قلم أبي… خط الحب والذكريات الجميلة..

صحيفة همة نيوز بقلم : أ. منى الصبي..

الأب هو رمز الحماية والسند، هو الظل الوارف الذي يحمي الأبناء من تقلبات الحياة، وأول كلمة تُرسم على الشفاه ببراءة الطفولة هي “بابا”، تلتصق به القلوب قبل الأجساد. عند قدومه، يضمّ حضنه أسرته كلها، فيشعرون بالأمان والحب.

وما أروع تلك الهدايا التي يحملها معه، سواء عند النجاح أو في المناسبات، وخصوصاً في الأعياد، لكن وجوده نفسه هو العيد الأكبر.

فالأسرة تستمر وتزدهر بوجوده، ويقوى الأبناء ويشتد عودهم بفضل دعمه وحنانه. وجود الأب نعمة لا يعرف قيمتها إلا من افتقده، فالفقدان يُذكّرنا بأن اللحظات البسيطة التي نعيشها معه هي كنوز لا تُعوّض.

ذكريات لا تُمحى

تحكي سارة (24 عامًا):

“كان أبي -رحمه الله- كثير السفر بحكم عمله، فكان نادرًا ما يجتمع معنا، وعندما يعود، يكون يومًا كالعيد. كنا نفرح به كثيرًا، رغم أنه كان جادًا لا يُظهر مشاعره بسهولة. مرت الأيام والسنوات ونحن نتوق لقربه أكثر، لكنه رحل فجأة بسبب حادث مروري، تاركًا فراغًا هائلًا في حياتنا. لم يبقَ لنا سوى ذكريات قليلة، لكنها ثمينة.”

ومن أجمل ما تركته تلك الذكريات هو القلم الذي أهداها إياه عند تخرجها من المرحلة الابتدائية.

تقول سارة: “أعشق هذا القلم، وما زلت أحتفظ به حتى الآن رغم مرور سنوات طويلة. بعد أن كبرت وأصبح لدي أحفاد، ما زلت أخطّ به أجمل كلمات التفاؤل والأمل.”

رسالة إلى كل أب

توجّه سارة نصيحة لكل أب: “رغم انشغالاتك ومسؤولياتك، لا تحرم أبناءك من وجودك. خصّص جزءًا من وقتك لهم، فلا يجب أن يطغى العمل على الأسرة. فالعمل لا ينتهي، لكن الحياة قصيرة، واللحظات التي نعيشها مع من نحب هي التي تبقى.”

وفي يوم الأب العالمي، تتوج كل أسرة حبها لوالدها بالهدايا، لكن أفضل هدية يمكن أن يقدمها الأبناء هي الدعاء له، وقول: “أبي، ابقَ بقربنا.”

فالأب هو السند، هو الحب الذي لا ينضب، هو الذكرى التي تظلّ حية في القلب حتى بعد الرحيل. قلمه، حضنه، كلماته، كلها خطوط تُنسج منها أجمل حكايات العمر.