم عطاء بن علي العطاء رحمه الله الأحسائي الطرفي من الجلد إلى النخاع .. ولد ونشأ وترعرع في الطرف فقدم لبلدته جزءا من وفائه .. وما أجمل الوفاء في شتى صوره .
عاشق للتصوير : قال
هوى التصوير منذ الصغر حتى أصبحت الكاميرا رفيق دربه في حقيبته في الرحلات والقنص والاسفار ، وعندما تتفرج على البوم الصور ترى من الصور القديمة النادرة ، وترى الصور عن مختلف دول العالم التي سافر إليها .. حيث كان ينقل حضارة وتراث تلك الدول من خلال تجوله في المدن التاريخية ، والأسواق الشعبية ، والمواقع التراثية ..
يمتلك العديد من الكاميرات المتنوعة منذ أن بدأ التصوير ومحافظ عليها في منزله ، ومحافظ عليها ولا يرغب إعارتها لأحد مهما كان حتى لوكان ابنه .. حتى انه أسس مكتبة في منزله في عام 1401هـ الموافق 1981م .
فهو يمتلك مكتبة ضخمة تضم العديد من أفلام الصور القديمة ، وكذلك الأفلام الوثائقية التي يحرص على توثيقها سواء كان تصويره او أخذها من القنوات الفضائية الوثائقية التي تعرضها بين الحين والآخر .
لذا يحرص من يرتاد مزرعته ان يحصل على اكبر قدر من المعلومات التي يختزنها هذا الرجل في ذاكرته ..ومن الذين سجلوا معه لقاء مطولا الدكتور سمير الضامر الذي اخذ منه الكثير من المعلومات في فيديو موثق ..
شاهدته بعيني حيث تحدث عن ملفات عديدة وهو يعرض بعضها امام عدسة الكاميرا .. كل ذلك من اجل أن لاتفوت الآخرين أي معلومه ، فهو ينقل لهم ويصور لهم حياته كما عاشها ..

