صحيفة همة نيوز موقع صحيفة همة نيوز الالكترونية
معكم ومع رمضان زمان في الأحساء والحلقة (18)
المسحر والقرقيعان
✍️ بقلم رئيس تحرير صحيفة همة نيوز
ألاستاذ /عبدالله بن حمد المطلق ..
………..
في اليوم الرابع عشر من شهر رمضان المبارك هو اليوم المخصص للقرقيعان ، حيث ترى الأطفال يقرقعون بالإنتقال من بيت إلى بيت ، ومن حي إلى حي في جو روحاني .
والقرقيعان عادة من العادات القديمة التي مارسها الأباء والاجداد عندما كانوا صغارا ، واستمرت هذه العادة متوارثة من جيل إلى جيل حتى وقتنا الحاضر ، منتشرة في الأحساء وفي دول الخليج العربي ..
ويشارك المسحر في يوم القرقيعان بعربته التي يجرها الحمار ، حيث يطوف المسحر في الشوارع والأزقة التي يمر عليها في وقت السحور نهارا بعد صلاة الظهر او العصر ويستمر حتى آذان المغرب .. حيث يحظى باحترام الجميع فيتم منحه بعض الأغراض مثل : الأرز – التمر – او ماتيسر عند الأسر من طعام .. تقديرا له لأنه يحرص على المرور على الاحياء التي يطوف بها ليلا .. فيتم إكرامه .
فالمسحر في يوم القرقيعان يمر بالشوارع والأزقة وهو يطرق على الطبل بنغمات متقطعة تختلف عن نغمة وقت السحور .. ومن خلال النغمات التي يسمعها اهل الحي ، يتم التجهيز له بما يتيسر من الطعام ، فيخرج الاب او الطفل فيعطيه ماتيسر من إكرامية .
وتأتي هذه الفعالية لتعزيز الموروث الشعبي وإحياء الأجواء الرمضانية الأصيلة، وسط تفاعل واسع من الأهالي الذين يترقبون هذه اللحظات المميزة كل عام.
وكان المسحر يشارك الناس والشباب فرحتهم بليلة القرقيعان في ليلة النصف من شهر رمضان المبارك متجولاً معهم بطبلته مردداً اهازيجه وأدعيته الشيقة، ويطوف على المنازل لأخذ هديته، والتي هي في الغالب أجرته عما قام به من عمل لنصف شهر رمضان.
والمسحر لا يظهر في النهار إلا يوم القرقيعان لأخذ هديته ، ويوم العيد لأخذ عيديته ، وهي أجرته على ما قام به من عمل طوال الشهر الفضيل، وقد كان لكل أهل حي أو «فريج» مسحر خاص أو عائلة خاصة تتولى القيام بهذه المهمة، ولا يسمح لأحد بمزاولة هذه المهنة إلا بإذن من العمدة أو الأمير الذي يحرص على تقسيم المسحرين على البلدة ليأخذ كل مسحر نصيبه . .
والمسحر كان الناس يحتاجونه قديماً لأنهم ينامون مبكرا، أما الآن فالوضع اختلف مع اعتياد الناس السهر إلا من رحم ربي ، ووجود وسيلة أخرى للاستيقاظ، إضافة إلى من سيسمع صوت المسحر مع هدير المكيفات
لكن يبقى المسحر جزءا من التراث أمكن استعادته في أماكن تواجد الناس او بطلب من بعض الأسر لإحياء عادة المسحر في يوم القرقيعان .. أو في أيام الفعاليات .
و يبقى المسحراتي جزءاً من ذاكرة رمضان الأحساء ، ، أو يتم إحياؤها في الفعاليات التراثية التي تعيد الأجواء الرمضانية الأصيلة.
