صحيفة همة نيوز موقع صحيفة همة نيوز الالكترونية
صحيفة همة نيوز : بقلم أ. ماجد إبراهيم الغنيم ..
في زحام الحياة، حيث تتلاطم أمواج القرارات وتتشابك دروب العلاقات، قد تباغتك حكمةٌ قديمة تحمل في طياتها صدىً عميقًا.
إنها تهمس لك بأن هناك نبضًا أول، لغة حبٍ فُطرت عليها روحك قبل أن تتعلم الكلام.
قبل أن تعرف العالم، عرفت دفئًا لا يُضاهى، وصوتًا كان بمثابة لحن الوجود. . تلك اليد التي ربتت، العين التي سهرت، والقلب الذي لم يعرف للكلل معنى في سبيلك، كل هذه هي خيوطٌ لا تُمحى من نسيجك الروحي.
إنها تذكرك بأن أساسك الأول، تلك البقعة المقدسة في قلبك، هي من منحتك القدرة على الحب ذاته. هي من شكلت وعيك الأول بالعطاء والتضحية غير المشروطة.
إنها ليست مجرد علاقة، بل هي جذر وجودك، المأوى الأول لروحك، والمنبع الذي لا ينضب من الحنان الذي لا يُضاهى.
فإذا تعالت الأصوات، وتداخلت المطالب، وتأرجحت المشاعر، فإن صوتًا خفيًا في أعماقك قد يرشدك نحو ذاك النبع الأصلي.
ليس لأنه الأحب، بل لأنه الأساس الذي منه انطلقت كل قصة حب أخرى في حياتك.
إنه اعترافٌ بمرساك الأول، بقلبٍ كان سباقًا في احتضانك قبل أن تتعلم كيف تحب العالم وتختاره.
إنها دعوة للتأمل في مسارات الروح، في تلك الروابط التي تتجاوز حدود الزمن والظروف.
تذكر أن تكريم هذا النبع الأصيل هو تعزيز لقيم الولاء والعرفان التي تُبنى عليها كل علاقة سامية.
ففي نهاية المطاف، كل قلبٍ يحمل في طياته صدى لقلبٍ آخر، ولكن هناك دائمًا نغمة أولى، نغمة الأم.
تلك النغمة التي تبقى محفورة في عمق الروح، تهمس بالدفء والأمان، وتذكرك دائمًا بأصل كل خير في حياتك.
