صحيفة همة نيوز موقع صحيفة همة نيوز الالكترونية
صحيفة همة نيوز : بقلم د. معصومة العبدالرضا ..
المرأة لا ترحل فجأة، ولا تعبُر عتبة الخروج من علاقةٍ نسجت فيها قلبها إلا وقد انتهت من كل حكايات الرجاء.
لا ترحل المرأة لأنها ضعيفة، ولا لأنها استُهلكت، بل لأنها استُنزفت، حتى جفّ فيها ماء الصبر، وانكسر فيها شيء لا يُرمم.
ترحل حين تفقد الأمان، ذاك الإحساس الذي يمنحها القدرة على العطاء دون خوف، والسكينة دون ارتجاف.
ترحل حين يتحوّل الحبيب إلى غريب، والبيت إلى ساحة توتر، والكلمات إلى طلقات باردة.
ترحل عندما تُهان كرامتها باسم المزاح، أو يُهمّش رأيها باسم القوامة، أو يُطفأ صوتها باسم “الصمت أجمل”.
ترحل حين تتراكم الخيبات في قلبها، حتى يصبح البقاء مرادفًا للانكسار.
المرأة لا ترحل لأن الحب انتهى، بل لأن الاحترام انتهى ، لأن الشعور بأنها مرئية، مسموعة، مرغوبة، قد تلاشى لأن العلاقة التي كانت ملاذًا صارت عبئًا، وكل صباحٍ جديد يُولد معها شعور بالخذلان.
قد تصبر طويلًا، تمنح الفرص، تعذر، وتُراهن على التغيير، لكنها حين ترحل، لا تلتفت. لأنها حينها تكون قد رحلت روحًا، قبل أن ترحل جسدًا.
فيا من تُحبّها، انتبه:
المرأة لا تطلب الكثير، فقط الأمان، الاحترام، والصدق.
وحين تفقدهم، لا تظل امرأةً تحبك، بل امرأة تبحث عن نفسها.
وفي الختام، تبقى وصية الله في النساء ثقيلة في ميزان الرجال:
“استوصوا بالنساء خيرًا”، فهنّ أمانة، والقلوب إذا انكسرت لا تُجبرها الأعذار.
وكما قال نزار قباني:
أحبيني… بلا عقدٍ، وضيّعيني… بلا سببِ
أحبيني… لستُ أُهتمُّ بمن سبقوني، ومن ذهبوا
فأنتِ الزهرُ في عمري… وأنتِ الجذرُ والسحبُ.
