صحيفة همة نيوز ✍🏻شيخه الدريبي
(الضياع) شعور التيه وكأنكَ واقفٌ على الهواء، فتشعر دائماً أنكَ غير ثابت وغير متوازن وأن أيّ ريحٍ ولو لم تكن عاصفة، ستسقطك وتؤذيك. فماذا يفعل الإنسان إذا أحس بالضياع وفقد طعم السعاة وأن موته وحياته سيان، فلا يحس بوجود هدف يعيش من أجله، وأن كل فرصة في الحياة لتعديل وضعه قد انتهت، ومهما يفعل سيكون متأخرا في الحصول على جزء بسيط من السعادة، فلا يستطيع أن يحدد ماذا يريد أو ماذا يحب أو ماذا يفعل؟ وحتى إن فعل فلا يعرف إذا كان ما فعله صحيحا أم لا لذا يجب أن نعرفَ أسبابه، فلا حلَّ لمشكلة غير معروفة.ولو شعرتَ أنكَ تمر بأزمة نفسية أو اكتئاب، راجع مختصاً، في الصحة النفسية هذا مهم للروح والنفس .فعندما تشعور بالضياع ألا تعرف ماذا تريد من هذه الدنيا، وإلى أينَ أنت ذاهب وماذا تريد أن تحقق من أهداف. يعتبر هذا شعور طبيعي يمكن أن يصاب به الإنسان في مراحل كثيرة من حياته ..
كما أن الشعور بالضياع ليسَ بلأمر السيء الذي نتصوره، فشعورك هذا، يعني أنكَ بدأت تسأل نفسك أسئلة صعبة ومصيرية، وكنت في معظم الوقت تتجاهلها طوال حياتك ،فلا يضيعُ إلا من يبحث ولا يجد إجابه تقبل مشاكلك، واعترف بها.وتاكد أنك من يستطيع مساعدة نفسه وأنت تبحث عن ذاتك تقبل الوحدة.وحاول أن تعتزلَ الآخرين بينَ فترة وآخرى .بحيث لا تنقطعَ عن البشر، لأن هذا سيقودك إلى مزيد من الحزن. لكن عليكَ أن تتعلمَ كيفَ تكونُ وحيداً وسعيداً مع ذاتك. يمكنك أن تتمشى قليلاً لوحدك، أو تذهبَ إلى مقهى، أو أن تخصص بضعة دقائق من العزلة في غرفتك يومياً، وأن تكتب ما تشعر وتفكر به بعيد عن تأثير الآخرين فالوعتزلَت عن العالم لمدة عام فقد تشعر بالضياع، وتقضي وقتك بالتفكير، والكتابة، والقراءة والاستمتاع بما حولك فنحن لا نملك الرفاهية ولكننا نستحق أن نمنحَها أنفسنا لبعض الوقت، بعيداً عن ضجيج الآخرين ..
لو قلت في نفسك من أنا؟ ماذا أريد من هذه الدنيا؟ وما هي أهدافي لربما تكون هذه الأسئلة البسيطة، هي أصعب ما يمكن معرفة إجابتها حاول إيجاد إجابه خاصة لك لن يكون الأمر سهلاً، لكنه مهم كيف تتصور حياتك قد تقابل السؤال بالضحك، في محاولة الهروب من الاجابه وتكون قد أمسكتَ بطرفَ الخيط في اتخاذ القرار وتحديد الأهداف، وأعتقد أنه قد يكون بداية جيدة.فالإنسان يجني نتائجه السابقة. بمستوى ثقافته وتراكم الكتب التي قرئها.ومستوى افتتاحه والتجارب التي خاضها. ومستوى نجاحه والإنجازات التي بذل جهد في تحقيقها وهناك عادات لا تعود عليك بالنفع، مثل تصفح السوشال ميديا بلا هدف، تضييع الوقت بلا فائده والنوم لوقت متأخر لاتسمح للمشاعر السلبية بالسيطرة عليك، ولا تسمحَ لنفسكَ بالوقوع في دور الضحية حتى لا تلوم نفسك ومن حولك ..
لذا لا تعتقد أنك شخص مثالي وقدوة لايخطئ، فنحن نخطئ ونصيب، وهذا من طبيعة النفس البشرية.ففي هذا العصر نتعلم فيه من بعضنا أكثر من أي وقت مضى. اسأل نفسك، هل هناك شخصيات تُقدرها وتعتبرها قدوة؟. وجود شخصيات تستلهم منها، يساعدك على معرفة الصفات التي يمكن أن تكتسبها. ووجود أشخاص تعتقد أنهم وجدوا ضالتهم في الحياة، سيمنحكَ خارطة طريق واضحة. فكلما سلحت نفسك بمهارات أكثر، كلما انفتحت لكَ طرق وأبواب لم تكن تعرف بوجودها. يمكنك أن تتعلم اللغات، ومهارات التفاوض والنقاش، ومهارات التواصل، والقيادة، وغيرها ..